اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > كتاب عن إنريكو فيرمي "الرجل الذي كان يعرف كل شيء"

كتاب عن إنريكو فيرمي "الرجل الذي كان يعرف كل شيء"

نشر في: 27 ديسمبر, 2017: 12:01 ص

إنريكو فيرمي (1901-1954) فيزيائي إيطالي أميركي حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1938، وكان ضمن الفريق الذي أنتج أول مفاعل نووي وأول قنبلة ذرية، عمل فيرمي أستاذًا للطبيعة في جامعة روما، وكان شديد الحماس لكشف أسرار الذرة، وذاع صيته في الأوساط العلمية لبحوثه المدققة التي كشف فيها عن العنصر رقم (93) في الجدول الدوري للعناصر الذي رتبه العالم الروسي مندليف عام 1869. وكان العنصر رقم (92هو اليورانيوم الذي أصبح فيما بعد ملء الأسماع لأنه كان سببًا في إنهاء الحرب ،هرب فيرمي من يد الفاشية واستبداد النازية إلى أميركا، فتلقفته جامعة كولومبيا في نيويورك، إذ كانت سمعته قد سبقته بأنه مكتشف العنصر رقم (93(.

وعنوان السيرة الذاتية الجديدة التي كتبها ديفيد شوارتز عن حياة الفيزيائي الكبير إنريكو فيرمي، "الرجل الأخير الذي يعرف كل شيء"، يتطلب توضيحاً ، يقدمه لنا المؤلف شوارتز: كان فيرمي هو الرجل الذي يعرف كل شيء عن الفيزياء.
وكان ، أحد ألمع المفكرين في القرن العشرين وخصوصاً في مجال علم الذرات ونظرية الكم، واشتهرت حتى بين زملائه من الاختصاصيين بكونه فائق الدقة في عمله ، و لم يكن يعرف كل شيء عن الفيزياء فقط - كتاب شوارتز ليس الكتاب الأول الذي يشرح كيف أن زملاء فيرمي كانوا يقدرونه عاليا - ولكن كان يبدو أنه كان يهتم بأي شيء له علاقة بالفيزياء.
"كانت الفيزياء،تشغل كل وقته"، على حد قول أحد زملائه في العمل، وعلى الرغم من أن هذا الكتاب هو واحد من أكثر الكتب التي تناولت حياته بالتفصيل وباسلوب يتعاطف مع فيرمي ، لكنه لا يفعل الكثير لتغيير هذه النظرة
ومنذ سنواته الأولى، عندما لاحظ معلموه الطبيعة المذهلة لعبقريته العلمية، ركز فيرمي جهوده على البحث في المجال الذي اختاره(علم الفيزياء )، وساهم في ان يتخطى ذلك العلم الحدود التي كانت ترسم له ويفتح له آفاقاً رحبة ،ولد فيرمي في روما في عام 1901، وفي عام 1918 بدأ دراسة مكثفة في جامعة سكولا نورمال سوبيريور في بيزا، وحصل على الشهادة الجامعية في عام 1922.
وسرعان ما أصبح أستاذا للفيزياء النظرية في جامعة سابينزا في روما وتزوج من لورا كابون، ولكونها يهودية تعيش في ايطاليا أبان حكم موسوليني فان ذلك الأمر جعل حياة الزوجين متوترة للغاية وما ان حصل فيرمي على جائزة نوبل في الفيزياء في عام 1938،حتى استغل هذا الحدث لينتقل هو وأسرته إلى الولايات المتحدة، حيث بدأ عمله في جامعة كولومبيا.تركز عمل فيرمي في روما على اكتشاف الخصائص الاولية للانشطار النووي وكان رائدا في هذا المجال - وهو الذي جعله يفوز بجائزة نوبل - ولكن عمله في أمريكا تخطى الحدود المحلية ليصبح ذو صبغة عالمية. ففي كانون الاول من عام 1942، ، استطاع فيرمي وزملاؤه القيام بأول تفاعل لسلسلة نووية مسيطر عليها في العالم.
كان هدف المرحلة التالية والأكثر شهرة من حياة فيرمي: هو أن يكون العالم الرائد لمشروع مانهاتن (هو الاسم الرمزي الذي أطلق على مشروع أمريكي سري خلال الحرب العالمية الثانية، كان مشروع بحث وتطوير نجح في إنتاج أول الأسلحة النووية. )، وهذا ما سيجعل من كاتب السيرة الذاتية لفيرمي أمام عقبة رئيسة. ويؤكد مؤلف الكتاب أن علماء مشروع مانهاتن قد تعرضوا إلى الكثير من الإدانة أكثر مما كانوا يستحقونه. ويقول في هذا الصدد"إذا كان التاريخ قد حكم على فيرمي وزملائه على عملهم في زمن الحرب"، فإنه ينبغي أن يكون بمنظور أكثر دقة يقدر الوضع الذي كانوا يواجهونه ودوافعهم للمشاركة".
في حالة فيرمي، كما هو الحال مع زملائه ، فان هذا النوع من الحديث المزدوج غير مقنع تماما؛ عرف الرجال والنساء العاملون في مشروع مانهاتن أنهم كانوا يطورون أكثر أسلحة الدمار الشامل رعباً ، وكانوا يعرفون أنهم إذا رفضوا، فإنه لا يمكن استبدالهم . ولم يرفضوا، ومات مئات الآلاف من المدنيين في هيروشيما وناغازاكي بسببهم. لا يوجد أي قدر من التفكير السليم يمكن أن يعفي فيرمي من التواطؤ في التسبب في تلك الوفيات،.لحسن الحظ، شوارتز لا يبني تقديره لفيرمي على أي نوع من هذا الإعفاء للمسؤولية . بل يعطي القراء صورة مقاربة لذلك الرجل. وهو يصف فيرمي عبر صفحات الكتاب كشخصية متغيرة المواقف، ومتميز في مجال عمله وغالبا ما كان ذو جاذبية خاصة تحبب فيه الأصدقاء والزملاء. كان وصف شوارتز لفعالية فيرمي كقائد فريق مقنعا، وفي تقييمه الشخصي لفيرمي، رغم انه كان أقل إقناعا في بعض الأحيان، كان يسعى دائما لتحقيق التوازن:حيث يقول في كتابه "يمكن أن يكون صريحا، وحتى متعسفا إذا كان يعتقد أن شخصاً ما كان مخطئا، وولعه بإغاظة المقربين إليه قد يكون مزعجا، لكنه لم يكن يتعمد القسوة ".
توفي فيرمي في أواخر عام 1954، بعد أن حقق سلسلة طويلة من الاختراقات الأساسية في اثنين أو ثلاثة فروع مختلفة من الفيزياء وبشر بظهور العصر النووي.
"الرجل الأخير الذي يعرف كل شيء" كتاب ينجح في تقديم خدعة مزدوجة أنيقة تجعل كلا من فيرمي وعمله البغيض في متناول القراء الذين يعيشون في العالم الذي ساهم كثيرا في خلق مكوناته الطيبة والشريرة على حد سواء.
 عن: كريستيان ساينس مونيتور

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram