في حادثة هي الأولى من نوعها، ضبط " جنابي " أمس بالصدفة وزير الناطقيّة السابق علي الدباغ، يظهر على شاشة إحدى الفضائيّات المصريّة باسمه وبلقب جديد هو " ملل سياسي " يتحدّث بكلّ شجاعة وجسارة وثقة بالنفس، بأننا إنْ لم نذهب للانتخابات سندخل في نفق مظلم، ولم يحدّد لنا السيد الدباغ حجم هذا النفق، وهل هو شبيه بالنفق الذي لايزال يحفر به وزير النقل كاظم الحمامي؟!
بالأمس وأنا أشاهد علي الدباغ يتحدث، أشعر بأنّ الدباغ انقلب على الدباغ، فأنا وأنتم عشنا 6 سنوات طريفة ونحن نستمع إلى علي الدباغ، يغازل هذا، ويدخل في معارك وحروب طاحنة، لكنه في النهاية يلوّح بالعصا لكلّ من يريد الاقتراب من أسوار مكتب رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي.
كلّ هذه السنوات والوزير الناطق -الذي اكتشفنا بعد أعوام الخدعة حين أخبرنا أنه وزير بعقد- كان يطرح نفسه باعتباره المقاوم والمدافع عن نزاهة الحكومة ضدّ أيّ شائبة فساد أو سرقة للمال العام، لا يترك مناسبة إلا يعلن فيها بصوت عالٍ بأنْ لا مكان في العراق الجديد لمن يريد أن يلوّث ثوب الحكومة الناصع البياض.
المعركة الضروس التي خاضها أمس " المحلّل السياسي " علي الدباغ التي تميزت بعواصف رعديّة محمّلة بالغبار، جاءت في معرض فضح الفساد الذي حسب رأيه عشّشَ في العراق منذ أربعةَ عشرَ عاماً، وكانت حركات الدباغ على الهواء تحذّرنا من السكوت على الفاسدين، وتطالب الناس بأن يذهبوا إلى صناديق الانتخابات لينتخبوا الأصلح والأكفأ.. ويقصد " جنابه!".
وحين سمعتُ حديث الدباغ أُسقط في يدي. خفت أن يكون المحلل السياسي قد نصب كميناً لنا، لذلك جلست أشاهده وهو يتحدّث عبر السكايب وأفكّر في علي الدباغ الذي أخبرنا يوماً أنه صاحب سبع صنائع ، إلّا أنّ بخته ليس ضائعاً، فخلال فترة ست سنوات هي مدة إقامته في الحكومة، استطاع أن يجمع بالحلال، مبلغاً بسيطاً لايتجاوز ملايين " قليلة " من الدولارات، كلّها إكراميّات ومقاولات وصفقات!
ليس عجيباً ولا غريباً أن يُضبَط الكثيرون منّا في مواقف خالية من الضمير الحي، فنحن منذ يومين ضبطنا أمانة بغداد تستبدل الإعمار بـ " شيلمان " مسلّح يقتل الناس بكلّ أريحية، وضبطنا السيدة حنان الفتلاوي ترفع شعار الإصلاح وحين يسألها مقدّم برنامج أين كانت أيام حكومة المالكي التي اشتهرت بملفّات الفساد، تجيبه وهي تبتسم : " كنتُ أُهفّي للعبادي ".
ما هو شعور علي الدبّاغ الآن؟
[post-views]
نشر في: 18 ديسمبر, 2017: 06:14 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
جميع التعليقات 3
بغداد
استاذ علي حسين هذا الدباغ مو هو احد المتورطين بصفقات الكومنشات المليونية التي استلمها من صفقات اللأسلحة الروسية من خلال وزارة الدفاع وايضاً متهم مع فاضل الدباس بأجهزة ملاعيب الأطفال على أساس اجهزة كشف المتفجرات ؟! كان قبل الأحتلال يعمل كعامل في مطعم مشاوي
محمد سعيد
اسئله تطرح وامل من مجيب ؟ الدباغ وغيره من جهابذبه علم الا يقين يرون ان العراق هو موروثهم ولا غير سواهم .. قد يكون لهم الحق لانهم من رعيل حفنه مدعي المظلوميه , لكن ماذا قدم رعاةهذه المظلوميه للمظلومين حقا وماذا قدمو للعراق البائس تحت وصيا
زياد حمزة
اا عتذر لكم مقدما على طرح موضوع الغاء قرار مجلس قيادة الثورة المحنل رقم202 لسنوة 2001 الذى ساوى فى الحقوق والوجبات بين الاخوة العراقيين الافاضل الكرام وبين الفلسطينى المقيم من عام1948 ولايزال والذى تم الغاءة موخرا بموجب قانون الاجانب الصادر فى2017/1