TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سينما عراقية

سينما عراقية

نشر في: 25 ديسمبر, 2017: 09:01 م

هاهم المسؤولون العراقيون يغلقون أبواب العام ويغلقون معه ملفات داعش وكل مارافقها من وجع عراقي، ويستعدون لفتح باب العام الجديد وهم يحملون لواء محاربة الفساد فهي القضية الأكثر سخونة لديهم حالياً وهم يقبلون على انتخابات جديدة يصر أغلبهم على اجرائها حتى لو كانت قاصرة ومنقوصة..
ولأن العراقيين يعيشون منذ سنوات أفلاما اختلفت مواضيعها وتنوع ابطالها فلن يضيرهم أن يعيشوا فيلما جديداً يجسد (الفساد) دور البطولة الرئيسية فيه بلا منازع، لكن الجديد في هذا الفيلم انه لايحمل سمة واحدة بل تتعدد فيه السمات فهو يحمل الكثير من الدراما لأن اضرار الفساد تنعكس على الشعب وتفقده الرغبة في العيش وتستمر فيه الحكايات المأساوية للفقر والحرمان والنزوح والبطالة والظلم والتهميش، وهو فيلم كوميدي لأن كبار الفاسدين فيه هم الذين ينادون بمحاربة الفساد ويحمي البعض منهم أقرانه الفاسدين، كما أن فيه قدراً لابأس فيه من الحركة والإثارة لكثرة مايقوم به المسؤولون حالياً من جولات تفقدية للمواطنين يمدونهم فيها بالوعود ويغذونهم بالآمال ويحدثونهم عن آفة الفساد وضرورة القضاء عليها، وهو فيلم تاريخي لأنه يعيد الينا قصص الماضي بوجوه مختلفة، ففي الماضي كان الشعب العراقي يئن من ظلم الدكتاتور المخلوع، وحين يقوم باجراء استفتاء عن رغبة الشعب بدوام حكمه تظهر النتائج بأن الجميع يريده دون استثناء، واليوم، يئن العراقيون من ممارسات الاحزاب والكتل الكبيرة والمتنفذة، وحين تجرى الانتخابات يعودون لانتخاب نفس الوجوه وتعود نفس الكتل والاحزاب لتتصدر المشهد السياسي، ليس لأن الشعب مكتوف الأيدي ومسلوب الارادة كما كان في السابق بل لأنه (متخندق) عدا مايتخلل ذلك من عمليات تزوير وشراء ذمم وولاءات من قبل اعضاء مفوضية الانتخابات وما الى ذلك من التوابل التي تضيف للافلام العراقية نكهة خاصة..
ولايخلو فيلم (الفساد) من مشاهد الرعب التي قد تضاف الى قصة الفيلم في حالة تهديد كيان كتلة ما أو اساءة حزب لمنافس آخر فالعواقب لن تكون بسيطة وقد يسقط قتلى ابرياء بسبب انفجار مفاجيء أو اقتتال داخلي أو حملة اغتيالات فكل شيء جائز في السينما العراقية السياسية، كما ان فيلم الفساد خيالي ورومانسي الى درجة ملفتة لأن المسؤولين ينثرون الحلول الخيالية والمشاعر الوطنية المزيفة في كل تجمع جماهيري أملا منهم في كسب القلوب قبل العقول فالفرد العراقي عاطفي بطبعه وقد يتأثر بكلماتهم المنمقة ويرتمي في أحضان أحزابهم وكتلهم من جديد ويحتمي بها من عواقب الدهر..
اتساءل، كيف سينتهي مثل هذا الفيلم الخارق؟..هل ستكون النهاية سعيدة كما في الافلام العربية الكلاسيكية عندما يهلك البطل الشرير (الفساد)، ام سنذرف الكثير من الدموع كما في الافلام الهندية حين ينتهي الفيلم بمآس جديدة؟أعتقد ان النهاية ستظل مفتوحة كما في افلام الواقعية الجديدة وتستمر الاحداث اليومية دون تغيير.. واعتقد أيضا ان مثل هذا الفيلم لن يقنعنا مهما احتوى على خدع وحيل سينمائية وسيحتاج بالتالي الى ان نضع نحن له كلمة (النهاية)...بأيدينا..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram