كعادتها إصبوحات المتنبي تضجّ بالمارة والحاضرين والعابرين، إلا أن هذا الصباح بين انطفاءاته وبريقه كان يحمل شيئاً لا بأس به من الحضور، وبعض الجلسات والندوات المهمة التي إنطلقت مع إصبوحة المدى الثقافية الخاصة هذه المرة بالاحتفاء بالمفكر التنويري والمؤرخ والسياسي الراحل فيصل السامر، كما شهدت هذه الجلسة التي قدمها الكاتب توفيق التميمي، أوراقاً وشهادات لمجموعة باحثين وكتّاب ومؤرخين امثال د. عماد الجواهري، والناقد والباحث نجاح هادي كبة، والكاتب داوّد العنبكي، والكاتب والباحث معن حمدان وآخرين....
مرايا الشعر وعدنان الصائغ
كما تضمنت إصبوحة المتنبي عدة احتفاءات من بينها جلسة للكاتب والشاعر سعد ياسين يوسف حيث احتفت مؤسسة النور للثقافة قاعة نازك الملائكة في المركز الثقافي البغدادي بتوقيع كتاب الناقد الدكتور خضير درويش والذي يحمل عنوان " الشاعر بين مرايا الشعر ومرايا الشعر مرايا عدنان الصائغ " دراسة نقدية , جلسة أدار حوارها الشاعر الدكتور سعد ياسين يوسف وبمشاركة الشاعر عدنان الصائغ .
الدكتور سعد ياسين قال : إن الشاعر عدنان الصائغ شاعر عراقي ولد في الكوفة وكتب الشعر مبكراً ويعتبره البعض من الشعراء العراقيين المعاصرين المتميزين ، وكانت اولى اصداراته ديوان انتظرني تحت نصب الحرية عام 1984 وديوان اغنيات على جسر الكوفة عام 1986 وإصدارات اخرى
ومن جهته يقول الدكتور خضير درويش : إن موضوع دراستنا النقدية في هذا الكتاب مجموعة " مرايا لشعرها الطويل " الصادرة عن دار سطور للشاعر عدنان الصائغ يوضح فيها الايقاع الذي استرعى انتباهنا في هذ النصوص فقد تضمنه الفصل الثاني وهو إيقاع داخلي متنوع ومتعدد اعتمده الشاعر ليسبغ على نصوصه تنغيماً موسيقياً تعويضاً عن موسيقى البحور الشعرية
وأشار درويش الى أن الشاعر من خلال هذه النصوص استطاع أن يكون صوتاً شعرياً إمتاز به عن غيره من الشعراء وإن الجميل من القول قد يكون في النثر مثلما يكون في الشعر
وقد شارك الشاعر الصائغ بقراءات شعرية من مجموعته " مرايا لشعرها الطويل " خلال جلسة الاحتفاء.
سرد بوصفه شغفاً
كما أستضاف الملتقى الثقافي الروائي حميد الربيعي على قاعة جواد سليم في المركز الثقافي البغدادي والحديث عن إصداره الجديد والذي يحمل عنوان " سرد بوصفه شغفاً " , جلسة ادار حوارها الروائي علي الحديثي وبمشاركة عدد من النقاد ومنهم الناقد اسماعيل ابراهيم عبد ، إذ بين في ورقته النقدية التي قدمها , إن الكاتب قد أعد لنا مجمل رؤيته الخاصة بالتنظير السردي الذي وصف كليته بالوحدات المتضافرة بحسب الفعل السلوكي للكاتب يعادل صيغة التعامل مع الموجودات الحسية للكائنات المجسدة
وأشار الى أن الكاتب يرى التاريخ وهو يضع بكل وقائعه على الحياة اليومية ويحيلها الى صور لمنظومة اللاوعي حاضرة في الوعي الجمعي وهذا مايثير عدة قضايا اعتراضية منها إن التاريخ سجل لجميع الاحداث , تلك التي اضرت بالمجتمعات فهو آلية حفظ لماضي الشعوب لا قدرة له على التحكم بالحاضر أو المستقبل.
داعش النهاية أم الكمون
قدمت جمعية النهوض للثقافة محاضرة على قاعة نازك الملائكة في المركز الثقافي البغدادي للاستاذ الباحث جمعة عبد الله المطلك بعنوان " داعش النهاية أم الكمون " , قدم الجلسة الاستاذ الدكتور إحسان العارضي
وبين المطلك في حديثه أن هناك ثلاثة منظورات لقراءة داعش منها قراءة داعش عراقياً وهذه تحتاج برأي الى تخطيط منهجي داعش الامبريالية العالمية وداعش العربية الاسلامية وداعش العراقية وبتقديري عندما نقول إن في المعرفة قوة نفتح السؤال الذي يقول لماذا يبقى العراق في مكانه؟
واعتقد إن علوم النقد الحديثة لم تعد تقدم لنا تفسيرات واضحة لما يحدث في العراق في وقت الذي تشهد الساحة العراقية والثقافية تصحرات وإنها قاصرة عن الحفر في المشكلات ولايمكن لنا معرفة داعش إلا من خلال الحلقات الثلاث عالمياً وعربياً وعراقياً.