ستتحدّث كتب التاريخ يوماً عن ساسة ومسؤولين عراقيين، قلوبهم على إيران، وعيونهم صوب السلطان أردوغان، ولاينامون الليل إلّا ويطمئنوا أنّ كل شيء تمام في طهران وأنقرة، في الوقت الذي نراهم يصرّون على أن يبقى العراق متصدّراً تصنيف الأمم المتحدة للدول الأكثر بؤساً وخراباً.
منذ خمسة عشر عاماً ونحن نعيش في ظلّ مسؤولين باتت تبعيّتهم الكاملة لما تقرّره دول الجوار أمراً واضحاً يتكرر بين اليوم والآخر. ويعلم هؤلاء الساسة والمسؤولون أنّ المواطن العراقي يستطيع أن يحصي بشأنهم عشرات التصريحات التي تساند ما يجري في أنقرة وطهران والدوحة أو الرياض، فيما نراهم لايحسبون حساباً لوطن اسمه العراق.
بالأمس اكتشفنا أنّ عدداً من النواب أصابهم الوجوم وأوجاع القولون، لأنّ هناك تظاهرات في إيران تطالب بفرص للعمل ومحاسبة المفسدين، وهذه الآفة، ولا أعني آلام القولون وإنما آلام "الوطنية " لا تمرّ بمعظم سكان العالم، لكن يحلو لبعض نوّابنا "الأفاضل" أن يثبّتوها كمبدأ من مبادئ حرية الاختيار بين البلد الذي ولدت فيه، وتستولي على خيراته، وبين البلد الذي تدين له بالولاء المطلق، طبعاً لا اعتراض عندي أن يُبدي البعض رأياً في ما يجري في دول الجوار، ولكنها المرة الأولى التي يرفع فيها نواب أيديهم بالدعاء من أجل أن يُدحر المتظاهرون، ويضيفون لدعائهم نظرية المؤامرة التي تخبرنا دوماً أنّ هناك أصابع ماسونية في كل ما يجري على هذه الكرة الأرضية.ربما سيقول البعض يارجل، ألا تعترف بأنّ الماسونية سرقت منّا أكثر من 600 ملياردولار!
تتذكرون أنّ المجلس الأعلى الإسلامي ظلّ يتهم تظاهرات الشباب في العراق بأنها مؤامرة للعبث بالنظام الديمقراطي،وإذا بحثنا عند السيد غوغل سنجد خطبة القيادي في المجلس الأعلى السيد صدر الدين القبانجي وهو يحذرنا بالقول :" من الضروري معرفة الآليات للتظاهر، وأن تحمل إجازة قانونية، وأنا متأكد أنّ الشعب العراقي لن يشارك في هذه التظاهرات، لأن الهدف من ورائها ليس مطالب خدمية أو إصلاحية، وإنما شعارات تريد العودة الى الحكم اللاديني، إنّ هذه التظاهرات تحركها أيدٍ من خارج الحدود للتآمر على العراق ''.
الحالة السياسية، مؤسفة هناك ياسادة ألف إثبات على تاريخ طويل من تآمر أميركا، ولا أحد في حاجة إلى سخافة سطحية باهتة من نوع أنّ تظاهرات الشباب في إيران هي مؤامرة دولية، لأنّ الذي يهدّد إيران اليوم ليس العالم وإنما طموحاتها خارج الحدود، ونسبة البطالة التي تجاوزت معدلاتها، وخنق الحريات الشخصية، والمطلوب السعي لمحاربة الفقر والارتقاء بمستوى المعيشة، فالناس ملّت من الشعارات التي لاتريد أن تنتهي.
"قولون" المجلس الأعلى
[post-views]
نشر في: 2 يناير, 2018: 06:03 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
جميع التعليقات 2
بغداد
استاذ علي حسين نحب ان نرى على صحيفة المدى على الأقل ذكر للمظاهرات العارمة التي يقودها الشعب الأيراني ضد اعتى أنظمة الحاكمة شراسة انه النظام المذهبي المعقد الذي لا يُؤْمِن بحرية الرأي خارج نظامه الدموي الذي امتد ظلمه من تدخلاته القوية في كل من سوريا والعرا
أم رشا
اليوم بشار الأسد أيضا أعلن أن ما يحدث في إيران هو مؤامرة دولية ..سبحان الله عندما تدخل جيوش أكثر من ثلاثين دوله لتحتل بلد وتغير نظامه وتدمره لم يكن ذلك مؤامرة دوليه بل هو ثورة شعب ثار على الظلم ومن جهة أخرى عندما خرجت تظاهرات الإيرانيين ضد النظام اعتبر ا