عمار ساطع
يُلمّعُ سياسيون عندنا في العراق، في صورتهم قبل كل فترة تسبق الانتخابات النيابية، فترى بعضهم يلجأ لِنيلِ رضا المصوّتين، ويدغدغ آخرون مشاعر الجماهير باللجوء لغطاء الدين ليضربوا ضربتهم بنيل المزيد من الأصوات، ويروّج البعض لقوائمه بوضع صورة لأحد النجوم، ويقوم طرف رابع بالتوجه الى الرياضيين ليحصلوا على وجاهة وواجهة تمكنهم من الوصول الى مبتغاهم الخطير! أطراف سياسية عدّة من كُتَلٍ وأحزاب، تدعي بالرياضة والرياضيين لينالوا اهتمام المهتمين والمحبين في جانب مهم من جوانب الحياة، فالرياضة عند العراقيين تنام وتصحو معهم، بل إن الرياضة تُعدُ أبرز وسائل الارتباط الحقيقي والدعم الاجتماعي، مهما اختلفت الآراء تزداد أواصر الترابط فيها! اذكياء ساستنا، فهموا اللعبة الأقصر مسافة بينهم وبين الجماهير والأخطر على واقع البلد، فتجدهم يستقبلون رموزاً في مكاتبهم ويلتقطون الصور معهم ويذيعون تصريحاتهم التي أمتلأت بها وسائل التواصل والسوشيال ميديا وقنوات اكثرت في متابعة مثل هكذا ظاهرة، أبدع في إخراجها من هم يتمنون نيل إعجاب المحبين والمولعين بحب الرياضة والرياضيين! تخيلوا أن شخصيات برزت في عقود ماضية وأسماء لمعت في دُنيا الرياضة واعلام حققت الكثير للعراق في ملاعب المعمورة، قَبِلت على نفسها أن تدخل معترك السياسة حباً بالرياضة، وهي لا تدرك تماماً أنها أصبحت واجهة لمن دمر الرياضة وحطم مستقبلها بطريقة أو بأخرى! نعم.. سياسيون وهم كُثر اذاقوا الويل لرياضتنا طيلة 14 عاماً، ولعبوا بمشاعر الرياضة العراقية بأساليب ملتوية، همهم الأول كان مصلحتهم ووجاهتهم ومنافعهم على حساب الرياضة العراقية، التي لم ترَ حتى ابسط حقوقها من قوانين معطّلة وأنظمة لم تنفذ وبنود بقيت حبراً على ورق، وأبسطها الانتخابات والعائديات وتبعات الأندية والاولمبية والى غير ذلك! أجل أيها الإخوة أنهم السياسيون الذين يعودون بثوب البراءة والحس العالي باتجاه أهم الواجهات التي تشغل اكبر شرائح المجتمع.. فعلاً أنهم السياسيون الذين يلهثون اليوم خلف لاعبين سابقين وعدد من الذين ترددت اسماؤهم على ألسن الجماهير والمشجعين.. سياسيون من رؤساء أحزاب وتجمعات يتخفّون خلف ستائر عنوانها الكذب والافتراء والضحك على ذقون رياضيين أفذاذ من الذين اسعدوا الشعب في المحافل، وتأريخ الساسة لا يصل الى عُشر مما قدمته تلك الأسماء، دون أن أوردها هنا أو اطرحها عليكم، لأن من غير الانصاف أن أُقرن بين ساسة يكذبون ورياضيين باتوا ركناً من أركان رياضة الوطن! حقاً من الغبن أن يكون الرياضي أداة أو وسيلة تُنجِح مرشحين للعملية الانتخابات اللعينة، التي أساسها ترويج فضفاض ووعود ليس فيها أية نهاية سليمة ودقيقة تؤكد لنا أنها ستنتهي لِتُنعش البلد وتصل بنا الى ما وصلت إليه دول تقدمت وتفوقت واجتازت محطات عدّة! هنا أيها الإخوة.. اتحدى كائناَ من كان، أن يهتم بالرياضة وينقذها من مأزقها أو الورطة التي تعيشها في بلدنا، فلا أمان لهؤلاء الساسة من الذين كذبوا على أنفسهم قبل غيرهم، فلماذا نُصدقهم مرة رابعة.. صدقوني أيها الرياضيون لا تشوّهوا صورتكم مع من كذب، ولا تجعلوا أنفسكم في ورطة أنتم في غنى عنها، فوالله إن الرياضة لن تكون بخير مادامت المحاصصة موجودة ومادامت هناك أطرافا تهدّم وتدّعي البناء! نعم اتحدى كل الساسة، أن يجعلوا رياضياً واحداً من الذين كسبوهم في الترتيب الثاني من رأس تسلسل اسماء قوائمهم الترشيحية للانتخابات البرلمانية.. فلا رياضة أمينة مع من ادّعى كذباً مع روائع الرياضيين وروّادها وأبطالها!