إياد الصالحي
دأب الاتحاد الإماراتي لكرة القدم على إيلاء دورة الخليج العربي الاهتمام الأكبر في أجنداته الفنية بالتعاقد مع المدربين الكبار، وتنامت الرعاية هذه منذ تأهل "الأبيض" الى مونديال 1990 في إيطاليا برغم أن الفريق لم يقدّم المستوى المشرّف للكرة العربية بعد خسارته من كولومبيا (0-2) وألمانيا (1-5) ويوغسلافيا (1-4)، لكن تم بناء شخصية اللاعب الإماراتي وهو ممتلئ ثقة بأنه قادر على لعب دور البطل والتخلي عن صورته الفنية الرثّة قبل المونديال!
تمّت الاستعانة بالمدرب الايطالي ألبيرتو زاكيروني، بعقد تبلغ قيمته 2.5 مليون دولار لمدة عام واحد ينتهي بعد إسدال الستار عن بطولة أمم آسيا 2019 في الإمارات، مقارنة مع عقد باسم قاسم المقدّر بـ 300 مليون دينار لعام واحد أيضاً، لكن حتّى بتأهّل الفريق الشقيق لمقابلة منتخبنا اليوم في المربع الذهبي، لم تتّضح لمسات الطاهي الإيطالي للتكتيكات الملائمة للإماراتيين الذين تأهّلوا بركلة جزاء ضد عُمان بعدما سجّلوا تعادلين مخيّبين لآمال جمهورهم أمام الكويت والسعودية سلباً!
المؤشرات الواقعية تؤكد، أن منتخبنا الوطني أفضل تنظيماً في الدفاع والهجوم من الإمارات، بسبب استقرار المدرب مع الفريق منذ 1 حزيران 2017، وهناك معضلة نفسية لم يزل "الأبيض" يدفع ثمنها في الميدان تحت تأثير وقع الصدمة بعد الإطاحة بالمدرّب الوطني الذهبي مهدي علي، الذي يمثل الأخ الروحي للمنتخب منذ عنايته بهم كناشئين حتى بلوغهم سن الكبار، بعكس منتخبنا الذي داوى جروحه بمدرب مواطن آخر (باسم قاسم) وكان بلسماً للأسود ومكمّلاً طريق زميله راضي شنيشل بجرعات أمل جديد.
***
هل سمعتم أن قناة الوطن، أي وطن، لا تأبه لمنتخب الوطن ؟! هل يُعقل أن القناة الرياضية العراقية المموَّلَة من مال الشعب العراقي تواصل الفُرجة على منتخب الأسود حالها حال الشعب؟!
كنت أتمنى أن يخرج مديرالقناة الزميل حليم سلمان، قبل أن يحزم حقيبة سفره خارج العراق بعد مباراة البحرين التي نقلتها القناة ثم لاذت بالصمت، ليوضّح أسباب عدم استثمار كفاءات إعلامية متمرّسة مثل حسن عيال (العاطل عن التقديم دون إرادته منذ 1 آب الماضي) والهشامين (محمد وعبدالستار) وإياد الجوراني، في مساندة الأسود من أرض الكويت وصناعة إعلام وطني موازٍ لإعلام الإماراتيين والقطريين والعُمانيين وغيرهم في رسائل وبرامج يومية داعمة للمهمّة العراقية، ولن يكلّفوا الدولة سوى سلفة زهيدة لا تمثل شيئاً أمام تخفيض رُعاة خليجي23 مبلغ حقوق النقل المباشر للعراق من 2.5 مليون دولار الى 500 ألف دولار!
***
أن ترد التعليمات المشدّدة من رئيس بعثة المنتخب علي جبار، الى أفرادها متأخرة خير من أن تبقى فوضى التصريح تُثلم سمعة البلد والشخصيات المسؤولة على كرته في بعض البرامج المخصصة كما يبدو لاستفزاز كل ما هو عراقي وإشاعة البلبلة في مقر إقامة الأسود!
منع جبار أيّ فرد في البعثة من الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام من دون موافقة رئاسة البعثة، يعد إجراءً قاطعاً لأية محاولة تبثّ سموم الفُرقة بين العراقيين، وتعمد إلى تشتيت أذهانهم عن استعداد المنتخب للمنافسة على اللقب الخليجي، حتى بلغ السيل الزبى بجرأة لاعب دولي سابق، على تقزيم رئيس اتحاد اللعبة أمام مشاهدي إحدى القنوات الخليجية، مع علمنا أن بعض الملاحظات التي سدّدها "المهاجم" كانت صائبة، لكن ليست في وقتها، لدينا وطن نجتمع فيه ونتبادل العتب بأقسى درجاته، أما هنا في الكويت فحُرمة العلم وقدسية الدفاع عن اسم العراق تسموان فوق نزعات الغيرة والحقد والحسد لمن يتخذها كسلوك له بشطارة انتهازية!
***
ضوء خافت: لمناسبة لقاء الإمارات على أرض الكويت، ذكَّرتُ جنرال دفاع المنتخب الدولي السابق عدنان درجال، بشأن البطاقة الحمراء التي وجّهها له الحكم الفنلندي إليسا بالس، في مباراة منتخبنا مع الأشقاء يوم 30 آذار 1990 في الكويت نفسها، وأكد أنه لم يلمس الحكم قط بعد احتسابه ركلة جزاء ظالمة، وكان قرار بالس انفعالياً وغير مبرّر، فطلبتُ منه أن يعاود مشاهدة اللقطة لأنه بالفعل لم يلمسه، بل قام الحارس عماد هاشم بحركة سريعة نغز بها ظهر الحكم وأثارت حفيظته فاستدار ليجد أمامه درجال فاتحاً ذراعيه يشكوه بغضب فلم يتوان عن طرده، فوعدني درجال بمتابعتها رغم عدم درايته للمعلومة لمرور 27 عاماً على الحادثة، وأنه سيكشف كواليس خليجي 10 في وقت مناسب!
الطاهي الإيطالي .. وعطّالة قناة الوطن!
[post-views]
نشر في: 1 يناير, 2018: 03:22 م