اتهم الرئيس السوري بشار الأسد أمس (الإثنين)، المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة في شرقي سوريا بـ «الخيانة»، ورحب بأي دور للأمم المتحدة في الانتخابات "شرط أن يكون مرتبطاً بالسيادة السورية" .

وقال الأسد خلال استقباله نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين في قاعدة حميميم السورية: «كل من يعمل لمصلحة الأجنبي وخصوصاً الآن تحت القيادة الأميركية أو أي بلد أجنبي في بلده وضد جيشه وضد شعبه هو خائن بغض النظر عن التسمية، وهذا تقييمنا لتلك المجموعات التي تعمل لمصلحة الأميركيين»، وفق «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا) .
ورحب الأسد بأي دور للأمم المتحدة في الانتخابات طالما كان في إطار السيادة السورية، مؤكداً أن «أي شيء يتجاوز هذه السيادة مرفوض». وقال: "نستطيع القول إننا نرحب بأي دور للأمم المتحدة شرط أن يكون مرتبطاً بالسيادة السورية" .
وحول مفاوضات جنيف ومؤتمر سوتشي الذي تعتزم روسيا تنظيمه، قال: "الفارق الأساسي بين جنيف وسوتشي الذي نعمل عليه مع الأصدقاء الروس يستند أولاً إلى نوعية الأشخاص أو الجهات المشاركة فيه، في جنيف الأشخاص الذين نفاوضهم لا يعبرون عن الشعب السوري، ولا يعبرون ربما حتى عن أنفسهم في بعض الحالات، الجانب الآخر هو أننا في سوتشي وضعنا محاور واضحة لها علاقة بالدستور وما يأتي بعده من انتخابات وغيرها" .
وأشار إلى أن "الحرب على الإرهاب لم تنته بعد، وما زلنا نعيش الحرب ولكننا قطعنا خطوات مهمة فيها من خلال القضاء على المراكز الرئيسة لتنظيم داعش الإرهابي وهذا انتصار كبير".
واتهم فرنسا بأنها «كانت منذ البداية رأس الحربة في دعم الإرهاب في سوريا ويدها غارقة في الدماء السورية ولا يحق لها تقييم أي مؤتمر للسلام... من يدعم الإرهاب لا يحق له أن يتحدث عن السلام" .
ونقلت «وكالة الإعلام الروسية» عن روغوزين قوله بعد محادثات مع الأسد إن بلاده من دون غيرها ستساعد سورية في إعادة بناء منشآت الطاقة.
ونسبت وكالة «إنترفاكس» إلى روغوزين أيضاً القول إن روسيا وسوريا ستؤسسان شركة مشتركة لاستغلال احتياطات فوسفات سورية.
من جانب آخر قال إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي، إنه يعتقد أن الحملة العسكرية على تنظيم «داعش» في سوريا ستكتمل في (شباط)، عقب انتهاء قتال التنظيم المتشدد في العراق.
وقال ماكرون: "في التاسع من كانون الاول أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي نهاية الحرب وتحقيق النصر على داعش، وأعتقد أنه بحلول منتصف أو أواخر شباط سننتصر في الحرب بسوريا" .
وأضاف ماكرون في مقابلة مع القناة الثانية الفرنسية، إن بلاده تؤيد الآن إجراء محادثات سلام تشمل كل أطراف الصراع السوري، بما في ذلك الرئيس بشار الأسد، وتعهد بطرح مبادرات في أوائل العام المقبل.
ولم يوضح ماكرون كيف سترتبط أي اقتراحات فرنسية بالمفاوضات القائمة التي ترعاها الأمم المتحدة.
ورغم أن فرنسا داعمة رئيسية للمعارضة السورية، إلا أنها تسعى لنهج أكثر واقعية إزاء الصراع السوري منذ وصول ماكرون إلى السلطة، إذ تقول إن رحيل الأسد ليس شرطاً مسبقا للمحادثات. من جهة أخرى ذكرت الرئاسة الروسية، أمس الاثنين، بأن موسكو لا تملك معلومات بشأن احتجاز زعيم تنظيم (داعش) أبو بكر البغدادي في العراق ونقله إلى قاعدة أميركية في سوريا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميترى بيسكوف، حسبما أفادت قناة (روسيا اليوم) الإخبارية، إن موسكو لا تمتلك أي معلومات عن احتجاز البغدادي في العراق ونقله إلى قاعدة أميركية في محافظة الحسكة السورية.
وفي سياق أخر..وصف دميتري بيسكوف تقديم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) معلومات استخباراتية إلى الروس - لإحباط سلسلة عمليات إرهابية في مدينة سان بطرسبورغ الروسية - بأنه " التنسيق المثالي في مجال مكافحة الإرهاب"، مبينا أن المعلومات التي حصلت عليها موسكو من الولايات المتحدة أتاحت إنقاذ العديد من الأرواح،مؤكدا أن هذه الحالة كانت الأنجح في التعاون بين الدولتين في هذا المجال
وفي سياق قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إن الوجود الإيراني في سوريا "مستمر حتى إبادة كل المجموعات الإرهابية"، حسبما نقلت عنه وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء.
فقد وجدت إيران موطئ قدم لها في سوريا من بوابة ضرب الإرهاب المفتوحة، واليوم تؤكد طهران مجدداً استمرار وجودها حتى بعد القضاء على تنظيم "داعش"، الذي بات مسألة وقت.
فيما جددت المجموعات الإرهابية المسلحة، أمس الإثنين، خرقها لاتفاق منطقة تخفيف التوتر شمالي محافظة حمص باستهدافها المدنيين برصاص القنص في قرية كفرنان بالريف الشمالي.
وذكرت وكالة الأنباء السورية أن المجموعات المسلحة المنتشرة فى مزارع جنوب غرب مدينة الرستن التابعة لحمص استهدفت برصاص القنص المدنيين في قرية كفرنان، مشيرة إلى أن وحدات من الجيش ردت برمايات نارية على اتجاه القنص، ما أسفر عن وقوع إصابات مباشرة بين المسلحين . وكانت المجموعات المسلحة استهدفت ،أمس، منازل المدنيين بالقذائف في قريتي (المشرفة) و (جبورين)، ما تسبب بوقوع أضرار مادية في ممتلكات الأهالي .
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس الاثنين، أنه لا يوجد دليل على إخفاء سوريا أي جزء من الأسلحة الكيمياوية.
ونقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية عن وزارة الخارجية الروسية قولها إنه إذا كان هناك شك في إخفاء سوريا الأسلحة فإنه ينبغي اللجوء للتفتيش بدلاً من الاتهامات التي لا أساس لها.