إياد الصالحي
افتتاح خليجي فاخر، كافأ صبر الكويت لما حملته الأشهر العُجاف بُعيد تعليق عضوية الاتحاد الكويتي لكرة القدم للفترة من 16 تشرين الأول 2015 الى 6 كانون الأول 2017، وكأن مواطنيها هرعوا صغاراً وكباراً لملء مقاعد ملعب جابر الدولي وقرروا أن يشكروا الجميع بلسان واحد، وفي مقدمتهم رجل الفيفا الأول جياني انفانتينو لموقفه الإنساني أولاً على تفهّم دواعي رفع الإيقاف حال تكامل التوافق القانوني بين الحكومة الكويتية والمؤسسات الرياضية القيادية وبين الاتحاد الدولي، وتحقق الهدف الذي أكدتُ عليه شخصياً في مقال سابق، أن اللعبة غدتْ مصدر إسعاد للشعوب، وعلى انفانتينو ومكتبه التنفيذي أن يجدوا أية طريقة تتيح مشاركة منتخب البلد المُعاقب تحت علم الفيفا ولا يُقهر جمهوره الذي لا يستحق أن يدفع ثمن صراعات شخصية أو تدخّلات غير شرعية في كيان اتحاد كرة القدم.
مبارك جماهير الكويت كرنفال "رسالة الشكر الإنسانية".
***
لم تزل معاناة الإعلاميين الرياضيين العراقيين بخصوص صعوبة تأمين تأشيرات دخولهم الى بعض الدول لتغطية البطولات والدورات الكبرى لحساب مؤسساتهم تواجه سيناريوهات متكررة بقي منفّذوها ( كيانات أم اشخاص ) حتى الآن في منأى عن المساءلة الواجبة لبيان أسبابها ولمصلحة من يجري كل ذلك لاسيما أنه من حق الإعلامي الحضور لتأدية واجبه من جيبه الخاص أو تتكفّل مؤسسته نفقات إيفاده، ولا يُكلف الدولة العراقية ديناراً واحداً، وعليها أن تجد مخرجاً للمشكلة التي تسيء لكرامته كأنه يتأمّل إحساناً خارجياً! والغريب أنه في حالة صدور تأشيرة الإعلامي من اللجنة المنظمة للحدث، فإنه لا يُبلّغ بها، مثلما كشف لنا الإعلامي الشاب علي اسماعيل أن تأشيرة دخوله الكويت لحضور خليجي23 تسلّم نسخة منها متأخّراً عبر اتصال مع مسؤول في إعلامية الدورة، وتفاجأ أنها صدرت يوم 18 كانون الأول الجاري، ولم يُبلّغ بها من اتحاد الكرة باعتباره الجهة الرسمية الوحيدة التي تتعامل معه اللجنة المنظمة، خاصة في موضوعة الإعلاميين، فلماذا حُجبت التأشيرة، وما مصير عشرات الطلبات التي تقدّم بها الزملاء في مختلف وسائل الإعلام العراقية عن طريق اتحاد الكرة؟
***
مهلاً أيها المتعصّبون لأجل التعصّب وليس التظاهر بالدفاع عن سمعة الأوطان، فكرة القدم ليست فتنة لحرب الألسنة، ولا تصفية لثارات قديمة، إنها فرصة للتنافس النزيه، يَنجح من يفلح في فك أسرارها الفنية، ويفشل من يهمل واجباته في حماية تلك الأسرار، أما قرار حكم مُجتهد وكُفء وعادِل وفق التقييم الدولي في جزء من الثانية فلا يستوجب أن يكون هدفاً يُرمى بوابل من السخط والإساءة بدافع التغطية على فشل الفريق! فماذا أبقى الإعلامي والمحلل والرياضي لجمهور المدرجات بمختلف ثقافاته وسلوكياته إذا ما خرج عن الحدود المرسومة له في انتمائه لكرة القدم؟ أعيدوا النظر في أفكاركم السوداوية تجاه الحكم الدولي الخلوق علي صباح، ما ناله من تقريع عقب انتهاء مباراة الإمارات وعُمان يَفضح حقيقة بعض الخليجيين المحسوبين على التحليل الكروي، يدّعون الاحتراف والتطوّر.. وعقولهم لم تتطهّر بعد من وساوس التخوين والتآمر!
***
ضوء خافت: عُرفاً، لا يمكن لصفتي الخجل والجرأة أن تجتمعان في النفس البشرية إلا إذا وظّفتا في مجالين مختلفين، كما أتسم بهما اللاعب الدولي السابق الراحل كاظم وعل، أحد نجوم العراق الذين ردّد أسمه بقوة في أروقة دورة خليجي 4 بالدوحة، لما لشخصيته الهادئة من تأثير بين زملائه واصدقائه الخليجيين الذين تعلّقوا به، وعلى النقيض منها جرأته الكبيرة كان قاسياً في أرض الملعب مع ذاته ليقدّم أخلص العطاء. ومن حكاياه عن تلك الدورة، حدّثني مرّة أن لاعب السعودية خالد سرور صاحب الهدف اليتيم في مباراة السباعية المُرّة التي تجرّعها رفاقه يوم 1 نيسان 1976، شكا له صباح اليوم التالي قائلاً " فضحتونا يا وعل.. وما راح نطلع من بيوتنا" ! في إشارة صريحة لاحساس اللاعب أيام زمان بقيمة وجوده مع المنتخب وهروبه من مواجهة الناس عند الهزيمة، بينما بعض اللاعبين يرى في المهمة رحلة سياحية ملؤها (القهقهة والوناسة) .. ولا عزاء لدموع الجماهير!