إياد الصالحي
بقدر حرص القنوات الرياضية الخليجية على دعم ملف العراق في تنظيم كأس خليجي 24، تلك الرغبة التي أفصح عنها اتحاد كرة القدم منذ كشفه بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة التصاميم الهندسية لملعب (جذع النخلة) على هامش خليجي 19 في مسقط عام 2009، إلا أن هذا الدعم غالباً ما يصاحبه تقليب صفحات موجعة ومُخزية من بعض مسؤولي الوفد ولاعبين سابقين يتنافسون على استعراض كل ما هو مُخدِّش للصورة العراقية أمام الأشقاء!
هل شاهدتم طوال الأيام التسعة التي مضت من دورة الكويت رئيس اتحاد خليجي يتنقّل في ضيافة قنوات التلفزة شبه اليومية بمثل رئيس الاتحاد العراقي؟ المصيبة الكبرى أن الأخير أخذ بالتشكّي في مجلس (الفريق التاسع) لقناة أبو ظبي الرياضية الذي يديره الإعلامي يعقوب السعدي، من إفلاس اتحاده وعدم قدرته على تأمين مرتّبات المدربين واللاعبين والإداريين، وأن (والقول للرئيس طبعاً) مبلغ مُنحتي اتحادي الفيفا والآسيوي 500 ألف دولار بالتناصف لا تكفيان، متناسياً المُنح الحكومية المستمرّة في دعم أنشطة الاتحاد الخارجية وميزانيته المخصّصة من الأولمبية البالغة 5.5 مليار دينار، فضلاً عن حقوق ريع خمس مباريات من الدور الحاسم لكأس العالم 2018، وحقوق الدوري المحلي لشركة عشتار وغيرها، كأني به يستغيث من مالٍ نهبته بلا رحمة كُثرة التزامات المنتخبات الخارجية وإيفادات أعضاء الاتحاد المكوكية ومصاريف دوري الفصول الأربعة!
كل ذلك يمكن قبوله بضغط الظروف التي عاشها العراق منذ عام 2014 حتى الآن، لكن أن تأخذ رئيس الاتحاد نشوة الاعتزاز بمواقف الإماراتيين من مسؤولين ورياضيين ويثني على تسخير قدراتهم الإدارية والمالية لإنجاح خليجي 24 بالعراق، ويعترف أن الإمارات غطّت جميع إيفادات المنتخبات العراقية (معسكرات وبطولات) من حسابها للفترة من 2003 الى 2012!!
للأسف لم يقاطعه نشأت أكرم ونور صبري، عضوا الفريق ليقولا له: لماذا تنفق الإمارات من أموالها علينا مع اعتزازنا بكرمها العربي؟ ألم تكن هناك ميزانيات انفجارية للدولة العراقية، ففي كأس القارات 2009 فقط حصل كل منتخب مشارك على مليون دولار! أفيدونا بالحقيقة ولا تخلِطوا بين ما حدث عامي 2006و2007 من قحط بسبب الاحتقان الاجتماعي مع بقية الأعوام التي كان اتحاد الكرة في أوج الانتعاش المالي دون بقية الاتحادات؟
نزاهتكم محفوظة صنو الأمانات، لكن تنزّهكم في بعض حقول الذكريات يُثير الشبهات!
***
ضمّ لجنة الدراسات الفنية في دورة خليجي 23، المدرب السعودي الكبير ناصر الجوهر، يُعد مكسباً للجنة إضافة الى الخبراء الآخرين، ولا نبخَس حق زميلهم د.صباح رضا، أمين سر اتحاد الكرة، إلا أنه ابتعد منذ زمن طويل عن المهام الفنية، وانهمك بعمله الإداري في واحد من أهمّ المناصب، وكان يفترض أن يؤكد الاتحاد مهنيته ولا يُكرّس شخوصه في اللجان الخليجية، بل يعتمد أحد الخبراء المنغمسين في الشؤون الفنية أمثال د.كاظم الربيعي وأنور جسام وعبد الإله عبدالحميد ود.صالح راضي وغيرهم ليأخذوا دورهم الفعّال.
***
أشهر الحكم الدولي علي صباح الكارت الأحمر بانتهاء مباراة الكويت مع الإمارات في وجه كل من أساء له وقلّل من قدراته التحكيمية وطعن في حياده، فالرجل تألق كما عرفناه أميناً على صفّارته وحكيماً في قراراته، ولم تهزّه كلمات متعصّبين فضحتهم مباراة (عُمان والإمارات) بأن مكانهم المناسب المدرّجات وليس منصّات التحليل، عسى أن يعتَذروا .. ويَعتَبروا.
***
ضوء خافت: لم تنسلِخ دورة الخليج عن أصولها، ولم تَقطَع الصلة بجذورها منذ ولادتها عام 1970، بأنها جامعة للرياضيين وحاضنة لتآخيهم ومداوية لكل عللهم، هذا ما كنا نأمله في الدورة 23 أن تُذكّر الأشقاء المتخاصمين بمشهد دخول الكابتن باسم قاسم (المدرب الحالي) مفتخِراً بحمله علم قطر الى جانب الكابتن مبارك عنبر المزهو بعلم العراق بين ساعديه الى أرض ملعب البحرين الدولي برسم مباراة كأس الخليج الثامنة يوم 27 آذار 1986، بإدارة الحكم البلجيكي مارسيل انتهت (1-1)، سجّل حبيب جعفر ثم عادله عادل خميس، فضمّدَتْ المنامة بهذه المبادرة التسامحية جُرح حادثة كلكتا الشهيرة بين المنتخبين يوم 5/5/1985 والتي شهدت تمزيق علمنا وتشابك اللاعبين بعد فوزنا (2-1) في تصفيات كأس العالم المكسيك 1986.