اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > الديمقراطية في العراق ليست باهرة ولكنها ليست قاتمة

الديمقراطية في العراق ليست باهرة ولكنها ليست قاتمة

نشر في: 16 إبريل, 2010: 06:50 م

ترجمة:عمار كاظم محمد هاجم سايمون جيننكز الادعاءات الغربية التي سمت جهود الولايات المتحدة لتصدير الديمقراطية " بالعدوان" وهو ما يكشف عن سوء فهم للسياسة الخارجية الامريكية والمكان الذي يجب أن ترتقي اليه الديمقراطية فيه.
ان الغضب الذي يعتري الكثيرين من الخوف من الفشل في العراق وافغانستان لايجب ان يقودنا الى الخلط بينه وبين تعزيز الديمقراطية نفسها . فقد ذهبت الولايات المتحدة الى تلك الحروب لأنها تعتقد سواء كانت على حق أم باطل أن حكام تلك البلدان كانوا يشكلون تهديدا للأمن القومي وكان الحل القصير الأمد يتمثل في اسقاط نظام طالبان ونظام صدام حسين ولم يكن الهدف من تلك الحروب تحويل العراق وافغانستان الى ديمقراطيات على النموذج الغربي بحد ذاته. لكن رغم ذلك ولأسباب تاريخية وايديولوجية يجد صناع السياسة الأمريكان أن من الصعوبة تأطير اعمالهم بشكل خاص بظروف الأمن وحدها .  المتشددون من النكسونيين في الواقعية السياسية نادرا ما يجدون من يأخذ بآرائهم في واشنطن وبدلا من ذلك فان هناك تقليدا ليبراليا قويا يدفع لمواصلة التحول الديمقراطي بصرف النظر عن الدافع الأصلي ومن بغداد الى كابول  كان الأمل معقودا أن يتم الترحيب بالديمقراطية مجددا لأهداف امنية اكثر إلحاحاً. ان القول أن الولايات المتحدة اليوم تقوم بتصدير الديمقراطية مع العدوانية والعنف هو اشبه بالنكتة أو الكاريكاتير في أحسن الأحوال وفي الحقيقة أن الولايات المتحدة لم تستخدم قوتها الهائلة لدعم الديمقراطية وتبدو أحيانا غير متأكدة من كيفية القيام بهذا الأمر حيث أن مانراه في العراق وافغانستان يظهر أن القوة العسكرية الأمريكية وحدها هي أمر مخيب في تعزيز الديمقراطية باستثناء ما حصل من اعادة اعمار اليابان والمانيا في الحرب العالمية الثانية.  واذا كانت الولايات المتحدة على زعم بعض المتشددين كان يجب عليها أن تكون اكثر بساطة من خلال تنصيب ديكتاتوريات صديقة لها كما عمل السوفيت في كابول وفي بغداد لخلق حالة التوازن مع إيران فان المفارقة هي أن الولايات المتحدة قد نفضت يديها من تلك الانظمة الاستبدادية المضطربة منذ زمن طويل والتي استثمرت أموالها في صفقات بيع النفط وليس صناديق الاقتراع  لذلك اختارت الولايات المتحدة تلك المهمة الشاقة في تشكيل نظام سياسي جديد كليا في مجتمعات فهمتها بشكل سيئ. ربما لاتكون فرص الديمقراطية في العراق باهرة لكنها في ذات الوقت ليست قاتمة كذلك وربما يكون من الخطأ احيانا استبعاد الانتخابات التي ربما تؤدي الى انتخاب زعيم واحد من خارج الحلقة لمصلحة منافسيه ففي أي بلد ليس لديه تاريخ للديمقراطية لايمكن أن ينظر الى شيء كهذا باحتقار كيفما كان شكله كسرا للعملية. ربما تبدو الأمور اسوأ في افغانستان عقب الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام الماضي  والتي لعب الغرب فيها دورا ضعيفا لإنجاحها ولهذا يجب ان تنتقد أمريكا بسبب خجلها وعجزها عن تعزيز الديمقراطية في هذه الحالة. وليس بسبب العدوانية كما يدعي البعض ومن المفارقات انه بسبب نبضها  الديمقراطي فان واشنطن تجد نفسها عالقة مع غير متعاون واستبدادي مثل حامد كرزاي وهو الأمر المشابه لما حدث في جنوب فيتنام عام 1960 وهو امر غير مريح. سايمون جننكز يقترب من القول من أن القائد الافغاني له مايبرره في تزويره للانتخابات وخرق الحكم الديمقراطي والتسامح في الفساد لأن هذا مايمليه عليه الواقع الأفغاني والحكومات الغربية على خطأ او أنها تنافق في انتقادها له . ومهما بدا ضعيفا فان البرهان  في انه ليس هناك نقطة في محاولة تشجيع الديمقراطية لأن افغانستان والبلدان العربية لم تك يوما ديمقراطية هو خطأ جبري وبالنسبة لمواطني تلك البلدان يمثل مشورة يائسة.وبالمثل فان نظرة التشاؤم الضحلة هي من تبرهن على انه يجب على البلدان الغربية ان لاتروج للديمقراطية  خارج  بلدانها لأنها نفسها هي ايضا تحتوي على الفساد والخطأ وفي انه لايهم تجربة تلك البلدان عبر الانتخابات لأنهم يغالون في تقييمها فالانتخابات لا تساوي الديمقراطية لكنها شرط لا غنى عنه لوجودها. البعض من الغربيين ربما متحررون من الوهم  او يشعرون بالملل من الانتخابات لكن ذلك الشعور لاتشترك فيه اكثر البلدان الديمقراطية حيث ان هناك جوعاً حقيقياً له عندهم  وهو ما يوضح الفهم  بكونهم يمثلون تقدما في ذلك.  الكاريكاتير الذي يتناول جهود الولايات المتحدة لتعزيز الديمقراطية يطل ايضا على الجهود السلمية والمحدودة التي لاتعد ولا تحصى  التي تحاول من خلالها الولايات المتحدة والدول الغربية  والتي تناضل في ظروف غالبا ما تكون صعبة في اغلب الأحيان لمساعدة المواطنين الذين يعيشون تحت حكم الانظمة الاستبدادية للحصول على  قدر اعظم من السيطرة على كيفية الحكم فحتى لو كانت اخطاء الولايات المتحدة في العراق وافغانستان قد جلبت سوء السمعة لمسألة تعزيز الديمقراطية لكنها في ذات الوقت تستحق الديمقراطية  أن تتقدم وليس أن تترك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

متابعة/ المدىقالت مصادر أميركية وعراقية إن عدة صواريخ أٌطلقت -الليلة الماضية- على قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز بها قوات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، دون أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram