TOP

جريدة المدى > عام > قصائد تخصّني

قصائد تخصّني

نشر في: 25 ديسمبر, 2017: 12:01 ص

1

فمي الذي لا أحرثه بالكلام
نبت عليه الشوك
عيناي اللتان لا أروضهما بالجمال
توحشتا
جسدي الذي لا أمسحه بالرغبة
امتلأ بالغبار
قلبي الذي لا أشاوره في الحب
سلبت إرادته
قصيدتي التي لا أضيؤها بالدهشة
انطفأت
حلمي الذي لا أطعمه الأمل
مات من الجوع
وجودي الذي لا أجيبه على اسئلته
صار سؤالا!

2
الرّسام الذي أحببته
علّمني كيف أرسم جسدي
على ورقة الرغبة
الشّاعر الذي أحببته
علّمني كيف أكتب قصيدة بحبر البياض
حبر قلبي
عازف الناي الذي أحببته
علّمني كيف أجعل من أنفاسي
لحنا شجيّا
ممثل المسرح الذي أحببته
علّمني أن أرتدي قناع الفرح
كي أخفي انكساراتي
نادل المقهى الذي احببته
علّمني كيف أقدم قهوة الكلام
للضيوف الصامتين
بائع الورد الذي أحببته
علّمني كيف أمنح وردة الابتسامة
للوجوه العابسة
عامل النظافة الذي أحببته
علّمني كيف أكنس أرضية قلبي
من آثار خطوات العابرين
سائق التاكسي الذي أحببته
علّمني كيف أقلّ حزني
إلى أقرب مقبرة
الحطّاب الذي أحببته
علّمني كيف أقطع شجرة اليأس
بفأس الأمل
ساعي البريد الذي أحببته
علّمني ان أسلّم رسائلي
قبل فوات الأوان
الصّوفي الذي أحببته
علّمني كيف أسافر إلى الله
بقلب هش
البحّار الذي أحببته
علّمني كيف أركب البحر وحدي
وأن الزرقة رفيقة الوحيدين
الرّجال الذين أحببتهم
كلّهم
علّموني الحياة
لكنّهم نسوا أن يعلّمونني كيف أحيا بدونهم!

3
بينما كنت مشغولة في كتابة الشعر
كانت أمي مشغولة في إرسال صلواتها إلى الله
أبي كان مشغولا في اللهاث وراء لقمة العيش
اخي كان مشغولا في تعلم لغة السلاح
أختي كانت مشغولة في ممارسة هواية الجمال
زوجي كان مشغولا في البحث عن حيز لوجوده
طفلي كان مشغولا في التدرب على المشي والكلام
كلهم كانوا يرتفعون
بينما كنت أسقط
في هاوية اللغة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بينهم عراقيون.. فرار 5 دواعش من مخيم الهول

هزة أرضية ثانية تضرب واسط

الصدر: العداء مع أمريكا أبدي ما دام ترامب موجوداً

البيت الأبيض: المساعدات الأمريكية أنقذت زيلينسكي من الموت

إدارة ترامب تطلب من العراق استئناف نفط الإقليم أو مواجهة العقوبات

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد:أريش فولفغانغ كورنغولد

صورة سيفو في مرآة الوهايبي

"مُخْتَارَات": <اَلْعِمَارَةُ عِنْدَ "اَلْآخَرِ": تَصْمِيمًا وَتَعْبِيرًا > "لِوِيسْ بَاراغَانْ"

"حماس بوينس آيرس" أول مجموعة شعرية لبورخس

علي عيسى.. قناص اللحظات الإبداعية الهاربة

مقالات ذات صلة

بورخيس،هايزنبرغ وإيمانويل كانت
عام

بورخيس،هايزنبرغ وإيمانويل كانت

أدار الحوار: مارسيلو غلايسر* ترجمة: لطفية الدليمي ما حدودُ قدرتنا المتاحة على فهم العالم؟ هل أنّ أحلامنا ببلوغ معرفة كاملة للواقع تُعدُّ واقعية أمّ أنّ هناك حدوداً قصوى نهائية لما يمكننا بلوغه؟ يتخيّلُ مؤلّف...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram