صراحة، وليس من باب التخمين أو فرض معادلات تحبط من عزيمة الأسود قبيل تحدّيهم الثاني اليوم الثلاثاء في دورة الخليج 23 أمام المنتخب القطري، نجد أن طبيعة المنافسة متكافئة، ولابد من حسمها مبكّراً أو حزم الحقائب والعودة الى بغداد، لا نريد عذراً جديداً فمن لا يفلح في دور المجموعات لا يستحق الترشّح للدور النهائي، لاسيما أن الفوارق معدومة على الصعيد الفني ودعائم الخبرة، فمثلما في صفوف الوطني ستة لاعبين متمرّسين منذ فترة طويلة مع المنتخب هم الحارس جلال حسن وأحمد إبراهيم وسعد عبد الأميروهمام طارق وعلاء عبد الزهرة ومهند عبدالرحيم، هناك ستة بالمستوى والتدبير لدى العنابي هم الحارس سعد الدوسري وعلي أسد وأحمد ياسر وكريم بوضياف وحسن الهيدوس ومهدي علي، ولا يمكن اعتبار الرباعية الثقيلة في مرمى اليمن معياراً لقوّة قطر، هناك ضعف واضح في عمق دفاعه مع بطئه لبناء الهجمات، ويمكن للكابتن باسم قاسم استغلاله لكسب المباراة لأنها الفيصل في تأكيد جدارة ملاكه التدريبي من عدمه!
***
صحيح أن دورة كأس الخليج العربي احتفظَت بتقاليدها منذ بدء منافساتها قبل 47 عاماً، ولم تفقد بريق تنظيمها المُبهر وتآلف المشاركين فيها حتى في أسوأ الظروف التي واجهتها بانسحاب العراق والسعودية من الدورة العاشرة عام90 بالكويت، وكذلك ما جرى قبل انطلاق الدورة الحالية من اعتراضات نتيجة الأزمة السياسية الرباعية، إلا أن أمراً واحداً شذّ عن قاعدة إرث الدورة، وهو عدم جرأة أي مسؤول أو مدرب أو إعلامي إطلاق صفة القمّة الخليجية على بعض مواجهات الفرق ذات التاريخ العريق والكؤوس والنجوم الأفذاذ، فملح (الديربي) ذاب في وعاء أفكار الاتحادات وهي تتبنّى سياسة اعتماد الشباب من فئة الأولمبي ليكونوا أعمدة الوطني انطلاقاً من الدورة هذه مثلما عمدت السعودية وقطر والبحرين وعُمان، لذا لا عزاء للجماهير وهي تتلظى شوقاً لرؤية جيل جديد يعيد أمجاد حسين سعيد والكويتي جاسم يعقوب والقطري منصور مفتاح والبحريني الحارس حمود سلطان والسعودي ماجد عبدالله والعُماني غلام خميس والإماراتي عدنان الطلياني واليمني علي النونو، ويا أسفاه .. فقد أفسدت الماديات (فِطرة) الموهوب!
***
وعود النهار تنسيها ليالي الخليج، هكذا اعتاد اتحاد كرة القدم على فتح الباب بيد لاستقبال الهجوم العاصف من وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي أثناء كل مشاركة خارجية للمنتخب الوطني، فقد كشفت دورة الخليج 23 عن عدم صدقية الاتحاد في نهجه وتعامله مع الالتزام الخليجي من ناحية تشكيل الوفد الرسمي، وأعاد أزمة خليجي 21 في البحرين الى الذاكرة يوم أصطحب أكثر من العدد المقرّر له فماذا كانت النتيجة؟ حرج كبير أمام النزاهة اليوم بعدما خرج رئيسا الاتحاد السابق والحالي بكفالة ضامنة أجّلت التحقيق الى حين انتهاء دورة الكويت! فمن غير المعقول أن يُفرّغ الاتحاد مكتبه في بغداد إلا من نفر أو نفرين، وسبق لمجلسه أن تعهّد بعدم سفر الأعضاء بالجملة واقتصر على رئيس البعثة والمنسق الإعلامي تزامناً مع ثورة الجماهير لغرض امتصاص غضبهم بوعدٍ ضاع كلياً وسط صخب إيقاعات السامري الكويتي!
***
ضوء خافت: في الوقت الذي حظي المدرب المصري طه الطوخي (80 عامأً) بتكريم متميّز من اللجنة المنظمة لخليجي 23 نظير خدماته التي قدّمها للمنتخب الأزرق ومساهمته بفوزه بالكأس الخليجية الأولى عام 1970 في المنامة، يُسجل التاريخ بفخر أنه لم يحظ مدرب عربي بالمكانة الكبيرة والفريدة مثلما نالها الراحل عمو بابا، المدرب العربي الوحيد الفائز باللقب الخليجي ثلاث مرات (79و84و88) وسيبقى رقمه هذا صامداً لزمن طويل في ظل عدم استقرار المدربين العرب مع منتخباتهم. رحم الله شيخ المدربين قاهر جنرالات التدريب العالمية وصانع أفراح العراقيين في أبهى حقبة كروية يُدين لفضله رموز المنتخبات الوطنية بدءاً من خليجي الدوحة 76 وانتهاءً بخليجي الرياض 88.
لنواصل المشوار .. أو نعود للديار
[post-views]
نشر في: 25 ديسمبر, 2017: 02:37 م