اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بغــــداد ليست ساحة التحرير فقط!

بغــــداد ليست ساحة التحرير فقط!

نشر في: 27 ديسمبر, 2017: 04:29 م

adnan.h@almadapaper.net

 

خطوة صغيرة ومتأخّرة كثيراً... لكنّها مهمّة لجهة تطمين البغادّة وزوّار العاصمة إلى أنّ بغداد تستعيد عافيتها، وعافية المدن تكون أولاً وقبل كلّ شيء في الأمن.
أمانة بغداد أعادت الأسبوع الماضي افتتاح المركز التجاري في نفق ساحة التحرير، بعدما ظلّ مُغلقاً منذ العام 2003 للأسباب الأمنية المعلومة. بالطبع لا أحد سيظنّ أنّ المركز سيستأنف حيويته التي كان عليها في الماضي عندما كانت ساحة التحرير وعموم منطقة الباب الشرقي القلب النابض لبغداد، يوم كانت امتدادات هذه المنطقة تضجّ بالحياة في الليل كما في النهار، حيث شارعا الرشيد والجمهورية مولان تجاريان مفتوحان، وشارع السعدون مركز ثقافي وفني وسياحي راقٍ، وشارع أبو نواس نادٍ اجتماعي عائلي محترم (بخلاف وضعه الحالي) ممتدّ على مسافة كيلومترين أو أكثر.
هي خطوة طيّبة ولا شكّ، نتطلّع إلى استكمالها بتأهيل المنطقة من جديد لتستعيد تدريجياً مجدها الغابر. هذا يتطلّب الاهتمام بنظافة شوارعها وأرصفتها وتحريرها من المتجاوزين عليها وعلى المارّين بها، ومن باعة الممنوعات، وقلع الاشجار العالية التي تحجب عن الرؤية درّة الساحة: نصب الحرية، للقادمين إليها من جسر الجمهورية وشارع الرشيد.
الأهمّ من هذا أن تهتمّ أمانة بغداد ومحافظة بغداد بالتعاون مع مديرية المرور العامة بإعادة نظام المرور إلى العمل في بغداد كلّها، فبغداد هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا يعمل فيها نظام المرور! إشارات المرور فعالة لكنّ أحداً لا يتقيّد بها، وعناصر المرور المبثوثون في الشوارع والساحات لا يطلبون من أحد أن يلتزم بالإشارات وبمجمل نظام المرور.
شوارع بغداد وساحاتها تختنق بالسيارات معظم ساعات النهار وفي بعض الليالي أيضاً. ما يزيد من وطأة المشكلة الغياب التامّ لنظام المرور، فضلاً عن افتقاد عاصمتنا وسائل النقل الجماعيّة (القطارات والباصات الكبيرة).
تتجاوز أهمية التطبيق الحازم لقانون المرور ضمان الحياة الطبيعية الآمنة في شوارع المدن وعلى الطرق الخارجية. انتهاك قانون المرور يشجّع على انتهاك سائر القوانين.. إنه يطيح هيبة القانون والدولة.
ليس مفهوماً أبداً لماذا لا تقوم مديرية المرور بواجبها الأساس في تطبيق قانون المرور.. صحيح أنّ الكثير من المسؤولين الحكوميين والحزبيين الكبار وعناصر الميليشيات ينتهكون على نحو سافر ليس فقط قواعد المرور وإنما أيضاً القواعد الأخلاقية المتعارف عليها والمتوافق عليها اجتماعياً، بيد أنّ هؤلاء لن يكون في وسعهم انتهاك القانون إلى الأبد ما دامت مديرية المرور تطبّق القانون على الجميع وتكون حازمة وحاسمة في هذا التطبيق.
كان الإرهاب الشمّاعة التي تُعلّق بها مؤسسات الدولة ومسؤولوها فشلها وفشلهم في الإدارة وتقديم الخدمات (لكنهم لم يفشلوا في فسادهم!).. والآن وقد هُزِم الإرهاب فلم تعد ثمة حجّة لأحد.. ومديرية المرور العامة، ومعها وزارة الداخلية، معنيّة بهذا الكلام قبل غيرها وأكثر من غيرها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram