محمد إبراهيم: حكومتنا وشعبنا وراء إقناع الفيفا بإنصاف كرتنا
نقف محايدين في أزمة الخليح.. والامتعاض من الهدايا غير مقبول!
ثلاثة أيام فقط كل ما تبقى على انطلاق مباراة منتخبنا الوطني مع شقيقه السعودي في ملعب مدينة البصرة الرياضية (جذع النخلة) وما تشكّله من مناسبة تأريخية يسعى خلالها مسؤولو الرياضة العراقية الى إنجاز مستلزماتها كاملة كمحطة جديدة في طريق الدفاع عن حق العراق برفع الحظر عنه بالتعاون بين وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم، وعلى الطرف الآخر يترقّب السعوديون فرصة زيارة البصرة ولقاء جماهيرها على أحرّ من الجمر، وقد جهّزوا حملة يرأسها كبار الإعلام الرياضي لتغطية الحدث عبر وسائلهم المكتوبة والمرئية والمسموعة، ذلك ما ذكره محمد إبراهيم المنسق العام لاتحاد الكرة العراقي في السعودية، مشيراً إلى أن الإعلاميين السعوديين مهتمون جداً بالزيارة، وتضاعف عددهم إلى 54 إعلامياً بفعل الرغبة المتزايدة لنقل التفاعل من البصرة مع توقع زيادة العدد كلما اقترب موعد المباراة، حيث سأرافق وفدهم قبل المباراة بيوم واحد، وعَلِمنا أن وزارة الشباب أعدّت برنامجاً حافلاً للقاء الإعلاميين السعوديين مع زملائهم العراقيين للتباحث وتبادل وجهات النظر والخبرات وهو أول ثمار البروتوكول في ما يخص الجانب الإعلامي.
وأوضح إبراهيم في اتصال مع (المدى) من مدينة الدمام: كنا نتمنى أن يحضر الجمهور السعودي الى ملعب (جذع النخلة) بعد الانفتاح السياسي وإنشاء المجلس التنسيقي بين البلدين الذي يدرس فتح خطوط الطيران أمام أجوائهما وتسهيل إصدار تأشيرات الزيارة وفتح المنافذ الحدودية وغيرها من الأمور التي لم تزل قيد التفعيل، وحتى الآن لم تحدد آلية زيارة الشعبين للبلدين، لهذا يتعذّر على الجمهور السعودي المجيء لأنه سيواجه صعوبات حالياً تحول دون تمكّنه من متابعة المباراة في الملعب، ومع ذلك الأمور سائرة في الاتجاه الصحيح وسيتواجد مستقبلاً في الملاعب العراقية.
تنسيق عالٍ
وأشار إلى أن مباراة البصرة ستنظم من قبل اتحاد كرة القدم، فيما المسائل اللوجستية مثل تكريم المنتخب السعودي لوصوله الى مونديال روسيا في حزيران المقبل، مناطة بوزارة الشباب والرياضة التي ستكون داعمة للمباراة، وشخصياً اتواصل مباشرة مع الوزير عبد الحسين عبطان وعبد الخالق مسعود وبعض موظفي الوزارة والاتحاد لتسهيل الأمور، والتنسيق بدرجة عالية من الدقة المعلوماتية لضبط المواعيد وتأمين سكن البعثة، ونحاول تذليل بعض الأمور عندما تتقاطع مع رأي أو عمل أو برنامج، والحمد لله كل شيء يسير وفق ما أتفق عليه الجانبان، وسيكون هناك حضور لافت لشخصيات كبيرة من لاعبي السعودية القدامى، إضافة إلى ممثلي جميع الصحف والقناة الرياضية السعودية وmbc، والعربية.
ثقل إقليمي
وعرّج منسق اتحاد الكرة إلى أن المباراة تشكل أولى مهام حصد ثمار التعاون الرياضي، وأن السعودية أول دولة خليجية كبيرة تسهم في كسر الحظر من أرض العراق، ولمسؤولي رياضتها ثقلهم الإقليمي والدولي المؤثر والحيوي لاسيما في قضية مثل الحظر، وستكون انعكاسات الزيارة إيجابية جداً ولا تقلل من تأثير دول اخرى تخطو ذات التوجه نحو العراق، لكن لكل منها طابعها وحجم عملها الستراتيجي مع الاتحادات القارية والعالمية، وبالنسبة لوزارة الشباب والرياضة تمثل هذه الزيارة مكسباً كبيراً يضاف الى خبراتها في تنظيم المباريات الدولية وسط مراقبة الاتحادين الفيفا والآسيوي، وأنها تطوّر الكوادر التنظيمية سواء في الوزارة أم الاتحاد وهذا ما نحتاجه مستقبلاً.
غياب المحترفين
وبشأن مدى تأثير غياب عدد كبير من اللاعبين المحترفين في صفوف المنتخبين على المستوى الفني للمباراة قال: سيكون التأثير نسبياً، كون المباراة مكرّسة لتكريم لاعبي الأخضر وبرغم اعتمادها كمباراة رسمية، إلا أنها ليست ضمن (الفيفا دي)، لذا فإنها لا تلزم الأندية السعودية وغيرها إرسال لاعبيها المحترفين لتمثيل المنتخبين، لاسيما أن هناك تسعة لاعبين سعوديين في إسبانيا يمثلون المنتخب الأول لن يلتحقوا به في البصرة، وثمّة أمر آخر، أن دوري المحترفين هنا لن يتوقف، مما حرم منتخبنا من خدمات أحمد ابراهيم، لأنه من الصعب عليه تأدية مباراة الأربعاء ثم يعاود الدفاع عن الاتفاق أمام الهلال بطل الدوري بعد 48 ساعة، علماً أن فريقه مهدّد بالهبوط، وأمر طبيعي أن لا يسمح الملاك التدريبي بمشاركته، برغم صعوبة اللقاء إذ أن 11 لاعباً سعودياً سبق وأن شاركوا في تصفيات كأس العالم المقبلة، سيتواجدون في البصرة وسط حضور جماهيري كثيف ما يشكل ضغطاً على لاعبينا بكل تأكيد.
أزمة الخليج
وعن تباين ردود أفعال بعض النقاد السعوديين تجاه زيارة الوفد القطري الى بغداد يوم 15 شباط الحالي، للمساهمة في رفع الحظر عن العراق قال: اعتقد أن الشارع الرياضي العراقي والمسؤولين في الوزارة أو اتحاد الكرة أو الإعلاميين، يجب أن يعوا نقطة مهمة جداً أننا لسنا جزءاً من المشكلة الحاصلة بين قطر والسعودية، وما يهمّنا هو قربنا من البلدين، وليس تصريح هذا الطرف أو ذاك حتى لو أتى فيهما ذكر قضية الحظر عن العراق لكوننا محايدين ونقف على مسافة واحدة بينهما، وإذا لم نلعب اليوم دور حمامة السلام بين السعوديين والقطريين لعدم صحّة الأجواء الخليجية المحيطة بالأزمة، فمن الممكن أن تتوفر هذه الفرصة في المستقبل كي نسهم في حلّها.
حق الحكومة والشعب
ونبّه إبراهيم من أنه مع شكرنا وتقديرنا للجهد العربي في المساهمة برفع الحظر إذا ما أتخذ الفيفا قراره في اجتماع كولومبيا 17 آذار المقبل، فلا يجوز أن نبخِس حقّنا بأن العراق حكومة وشعباً، وراء إقناع الاتحاد الدولي بحتمية إنصاف كرتنا بعدما بذلنا جهوداً كبيرة من أجل بناء المنشآت والذهاب الى سويسرا والبحرين للقاء رئيسي الاتحادين الدولي والقاري لعرض قضيتنا وأوراقنا وحقائق كرتنا بشفافية، وعندما نقول إننا نحتاج الى دعم الدول لا يعني عدم قدرتنا على عمل شيء لقضيتنا، بل نريد تتويج جهود الحكومة والوزارة والاتحاد في نهاية الأمر. لافتاً الى أن الدعم السعودي للعراق تزامن مع متغيّرات كبيرة شهدتها المملكة في الأشهر الثلاثة الأخيرة، بقرارات رياضية إصلاحية تأريخية على المستوى المحلي، ودورها الفاعل والقوي قارياً وعالمياً، فضلأً عن التقارب السياسي بين البلدين وتوقيع البروتوكول الوزاري الشبابي الرياضي، كل تلك المعطيات اجتمعت وأعطت نتائج إيجابية بأن السعودية ستكون مفتاحاً حقيقياً لرفع الحظر عن العراق قريباً جداً.
هدايا رمزية
ويرى إبراهيم أن الامتعاض الذي أبداه أحد مسؤولي اتحاد الكرة بخصوص محدودية الصلاحيات المالية لرئيس الاتحاد ووزير الشباب والرياضة ووقوفها عائقاً أمام عدم شراء هدايا تليق بالوفد السعودي، هو امتعاض غير مقبول بالمرة، لأنه لا يهم الشارع الرياضي، كما لا يجوز إظهاره خارج الاجتماع التداولي للاتحاد أو الوزارة وكأنه مشكلة كبيرة، فالجمهور العراقي يترقّب نجاح المباراة والضيافة العربية اللائقة بمكانة العراق وأهمية المناسبة، ثم أن الهدايا عادة ما تكون رمزية ومعنوية، تعكس تقاليد وحضارة البلد، وعندما ذهب وفدنا الرسمي لتوقيع بروتوكول شبابي رياضي مع الإخوة في المملكة، وزّعَوا هدايا رمزية في علب جميلة، وكانت قيمتها المعبّرة عن الود والإخاء بين أبناء البلدين أغلى من كل شيء.
لقاء الوطن
واختتم محمد براهيم حديثه معبّراً عن مشاعره بعد فراقه العراق قرابة 21 عاماً قائلاً:"لم أزر بلدي إلاّ ليلة واحدة عام 2015 لظرف خاص، وحقيقة لا استطيع وصف شعوري وأنا أرافق منتخباً خليجياً عربياَ يزور العراق لأول مرة في مناسبة تاريخية للمساهمة في رفع الحظر الدولي، وسأترك ردة الفعل حتى ساعة وصولنا البصرة الحبيبة التي جاء حديثنا اليوم عن مباراتها المهمة لإرسال رسائل ودية وليست نقدية لكل من أشرنا إليهم، آملين حُسن الظن دائماً بالكلمة والموقف.