اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إذا قال الفيسبوك.. فصدّقوه!!

إذا قال الفيسبوك.. فصدّقوه!!

نشر في: 25 ديسمبر, 2017: 09:01 م

ثبتَ تماماً في مباراتنا الأخيرة أمام البحرين أن للفيسبوك نفوذاً جارفاً على حسابات المدربين، وأنهم يخرجون من إطار المطالعة والتجوال بين الآراء والتعليقات، إلى فضاء أوسع يتأثرون فيه ويستجيبون حتى للطلبات العاجلة التي ترد هنا أو هناك!
كنت قبل ذلك وعلى مدى سنوات عدّة أحاول إقناع أو إيهام نفسي بأن أقلام وأوراق المدربين مُحصّـنة وقادرة على أن تفرض نفسها حتى لو احتدمت الضغوط على صفحات التواصل الاجتماعي، من منطلق أن المدرب وحده يملك القناعة النهائية، وأنه من يتّخذ القرار، وأنه من يسيّر الأمور ويعالجها، وأنه بالنتيجة من يتحمّل النتيجة!
لكني كنت مخطئاً تماماً، وأدين بهذا الاعتراف بعد امتناع للصديق المدرب باسم قاسم، فبين ليلة وضحاها تحوّل لاعبان مثل علي فائز ونبيل صباح من خارج القائمة الأولية التي اختارها المدرب إلى لاعبين أساسيين في خط دفاعنا، ومتى؟ في أول مباراة تعد بمثابة خط الشروع لظهورنا وحساباتنا وعليها نبني كثيراً من فرصنا في الدورة!
وللتاريخ ينبغي القول إن الأغلب الأعمّ من مدربينا يتعامل مع الفيسبوك على نحو مفرط وعلى الوجهين .. الإيجابي والسلبي .. فهناك من رفض الرضوخ حتى للآراء المتعقّــلة الإيجابية الناضجة التي كان يأتي بها الفيسبوك، واعتبر أنه لا فرق بين الطالح والصالح من الآراء، فذهب بعيداً في قناعاته المتصلّبة، ثم دفع الثمن.. وأمامنا هنا يشخص نموذج راضي شنيشل!
وفي الجانب المقابل المناقض تماماً، هناك من يفتح الأبواب والنوافذ وكل ما ينبغي إغلاقه عند اللزوم، فيصبح نهباً لكل رأي، وكل مطلب، وأظن أن المدرب باسم قاسم أراد أن يقدم النموذج البديل المرن لتشدّد راضي شنيشل في قناعاته، ففتح الأبواب والشبابيك على مصاريعها، وكان لافتاً أن عدداً من البوستات كـُـتبت في وقت واحد، وتساءلت عن غياب لاعب مميّز فعلاً عن القائمة الأولية، ولماذا غاب عن المدرب وطاقمه المساعد، أثمرت عن استدعاء اللاعب على الفور، ومنحه مقعداً أساسياً في مباراة البحرين!
تحوّل بمقدر مائة وثمانين درجة لم أفهمه، وربما سأجد تفسيراً له عند الضالعين المتبحّرين الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أنني استعدت في لحظة استغراب لهذا التحوّل قول الشاعر لـُجيم بن صعب عن زوجته (إذ قالت حذام فصدقوها)، فوضعت كلمة (فيسبوك) بدلاً من (حذام)!
لهذا كنت أخشى على منتخبنا من مطبّ ليس محسوباً، وقد جاء في صيغة التعادل بعد أن كنا نوشك على الخسارة.. ولهذا أيضاً أدعو المدرب باسم قاسم إلى أن يستجيب لقناعاته وصوته ورأيه من أعماق نفسه، قبل أن يستجيب لكل ما يُكتب مهما كانت نوعيته والمصالح التي تكمن خلفه!
أدعوه إلى أن يستردّ إيقاعه الأول الذي بدأ به المهمة مع المنتخب.. لقد كان الرجل واثقاً من نفسه حين شرع في العمل، وعندي اليقين – وأنا أعرفه حقّ المعرفة - بأن لديه المزيد من القدرة والإرادة والشجاعة على أن يُخطط ويُنفذ طبقاً للمسؤولية التي يتحمّلها هو ومساعدوه، وسيكون لقاؤنا المفصلي اليوم مع قطر فرصة لكي يضع المدرب كل التأثيرات بعيداً عن أوراقه، وينظر في علاج أخطائنا أمام البحرين بدلاً من مضاعفتها أمام قطر!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram