لعله اليوم الأسعد في حياة البصريين، ذلك اليوم ما قبل الأخير، من السنة الماضية 2017 حيث افتتح منتدى ومسرح الديرة، في مجمع (البصرة تايمس سكوير) يومٌ استثنائي بحق، جاهد وغامر ونجح فيه المستثمر النبيل، والبصري المتحضر،المتطلع لمستقبل مدينته(رمضان البدران) –يخطئ من يحمل مقالتنا هذه محمل المديح-
المشروع الذي كان حلماً بصريا بحق، يتعرض اليوم، وفي اسبوعه الأول إلى محاولة لوأده وسرقته وتخريبه من قبل مجموعة المستثمرين التجاريين، الذين ينظرون الى المشروع على أنه مجموعة ملايين من الدولارات، غير مبالين بأهميته وكونه مشروعاً ثقافياً رائداً، ناسين أنَّ المبنى القديم، الذي أقيم على أنقاضه المول، كان يسمى (بهو الادارة المحلية) الذي شهد عشرات المناسبات الثقافية، وقدمت على مسرحه مئات الفعاليات الفنية والثقافية، ووقف على منصته الشعراء الكبار الذين جاءوا الى البصرة من أصقاع المعمورة.
في ليلة الافتتاح شاهدنا ثمرة الجهود الذي بذلها (البدران) مع فريق عمله، هؤلاء المغامرين الذين تركوا لغيرهم الاستثمار في الفنادق والمرافق السياحية والخدمية والتجارية خارج وداخل العراق، وانفقوا ما بين أيديهم من المال في مشروع ثقافي تنويري محلي، هذه المغامرة التي لا يمكن حسابها بعدد الدولارات إنما بحجم مبادئ الجمال وبعث قيم التحضر والمدنية في المدينة التي تخرب كل ساعة بسبب سوء الادارة واللامبالاة. كانت مشاهد البهجة والسرور بادية على وجوه الذين حضروا ليلة الافتتاح، وكانت الكلمات بعيدة كل البعد عن منفعة المال وانصبت مركزة على أن يكون منتدى ومسرح الديرة متنفساً للبصريين ومكاناً لمسراتهم، يذكرهم بماضي البصرة الجميل، في فعاليات الغناء والرقص والموسيقى والتمثيل وعرض البطولات الرياضية والتراثية والفلكورية. هذا الفردوس يتعرض لهجمة من أصحاب النفوذ، الذين يستقوون بالشرطة ويتوعدون القائمين عليه بعواقب الأمور.
إذا كانت حكومة البصرة المحلية قد أخطأت بمنح مجموعة المستثمرين أرض (بهو الادارة المحلية) واستبدلت الانشطة الثقافية بالمنافع المالية، وغيرت من وجهة المكان الكبير من صرح ثقافي باهر الى متجر كبير، ومجمع استهلاكي لا غير، يتعامل بما ينفقه البصري فيه، سيتوجب عليها في أقل تقدير أن تلجم جماح هؤلاء وتعيد لنا، نحن البصريين بعضاً من حقنا في الحياة عبر نافذة الوعي والفكر والثقافة، لا عبر مصالح استثمارية خاصة. أي محاولة لسلب المشروع وجهته الناصعة التي أقيم من أجلها، وخلع اصحابه الحقيقيين ومحاصرتهم وتضيق أنشطتهم والتعرض لحياتهم هو من مسؤولية الحكومة المحلية وأجهرتها الرقابية والامنية.
لم يعد منتدى ومسرح الديرة ملكاً خاصاً برمضان البدران أو مجموعة المستثمرين الذين يتعاملون معه على أنه كيس للدراهم ، هو في الواقع مشيدٌ للبصريين كافة، هو متنفسهم الذي أشرف على تشييده البدران، وهو بالنتيجة حقهم وأرثهم الذي آل إليهم من جدهم الأعلى بهو الادارة المحلية.
أنقذوا وليد البصرة "منتدى ومسرح الديرة"
[post-views]
نشر في: 2 يناير, 2018: 09:01 م
جميع التعليقات 2
سرمد ياسين محمود
هذا المقال لا يحمل صفحة الحياد وهو انفعال ومعلومات مغلوطة لم يف احد ضد هذا المشروع الكل فرح ومستثمري المول ابناء البصرة ولهم تأثير كبير وايجابي في مشهد الثقافة البصري والادله والوثائق متوفرة لمن يريد السيد البدران قدم خدمته ونال اجور عمله وجزاه الله خيرا
Mohanad Salih
عزيزي أستاذ طالب أودّ الرد على بعض المعلومات الخاطئة التي وردت في المقال والتي ربما وصلت الى الكاتب من شخص مغرض - لماذا هذا التمييز بين أحد الشركاء كأنه الداعم الأكبر للفن والثقافة ولا يهمه الربح والخسارة بالمشروع وكأنه يملك أمكانيات دولة و وصف بقية الش