سقط الجنرال باسم قاسم في الخطأ أمام البحرين، لكننا لم نُسقِط ثقتنا به، لم يزل المدرب الوطني المقتدر على إدارة دفة المنتخب وفق معطيات قراره بالتصدّي لها وإنقاذها عقب اهتزاز سمعة الأسود في تصفيات كأس العالم الروسية، وتخوّف أغلب المدربين من مواصلة المشوار معه. وما يحسب ضد قاسم مسايرته موج المشاعر الشعبية بأنه جاء الى الكويت للمنافسة على اللقب 23، ومن الحكمة هنا التروّي، ليس لعدم أهلية المنتخب في الوصول الى القمة، بل لأن الدورة الجارية تعد المحكّ الحقيقي الأول لقاسم وملاكه المساعد في ظلّ غياب أعمدة رئيسة مهمة من لاعبين محترفين، وبالتالي فهو مطالب بتسمية تشكيل ثابت يناور بين أوراقه عند الضرورة، وإلا ماذا تغيّر في السياسة الفنية التي انتهجها سلفه راضي شنيشل بمقامرته في الاستبدالات خلال مبارياته المونديالية السبع؟!
***
ينهمك أفراد البعثات الخليجية سواء المرافقين رسمياً لها أم المتواجدين كضيوف شرف بدعوة من اللجنة المنظمة، في كيفية توفير الأجواء النفسية للاعبيهم ولا يشغلون الإعلام بمشاكل (قصّخونية) في برامج حوارية عن أزمات داخلية أو عرض مطالب شخصية مُخجلة، هم رموا كل شيء في عرض البحر أثناء الرحلة الى الكويت وجاءوا للتقارب الإنساني والاستفادة الفنية فقط، إلا بعض المحسوبين للأسف على بعثة العراق، ما أن تبدأ الدورة حتى يُشمّروا عن سواعدهم لنشر الغسيل العراقي على حِبال الأشقاء، في ظاهرة ليس لها تفسير سوى استمرار الانفلات الإعلامي والغياب المهني، هؤلاء يجتّرون بمرارة الأزمات المحلية هناك وكأنها أحلى من السكّر في أفواههم، وآخر ينتخي برئيس دولة لمساعدة مشجّع معروف بذريعة أن البلد لا يعالجه ولم يُخصّص له الراتب ولم يكتف بذلك، بل راح يشكو بأن تكاليف حضوره الدورة الخليجية كل مرّة من حسابه الشخصي!! أي إساءات أبلغ وأشنع من هذه بحق الانتماء للبلد؟! يجري ذلك كله بوجود ممثل حكومي على أرض الحدث وزير الشباب والرياضة عبدالحسين عبطان، المطالب ببيان موقفه، هل يجوز أن تُثلم هيبة الدولة في مجلس خليجي يتغنّى بـ(أبو رجل الذهب) ويبكي على من يطلب المعونة بلسانه ويده؟!
***
من الإنصاف أن يُحاط المنتخب اليمني بتعاطف خاص نظراً لظروف وطنه ومعاناة شعبه المُبتلى بالحرب والوباء، متمنين أن يسفر صموده أمامهما ويعبر الى ضفّة الرخاء أسوة ببقية الشعوب، وأن يلعب اليماني دوراً في المنافسة الكروية أقوى مما يحاول أن يتغلّب على ضعف تحضيره البدني والنفسي، لأنه حتى الآن لم يؤكد بأنه إضافة رابحة لقيمة المشاركة منذ عام 2003، باعتراف مدربه الأثيوبي إبراهام مبراتو الذي قال بعد انتهاء رباعية قطر" لن نكون حصّالة المجموعة"! بينما نتائجه السابقة تؤكد عكس ذلك، في الدورة 16 ( له 2 - عليه 18 هدفاً)، الدورة 17 (له 2- عليه 7) ، الدورة 18 ( له 3- عليه 5) ، الدورة 19 ( له 2- عليه 11)، الدورة 20 ( له هدف- عليه 9)، الدورة21 (لم يسجل- عليه 6) الدورة 22 (لم يسجل – عليه هدف) أي اهتّزَت شباكه 57 مرّة ولم يسجّل سوى 10 أهداف خلال الدورات السبع الماضية! لذا يجب أن يستفيد الإخوة اليمانيون من درس الأسود، فكلما اشتدَّت بهم الخطوب اعتلوا قمم المجد ولم يَهنوا كالفرائس!
***
ضوء خافت: ضيّف ملعب الشعب الدولي الدورة الخليجية الخامسة للفترة من 23 آذار لغاية 8 نيسان عام 1979، وكانت الدورة عراقية بامتياز، واحتفظت بغداد بسبقٍ لم يُكسر بعد أن استحوذ العراقيون على جميع الجوائز والألقاب والأرقام، فالبطل عراقي وبجدارة، والهدّاف حسين سعيد بأهدافه العشرة، وأول هدف سجّله العراق في مرمى البحرين بإمضاء سعيد نفسه، وكان أسرع هدف للاعب أيضأً جاء بالثانية 30 في مرمى قطر، ونال المهاجم فلاح حسن جائزة أفضل لاعب، وأخيراً اختير رعد حمودي أفضل حارس في الدورة، إذ لم يدخل مرماه سوى هدف واحد سجّله الكويتي محبوب جمعة في المباراة المثيرة التي انتهت عراقية (3-1).