لم يكن الحارس الدولي السابق جلال عبدالرحمن بوضعه الهادئ مثلما نعرفه حينما يهاتفنا بين الحين والآخر من محل غربته في أميركا، إذ طغى على حديثه الارتباك أمس الأول وهو يبوح بمشاعر الخوف من فقدان مرعب الحراس الدولي السابق علي كاظم لدخوله في مرحلة حرجة من مرضه لا شفاء منه سوى الدعاء، وتمتم جلال بكلمات قليلة " مسكين يا علي .. ليتني كنت بقربك امسح عنك دموع الفراق وهي تستعد لتنفض الشجون الأخيرة".
ها هو علي كاظم يترجّل من صهوة الحياة، ويستودع حكايته في قلوب أنصاره: مهما علا شأنك وطغت نجوميتك الآفاق، لابد من نهاية حتمية تتلاشى معها كل عذابات السنين وتغلق كتاب الأحلام بيدٍ مرتعشة وعيون أعياها البكاء على صحبٍ أماتَ قلوبهم كَمد المنفى ولم يعودوا.
آه يا علي، فقطار السكك لم يزل يحنّ لـ(عزاز) الشالجية، والرقم 15 يُعلن تمرّده لأول مرة، منزوياً بجوار مشجعين حائرين لم يجدوا خليفتك ليعزّوه، وظلّ النادي وحيداً في خلوة المواساة، مترقباً ظلّك وهو يخطو اليه مودّعاً في غَبش النوارس على هديل نحيبها المتقطّع إكراماً لوفائك مع الزوراء الذي لا يُضاهى.
***
لا يمكن لأي متابع نَهم لتاريخ التعليق الرياضي العربي أن يغفل أهمية الدور الذي لعبه محمد اللنجاوي وخالد الحربان وزاهد قدسي وعلي حميد في دعم الكرة العربية والخليجية على وجه الخصوص عبر تاريخ الدورة الرائدة في المنطقة "كأس الخليج العربي" وفي الوقت نفسه لا يمكن أن نبرِّر تناسي الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي اسم شيخ المعلقين العراقيين مؤيد البدري وسيرته الإعلامية المهمة على صعيدي كرة القدم والإعلام، ويغفل إطلاق اسمه على جائزة المعلّقين المحترفين والشباب، كيف وهو من لعب دوراً اساسياً في مشاركة المنتخب العراقي أول مرة بدورة الخليج عام 1976 بالتنسيق مع رئيس مجلس الأمة الكويتي السابق احمد السعدون؟
مؤيد البدري شافاه الله علم كبير بأيدي المعلقين الشباب والمحترفين عراقياً وعربياً، وجائزة الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي هي من تتشرّف باسمه وليس العكس!
***
أرفعُ ساقك لأنقذك.. وأنت تخاف حتى أن تمّد يدكَ لتشكرني!! ماهكذا جُبلنا العلاقات الخليجية – الخليجية في دورات اللقاء الحميمية برسم الكأس الفضية التي لم يزل الصراع للظفر بها يُقلّب أوجاع السياسة لم تكفّ عن دسّ أنفها أو توزّع خُبثاً على جنبات أرض اللعبة الطاهرة.
ستبقى الصورة الراقية لمحاولة اللاعب القطري احمد ياسر مساعدة البحريني جمال راشد أثناء اصابته شهادة حية ودامغة من شهادات خليجي الكويت لفضح الاكاذيب الرخيصة عن تلوّث الدورة بمخلّفات المقاطعات والمشاحنات في المنطقة لأن هدف الشباب الرياضي التسامي فوق أية خلافات عابرة، ولن يكونوا أداة لتحويل خططهم الدفاعية والهجومية في كرة القدم الى استهدافات مخرّبة ومقصّرة من عُمر الإخاء الخليجي الطويل.
***
ضوء خافت: لم تزل لجنة الحكام في دورات الخليج غير آبهة لتعيينات بعض الحكام ممن يثيرون اللغط في قراراتهم لاسيما المصيرية منها، وكلنا يتذكر ركلة الجزاء التي ذبح بها الحكم الإماراتي علي حمد منتخبنا الوطني أمام السعودية يوم 24 كانون الثاني 2007 على ملعب آل نهيان في خليجي 18 ضمن الجولة الأخيرة للدورالأول لحساب المجموعة الثانية حينما تحايل المهاجم ياسر القحطاني عليه بتمثيله السقوط لحظة انقضاض الحارس نور صبري على الكرة داخل منطقة الجزاء، والتي فضحته عدسة المصور الرياضي العراقي كريم صاحب بعدم وجود مس لقدم القحطاني. تسبّب الهدف بإقصاء الأسود الذين كانوا بحاجة الى التعادل فقط لينتقلوا مع السعودية الى الدور نصف النهائي الذي ينتظرهم فيه منتخبا عُمان والإمارات!
لابد أن تراعي لجنة الحكام ظروف المنافسة والتوقعات المرتقبة عن هوية المتأهلين كما يجب أن تساوي في حظوظ الجميع ولا تقبل أن يتورّط حكم ما في قتل طموح أي فريق مثلما دفع اليمن ثمن أخطاء الحكم السعودي سلطان الحربي أمام البحرين بعدم احتسابه ركلتي جزاء صريحتين.
المرعب 15 .. وجائزة البدري
[post-views]
نشر في: 2 يناير, 2018: 02:56 م