لا يسعنا إلا مباركة الجهود التي تقوم بها وزارة النفط في البصرة. وما نشاهده من صور لوزيرها المهندس جبار لعيبي في مناطق مختلفة بالمدينة يعلن فيها عن تبليط شارع هنا أو اصلاح نهر او غير ذلك، شيء يدل على أن الرجل ومن خلال موارد الوزارة الكبيرة، يمكنه بعث الروح في قطاعات كثيرة مهملة فيها، لكن مشروع زراعة مليون نخلة في البصرة الذي أعلن عنه بحاجة الى وقفة، تكاد تكون كبيرة نراجع فيها مشاريع مماثلة سابقة لم يكتب لها النجاح.
في البدء نطالب السيد الوزير ومن خلال الحكومة المحلية والقضاء بايقاف تجريف النخيل ومحاسبة المتسببين، وإلا ما معنى أن تزرع فسيلة في مكان وتجرف بستاناً مثمراً في مكان ثان؟ ولماذا فقدت البصرة أكثر من 11 مليون نخلة في الفترة بين العام 1977- 2015 بحسب تقارير وأحاديث يدلي بها مسؤولون ومعنيون بشؤون النخيل؟ والأهم منذ فترة فتح تحقيق يدين حكومة البصرة المحلية التي أصدرت قرارا أدخلت بموجبه آخر بقعة مختصة بزراعة النخيل(ابو الخصيب) ضمن التقسيم الاداري لمركز المدينة، بما أجهز بالكامل على الزراعة في القضاء بشكل نهائي وأخرجه من كونه سلة الرطب والتمر لسكان المدينة.
في شهر كانون الأول من العام 2015 تحدثت الحكومة الفدرالية عن(خطة طموحة) لزراعة 40 مليون نخلة!!! وفي العام نفسه يتحدث مدير الهيئة العامة للنخيل في وزارة الزراعة فرعون أحمد الجبوري عن خسارة العراق لـ 14 مليون نخلة، ولو أحصينا ما زرع في العراق إزاء ما جرّف وأحرق لوجدنا أننا لم نغرس حتى 1% مما تحدث به المسؤولون في العراق منذ العام 2003 الى اليوم. وما نشاهده في مدن مثل الحلة وديالى وبغداد وكربلاء والبصرة والسماوة من تجريف ومسح خير دليل على ذلك.
وفي العام 2012 أيام كان محافظا للبصرة يعلن د. خلف عبد الصمد خلف عن السعي لتنظيم (مسابقة) خاصة بزراعة النخيل يدعو من خلالها الى تحفيز المواطنين على زراعة النخيل في المدينة، داعياً الى ضرورة ردم المستنقعات الموجودة في المدينة واستبدالها بالمناطق الخضراء!! السؤال هنا: ما الذي تحقق من ذلك؟ الجواب: لا شيء.
لا نريد أن نثبّط من عزائم الرجل (وزير النفط) لكن تاريخ وأرشيف زراعة النخيل في العراق منذ العام 2003 الى اليوم يشير الى فشل مشاريع كثيرة، ولا نظن ان الرجل لا يدرك ذلك، أما حديثنا عن الاراضي التي سيزرع فيها المليون، وعائديتها ومن سيقوم على العناية بها، والحديث عن الماء الصالح للزراعة بعد ارتفاع ألسنة الملح السنوية في أنهار المدينة والمشاكل الأخرى التي لم تحل الى اليوم مثل السد المزمع اقامته على شط العرب، الذي ما زال موقعه محل خلاف بين وزارة الري والحكومة المحلية وغير ذلك فذلك ما يزيد من شكوكنا أو ما لم يتقدم به أحد شارحاً تفاصيله الى الوزير. شخصياً أعرف عن قرب أحلام الوزير اللعيبي، وأدرك حماسته وصدق نيته لكنني أقول: النوايا وحدها لا تحقق شيئاً.
وزير النفط ومشروع زراعة مليون نخلة
[post-views]
نشر في: 23 ديسمبر, 2017: 09:01 م