يعلم جمهورالكرة الواسع لدينا جميع الظروف التي ألمّت بالمنتخب ومشاركته الصعبة في خليجي 23 بدولة الكويت، ولم يعد غريباً عليه أي تبرير مستنّسخ، كما هو حال الدورات السابقة، فوسائل الإعلام تنقل كل شاردة وواردة عنه من ظرف الإعداد بمباراة تجريبية واحدة الى غياب نجوم الكرة المحترفين، مروراً بالضائقة المالية، وتعثّر إجراء معسكرات داخلية وخارجية، ناهيك عن حالة التخبّط الرياضي المؤسساتي بصورة عامة وضعف الإدارات، وعشوائية عملها، وهي صفة مرابطة أزلية لجميع مشاركاتنا منذ أمد بعيد وما تبقّى فقط هو عبارة بعد رحلة شاقّة مضنية لمنتخبنا يصل الى الصين عفواً الى الكويت، ندرك ذلك ونتوقّع أي نتيجة سلبية مهما كان حجمها، وليس من سبب بأن يذكّرنا أحدهم بالصبر والانتظار قبل أن نستلّ سكاكيننا ونمزّق بها نجوم قاسم، وكأنك أيها الناصح الحكيم الوحيد وقلبه على منتخب بلاده، أما الآخر فهو ذلك الهامشي البعيد الذي ينظر الى ألوان المنتخب من ثقب الباب وينتظر صراخ الاحتفاء بالهدف الأول!
لا للمرة الألف، فإن النتائج ستكون اعتيادية إذا ما كسب المنتخب أو خسر لا سمح الله، ونعي جيداً أن من يريد اللقب عليه أن يجتهد في التحضير والعدّة لسفره في ركب المشاركة ويستحضر جميع أدوات القوة وموجوداتها لديه لا أن يبدأ بتصفّح سجل الأعذار مبكّراً ويتنبأ بأيّهما الأقرب للتصديق!
دورة الخليج معلنة بتوقيتات معروفة وفرقها اليوم ليست تلك التي لاعبتنا قبل أربعين عاماً بشعار المشاركة من أجل المشاركة، فلا المنشآت الرياضية هي ذاتها ولا الأجهزة التدريبية راوحت مكانها في خانة الحيرة بين المدرب الأجنبي والمحلي، ولا تغنّت أجهزة الإعلام لديها وطربت على مقامات المجد في الزمن الغابر والفوز بالسباعيات، التحضير للانجاز يولد من رحم إدارات رياضية واعية متميّزة تعالج الخطأ ولا تستمر على منواله السابق وتستوعب الدروس ولا تركنها على الرفوف وتجيد فقط لغة التصريحات المتضادّة المعكوسة بين شخوصها!
لقد اكتسبت جماهيرنا خبرة عظيمة في فهم وتحليل الأخطاء الإدارية قبل الفنية، وأدركت معنى الخبرة والاستعداد من عدم تحرّج الكويت في تضييف الدورة رغم قصر الفترة، ولو تخيّلنا على سبيل الافتراض لا أكثر، بأن الدورة قد انيطت بنا، يقينا إننا سنحتاج الى عشرة أشهر لفكّ رموز اللجان التنظيمية والتدقيقية وعائديتها وروتين كتابنا وكتابكم!!
درس الكويت هو الأهم في الفائدة لنا إدارياً، ونحن نطالب بتضييف النسخة المقبلة ولو حصل فعلاً فإننا ينبغي أن لا نضيّع من الآن يوماً واحداً في حسم إداريات الدورة وطريقة تنظيمها لغيابنا الطويل عن التنظيم بسبب الحظر بعيد الأمد، وهذا هو الأهم من مشاركتنا وتواجدنا في خليجي 23. أما المنتخب والنتائج المرجوّة، فللمدرب تصرّفه وخبرته، والأمل في الكسب للمباراتين المقبلتين كبير جداً بعد تناسي مباراة البحرين والتخطيط لما بعدها، فجماهيرنا المبدعة تصفّق وتقف مع المنتخب في جميع الظروف والأحوال ولا تقف عند حاجز مباراة أولى انتهت الى تعادل بطعم الخسارة!
الجمهور يدرك المنتخب!
[post-views]
نشر في: 24 ديسمبر, 2017: 09:01 م