اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "فوكوياما" في السبعين

"فوكوياما" في السبعين

نشر في: 27 ديسمبر, 2017: 06:33 م

في العام 1989 انشغل العالم بكتاب عنوانه " نهاية التاريخ " أصدره عالم اجتماع أميركي اسمه فرنسيس فوكوياما، كان جده قد هرب من اليابان عام 1905 ليفتتح متجراً لبيع الملابس في لوس إنجليس،أراد السيد فوكوياما أن يخبرنا أنّ عصر الآيديولوجيات قد انتهى، وأننا سنعيش في ظلّ نظام لبيرالي في السياسة والاقتصاد، وأن الليبرالية هي تتويج للتطور الطبيعي للبشرية : "ما نشهده ليس مجرد نهاية الحرب الباردة، أو مرور فترة معينة من تاريخ ما بعد الحرب، ولكنها نهاية التاريخ على هذا النحو، هذه نقطة النهاية للتطور الآيديولوجي للبشرية وبداية عولمة الديمقراطية الليبرالية " بعد أربع سنوات خرج علينا صامويل هنتنغتون ليوبّخ تلميذه فوكوياما ويقول له إن الصراع القادم ليس صراعاً بين الدول المختلفة اقتصادياً وسياسياً، وإنما ستكون الاختلافات الثقافية المحرك الرئيس للنزاعات الدموية بين سكان هذا الكوكب.
كنا نحن في هذا الجزء من العالم نحلم بكتاب فوكوياما وبالنظام الديمقراطي، وسخرنا من صاحب كتاب صراع الحضارات، فالزمن هو زمن الديمقراطيات التي تسمح لنائب لم يحصل على خمس مئة صوت أن ينام على أنفاسنا أربع سنوات، ثم يتقاضى ثمن نومه راتباً تقاعدياً بالعملة الصعبة، هل شاهدت جنابك قبل أيام صورة سليم الجبوري وهو يدخل محافظة البصرة محاطاً بـ 55 سيارة من نوع " جكسارة "؟! هل اطلعت على أخبار بورصة الانتخابات؟ فقد أضيف 58 حزباً جديداً الى الساحة ليتجاوز العدد الـ 250 حزباً ، هل قرأت مثلي ما كتبه وزير الخارجية إبراهيم الجعفري أطال الله في عمره لمناسبة بلوغه السبعين؟ اسمح لي أن أنقل لك فقرات من مقال بعنوان " ولادة السبعين " يقول الجعفري : " السبعون من العمر تعني الكثير، أفول ذات، رحيل أقران،، ضعف بدن،، زحام ذكريات، اشتداد عاطفة تغمر مَن حوله من المتعلّقين، وأخيراً.. انشغالٌ بالآخرة، ندمٌ عن بعض ما مضى، ما مضى فقد مضى، ولن يعود على كثرته، وليس للإنسان من باب مفتوح للرجاء غير التوبة، وشموله بالرحمة ". إذن لايهمّ أنّ ما مضى سرق أعمار الناس ومستقبل أبنائهم، وحوّل البلاد إلى واحة للخراب!
كان ميكافيللي يوصي الحكّام بأن لا تحريم في دنيا السياسة، تلك هي القاعدة التي طبقت في العراق منذ أن أخرج الجعفري المارد من قمقمه.، قبل أيام غرّد فوكوياما على تويتر " أن العراق ممكن أن يكون قصة نجاح غير متوقعة "!
سيخيب أملك ياسيد فوكوياما، وعندما تبلغ السبعين مثل الجعفري ستدرك أنّ العراق استبدل " نهاية التاريخ " بكتاب " تجربتي " للفيلسوف إبراهيم الأشيقر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram