أبت الكرة الخليجية إلا أن تلقي بسحرها المؤثّر على جموع المشاركين في كرنفالها الثالث والعشرين في الكويت وهي تتحرّر من قيود عقوبة الفيفا لتتفجّر طاقات شبابها من أجل إنجاح الدورة ولمّ شمل الفُرقاء وهم يدحرجون كرة السلام على ملعب جابر انتصاراً لفرحة الأزرق وإكراماً للجماهير كي تبقى مرفوعة الرؤوس بقيادات أوطانها، مجدّدة حلم التتويج بالكأس لمن يثابر ولا يغامر في حظوظه!
الواقع ومعطيات الأزمة الخليجية تؤكد أن دورة الكويت 23 لم تعهد للاشقاء هدية لاستعادة كرتها الشرعية الدولية بعد إيقاف قسري منذ سنتين، بل استكمالاً للمنهج الفعّال الذي خطّه الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح في تقريب أوجه الاختلاف وتدعيم جسر التواصل بين قطر وإشقائه السعودية والإمارات والبحرين للمضي في طريق جديد يُنقي مناخ العلاقات ويركّز أعمدة التوافق للعبور الى ضفة المصالحة المرتقبة التي ستقبر مخلّفات المقاطعة قبيل أغماضة عام 2017 للأبد.
إن أمام أخوة أحمد اليوسف رئيس اتحاد الكرة الكويتي مهام كبرى لضبط التنظيم الخليجي23 منذ ساعة الانطلاق في الخامسة والنصف بعد غد الجمعة مروراً بأدواره المتلاحقة وما يتخلل صراع التباري من مشاحنات وتلاسنات ومماحكات بحدودها الطبيعية مثلما نأمل، والناجمة عن رغبة الجميع في تأكيد أحقيتهم بالوصول الى الهدف النهائي بين أقوى المنتخبات في غربي آسيا، وفي المقابل نأمل أن يُكثف رؤساء الوفود وبعثاتهم الإعلامية ليكونوا فريقاً مناصراً للجنة المنظمة في نأي مدربيهم ولاعبيهم وحتى زملائنا عن إلقاء زيت التصريح على نار المنافسة، ويعمدوا الى إرساء قيم الرياضة النظيفة "التفوق بأمتاع وود" لا "بالشراسة والبغض"!
وقريباً من الأجواء الخليجية، لم تكن مبادرة رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية تركي آل الشيخ بإعلانه أن منتخب بلاده – أول السفراء العرب المتأهلين الى مونديال روسيا 2018- سيلعب في العراق من أجل قضية رفع الحظر الكلي ومساهمة منه ومن جميع الدول التي ناشد ممثلوها على هامش الاحتفاء بالأخضر أول أمس الاثنين لدعم حق الجمهور العراقي في مؤازرة المنتخبات العربية وفي طليعتها الخليجية وبالمقدمة منها الأخضر المونديالي تكريماً لتشريفه الكرة الآسيوية كأحد فرسان كأس العالم، لم تكن المبادرة مفاجئة لمن يراقب ويتابع إدارة آل الشيخ لملفات رياضية عربية، فبعد فترة وجيزة من تسنّمه مسؤوليته حرص على توقيع مذكّرة تعاون مع وزارة الشباب والرياضة العراقية، وتعد الثانية منذ مذكّرة الزيارة التي قام بها الراحل فيصل بن فهد الى بغداد عام 1987، وبالفعل جرت مراسم التوقيع وسط اهتمام إعلامي كبير، آملين أن تدخّل حيّز التنفيذ قريباً لما فيها من مصلحة مهمّة للبلدين في القطاع الرياضي وشؤونه الإدارية والفنية والستراتيجية.
وطنياً، لا نسعى لزيادة العبء النفسي على رجال المنتخب الأول والمدير الفني باسم قاسم الذي سيقف بصفته المدرب العربي الوحيد في دورة الكويت 23 مذكّراً الخليجيين بمهام الراحل عمو بابا يوم تصدّى بفطنة يُحسد عليها لاساليب وخطط مدربين أجانب فشلوا أمامه بنتائج وخيمة قادتهم لحزم حقائب العودة الى بلدانهم في دورات 1979و1984و1988، فليس مستحيلاً أن يحقق قاسم طموحات العراقيين بأن تكون الكأس الخليجية الرابعة في سِفر انجازاتهم مشروع ثقة دائمة لضَمّ كؤوس أخر.
خليجنا ومبادرة آل الشيخ
[post-views]
نشر في: 19 ديسمبر, 2017: 03:44 م