في العام 1989 انشغل العالم بكتاب عنوانه " نهاية التاريخ " أصدره عالم اجتماع أميركي اسمه فرنسيس فوكوياما، كان جده قد هرب من اليابان عام 1905 ليفتتح متجراً لبيع الملابس في لوس إنجليس،أراد السيد فوكوياما أن يخبرنا أنّ عصر الآيديولوجيات قد انتهى، وأننا سنعيش في ظلّ نظام لبيرالي في السياسة والاقتصاد، وأن الليبرالية هي تتويج للتطور الطبيعي للبشرية : "ما نشهده ليس مجرد نهاية الحرب الباردة، أو مرور فترة معينة من تاريخ ما بعد الحرب، ولكنها نهاية التاريخ على هذا النحو، هذه نقطة النهاية للتطور الآيديولوجي للبشرية وبداية عولمة الديمقراطية الليبرالية " بعد أربع سنوات خرج علينا صامويل هنتنغتون ليوبّخ تلميذه فوكوياما ويقول له إن الصراع القادم ليس صراعاً بين الدول المختلفة اقتصادياً وسياسياً، وإنما ستكون الاختلافات الثقافية المحرك الرئيس للنزاعات الدموية بين سكان هذا الكوكب.
كنا نحن في هذا الجزء من العالم نحلم بكتاب فوكوياما وبالنظام الديمقراطي، وسخرنا من صاحب كتاب صراع الحضارات، فالزمن هو زمن الديمقراطيات التي تسمح لنائب لم يحصل على خمس مئة صوت أن ينام على أنفاسنا أربع سنوات، ثم يتقاضى ثمن نومه راتباً تقاعدياً بالعملة الصعبة، هل شاهدت جنابك قبل أيام صورة سليم الجبوري وهو يدخل محافظة البصرة محاطاً بـ 55 سيارة من نوع " جكسارة "؟! هل اطلعت على أخبار بورصة الانتخابات؟ فقد أضيف 58 حزباً جديداً الى الساحة ليتجاوز العدد الـ 250 حزباً ، هل قرأت مثلي ما كتبه وزير الخارجية إبراهيم الجعفري أطال الله في عمره لمناسبة بلوغه السبعين؟ اسمح لي أن أنقل لك فقرات من مقال بعنوان " ولادة السبعين " يقول الجعفري : " السبعون من العمر تعني الكثير، أفول ذات، رحيل أقران،، ضعف بدن،، زحام ذكريات، اشتداد عاطفة تغمر مَن حوله من المتعلّقين، وأخيراً.. انشغالٌ بالآخرة، ندمٌ عن بعض ما مضى، ما مضى فقد مضى، ولن يعود على كثرته، وليس للإنسان من باب مفتوح للرجاء غير التوبة، وشموله بالرحمة ". إذن لايهمّ أنّ ما مضى سرق أعمار الناس ومستقبل أبنائهم، وحوّل البلاد إلى واحة للخراب!
كان ميكافيللي يوصي الحكّام بأن لا تحريم في دنيا السياسة، تلك هي القاعدة التي طبقت في العراق منذ أن أخرج الجعفري المارد من قمقمه.، قبل أيام غرّد فوكوياما على تويتر " أن العراق ممكن أن يكون قصة نجاح غير متوقعة "!
سيخيب أملك ياسيد فوكوياما، وعندما تبلغ السبعين مثل الجعفري ستدرك أنّ العراق استبدل " نهاية التاريخ " بكتاب " تجربتي " للفيلسوف إبراهيم الأشيقر.
"فوكوياما" في السبعين
[post-views]
نشر في: 27 ديسمبر, 2017: 06:33 م
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...