TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الجمهور يدرك المنتخب!

الجمهور يدرك المنتخب!

نشر في: 24 ديسمبر, 2017: 09:01 م

يعلم جمهورالكرة الواسع لدينا جميع الظروف التي ألمّت بالمنتخب ومشاركته الصعبة في خليجي 23 بدولة الكويت، ولم يعد غريباً عليه أي تبرير مستنّسخ، كما هو حال الدورات السابقة، فوسائل الإعلام تنقل كل شاردة وواردة عنه من ظرف الإعداد بمباراة تجريبية واحدة الى غياب نجوم الكرة المحترفين، مروراً بالضائقة المالية، وتعثّر إجراء معسكرات داخلية وخارجية، ناهيك عن حالة التخبّط الرياضي المؤسساتي بصورة عامة وضعف الإدارات، وعشوائية عملها، وهي صفة مرابطة أزلية لجميع مشاركاتنا منذ أمد بعيد وما تبقّى فقط هو عبارة بعد رحلة شاقّة مضنية لمنتخبنا يصل الى الصين عفواً الى الكويت، ندرك ذلك ونتوقّع أي نتيجة سلبية مهما كان حجمها، وليس من سبب بأن يذكّرنا أحدهم بالصبر والانتظار قبل أن نستلّ سكاكيننا ونمزّق بها نجوم قاسم، وكأنك أيها الناصح الحكيم الوحيد وقلبه على منتخب بلاده، أما الآخر فهو ذلك الهامشي البعيد الذي ينظر الى ألوان المنتخب من ثقب الباب وينتظر صراخ الاحتفاء بالهدف الأول!
لا للمرة الألف، فإن النتائج ستكون اعتيادية إذا ما كسب المنتخب أو خسر لا سمح الله، ونعي جيداً أن من يريد اللقب عليه أن يجتهد في التحضير والعدّة لسفره في ركب المشاركة ويستحضر جميع أدوات القوة وموجوداتها لديه لا أن يبدأ بتصفّح سجل الأعذار مبكّراً ويتنبأ بأيّهما الأقرب للتصديق!
دورة الخليج معلنة بتوقيتات معروفة وفرقها اليوم ليست تلك التي لاعبتنا قبل أربعين عاماً بشعار المشاركة من أجل المشاركة، فلا المنشآت الرياضية هي ذاتها ولا الأجهزة التدريبية راوحت مكانها في خانة الحيرة بين المدرب الأجنبي والمحلي، ولا تغنّت أجهزة الإعلام لديها وطربت على مقامات المجد في الزمن الغابر والفوز بالسباعيات، التحضير للانجاز يولد من رحم إدارات رياضية واعية متميّزة تعالج الخطأ ولا تستمر على منواله السابق وتستوعب الدروس ولا تركنها على الرفوف وتجيد فقط لغة التصريحات المتضادّة المعكوسة بين شخوصها!
لقد اكتسبت جماهيرنا خبرة عظيمة في فهم وتحليل الأخطاء الإدارية قبل الفنية، وأدركت معنى الخبرة والاستعداد من عدم تحرّج الكويت في تضييف الدورة رغم قصر الفترة، ولو تخيّلنا على سبيل الافتراض لا أكثر، بأن الدورة قد انيطت بنا، يقينا إننا سنحتاج الى عشرة أشهر لفكّ رموز اللجان التنظيمية والتدقيقية وعائديتها وروتين كتابنا وكتابكم!!
درس الكويت هو الأهم في الفائدة لنا إدارياً، ونحن نطالب بتضييف النسخة المقبلة ولو حصل فعلاً فإننا ينبغي أن لا نضيّع من الآن يوماً واحداً في حسم إداريات الدورة وطريقة تنظيمها لغيابنا الطويل عن التنظيم بسبب الحظر بعيد الأمد، وهذا هو الأهم من مشاركتنا وتواجدنا في خليجي 23. أما المنتخب والنتائج المرجوّة، فللمدرب تصرّفه وخبرته، والأمل في الكسب للمباراتين المقبلتين كبير جداً بعد تناسي مباراة البحرين والتخطيط لما بعدها، فجماهيرنا المبدعة تصفّق وتقف مع المنتخب في جميع الظروف والأحوال ولا تقف عند حاجز مباراة أولى انتهت الى تعادل بطعم الخسارة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram