بغداد / شاكر المياحتصوير:سعدالله  الخالدي(1ـ 2)يخطئ من يظن بان الوصول الى ناحية النهروان يسير وسهل ، فالطريق اليها ينطوي على تحديات لا مناص منها ، اولها الزحام الشديد الذي يكتنف جسر ديالى البديل ، ومن ثم الانعطافات الخطيرة للطريق ذي الممر الواحد الذي شهد حوادث مرورية عديدة كما اخبرنا بعض المواطنين من سكنة حي ام البنين  ناهيك عن الورش الحرفية التي تمتد على جانبيه
فضلا عن القرى وبعض البيوت المتفرقة  المفضية الى الشارع العام المؤدي الى النهروان الذي يزخر بالورش الحرفية ومحال بيع الاعلاف فضلا عن التكسرات والتخسفات والمطبات التي تشكل عوائق لا تخلو من خطورة على اصحاب المركبات. النهروان قد تكون الضاحية الوحيدة في بغداد التي اخذت شكلا مستطيلا فهي تمتد الى اكثر من ستة كيلوميترات  بمحاذاة الشارع الواصل  الى ناحية كنعان ، وباكثر من كيلو مترين باتجاه الشمال ، وبهذا فان مساحتها قد تربو على اثني عشر كيلو مترا ويقطنها قرابة 150 الف مواطن اغلبهم من الكسبة وعمال الطابوق والحرفيين وتشتمل على مركزين صحيين واثنتي عشرة مدرسة واكثر من عشرة الاف طالب وطالبة ولجميع المراحل الدراسية وقسم بلدي شبه معطل ، تتكدس النفايات بين ازقتها الترابية واسواقها الشعبية غير المنتظمة . النهروان كانت هدفا للعصابات الارهابية  التي قتلت وخطفت العديد من ابنائها كما كانت ضحية للعنف الطائفي الذي طال الرجال والنساء والاطفال على حد سواء ، وهي لا تزال مهملة منذ إنشائها عام 1990 وتفتقر الى ابسط الخدمات ومنها مياه الشرب ، ( المدى ) تجولت بين جنباتها فكانت الحصيلة استغاثات وصيحات ونداءات ومطالبات بالالتفات اليها وانقاذها من واقعها البائس . المواطنون يلقون باللائمة على المجلس المحلي في احد الاسواق التقينا اولا المواطن جمال عبد من مواليد 1990 الذي قال : تركت الدراسة وانا في الصف الخامس الابتدائي وانصرفت الى اعالة اسرتي من خلال عملي في هذا السوق ، اما بائعة الخضار ام عبد الله فقد قالت : زوجي واولادي كلهم عاطلون عن العمل باستثناء ولدي الاكبر المتزوج ولديه اربعة ابناء ويعمل ( في الصحوة )وهو لم يستلم راتبه منذ خمسة اشهر والاخر يعمل في معامل الطابوق وبشكل متقطع ، وتوضح : نتعرض لتهديدات بازالة السوق من قبل صاحبه السيد مجيد وربما كان السبب هو عدم دفعنا ايجار هذه المسقفات ونكتفي بدفع اجور الحراسة البالغة 500 دينار يوميا علما بان الارض هي ملك للدولة وكما ترى لا اجني من بيع الخضار سوى خمسة الى ستة الاف دينار في اليوم الواحد ، انه رزق شحيح .المواطن عقيل قال : نحن نموت ظمأ ولا احد يعير اهتماماً (يباس كلشي ماكو) فالماء يأتينا كل يومين وفي بعض الاحيان كل اسبوع  والخدمات الاخرى (صفر) والعتب على المجلس البلدي الذي هو في واد وابناء النهروان في واد اخر علما بانني من اوائل سكنة النهروان ، الشاب محمد موحان من مواليد 1986 قال : انا متزوج واعمل بائعا في هذا السوق البائس ذي الأرضية المتربة صيفا والموحلة شتاءا ونعيش الان تحت رحمة المجلس البلدي الذي لا (يهش ولا ينش) .المواطن علي العكيلي قال : شكرا لكم لانكم تذكرتم النهروان المظلومة ، انظروا الى هذا الذي يسمى سوقا ، هل فيه صفة واحدة من صفات السوق الحقيقي ؟ ناهيك عن الازقة المتربة والشوارع المتهالكة والطامة الكبرى قضية مياه الشرب التي هي ام المآسي في النهروان ويسترسل : فرحنا لما جرى تبليط بعض الشوارع الا ان فرحنا لم يدم طويلا ، فما ان هطل الغيث حتى تلاشى الاسفلت اذ جرفته مياه الامطار . المواطن حسين باجي قال : يمكن لاي انسان ان يقيم عمل المجلس المحلي من خلال واقع المدينة البائس والمزري والذي يفتقر الى ابسط الخدمات ، فلا وجود لشبكات الصرف الصحي فضلا عن الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي والغياب شبه التام لمنظومة مياه الشرب . المواطنة ام حسين صاحبة محل لبيع المواد الغذائية عقبت قائلة : لي من الاولاد خمسة وكلهم عاطلون عن العمل باستثناء والدهم المقعد الذي كان يعمل في الدفاع المدني واحيل على التقاعد بعد بلوغه السن القانوني والعائله باسرها تعتاش على هذا المحل الذي لا يدر من الربح الا النزر القليل، وتشير الى ان التعيينات في دوائر الدولة أصبحت بالواسطة وبالمحسوبية ، وتضيف : الماء الذي يصل منازلنا رائحته كريهة (خايس) وأحياناً ينقطع لمدة اسبوع مثلما هو الحال الراهن ما يضطرنا الى شرائه من اصحاب صهاريج الماء .معوقات حملات التنظيف المواطن ابو احمد قال : تجربة حملات التنظيف التي كانت تتم عن طريق القسم البلدي فشلت لمرتين على التوالي ، وعلى اثر ذلك قررت محافظة بغداد احالتها بعهدة احد المقاولين الذي  اصطدم بركامات من النفايات التي تكدست لمدة تسعة اشهر في القطع المتروكة والمساحات الخالية من اي منشأ ، في الشهر الاول من بدء عمل هذا المقاول حيث تم رفع جزءً من تلك الركامات مع توزيع اكياس النايلون الخاصة بجمع النفايات  بالتزامن مع  حملات سحب مياه المستنقعات وبعد مرور ثلاثة اشهر على بدء العمل توقفت المحافظة عن دفع مستحقات المقاول الذي تلكأ هو الاخر في دفع اجور العمال فتوقفت الحملة وتحمل المقاول الغرامات التي فرضها المجلس البلدي عليه  لما تبقى من ايام الشهر ال