TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مجرد كلام: بالأرقام

مجرد كلام: بالأرقام

نشر في: 24 فبراير, 2018: 08:08 م

مع بداية عام 2018 ، لخص الرئيس الصيني (شي جين بينغ) لشعبه حصاد الإصلاح الذي بدأ في بلده منذ 40 عاماً، وبالأرقام فأعطاهم قيمة الناتج المحلي وماتحقق من فرص تأمين طبي وفرص حماية للمسنين بالأرقام أيضاً، كما ذكر أعداد المنازل التي تمّ توطين الفقراء فيها وعدد المشاريع التي أسهمت في تطور الصين وازدهارها، فضلاً عن أرقام أخرى عديدة.. يُقال أن الرؤساء المحترمين يتحدثون بالأرقام، لأنَّ الأرقام لا تكذب وهو مافعله الرئيس الصيني، فهل نتحدث قليلاً عن أرقامنا نحن؟..
لو تناولنا أحد المسؤولين لدينا إنموذجاً، يمكننا مثلاً، أن نتحدث عن عدد أفراد حمايته الذي يرعب من يفكر يوماً في التعرض له ولن نذكر طبعاً الأسماء الفضائية التي يتسلّم المسؤول رواتبهم بدلاً منهم، كما لن نذكر عدد قطع السلاح التي يتسلمها المسؤول بالنيابة عنهم فكلها أرقامٌ مرعبة..
يمكن أن تكون الأرقام لدينا مدعاة للسخرية أيضاً، فعندما قرر رئيس الوزراء حضور مؤتمر إعمار العراق في الكويت، ضم الوفد المرافق له 143 مسؤولاً من الرئاسات الثلاث والوزارات والمحافظات والهيئات والمنظمات، وبينما يصرح المسؤولون الدوليون بصعوبة حصول العراق على المبلغ الذي يحتاجه لإعمار المدن المهدّمة لارتباطه بالفساد، يترتب على العبادي مهمة كشف ذمة مرافقيه لإثبات عدم ارتباطهم بالفساد وهي مهمة عسيرة حتماً، خاصة إذا كان اثبات ذلك يتطلب ذكر الأرقام التي لاتكذب !!
وهنالك أرقام تتسبب بخلافات مثيرة للسخرية والجدل أيضاً، ففي محافظة ديالى، دبَّ خلاف كبير بين عدد من المرشحين للانتخابات حول أرقام تسلسلهم في القوائم الانتخابية، وانتهى ذلك باشتباكات بالأيدي وإطلاق رصاص، وهذا مؤشر كبير يمنحنا صورة واضحة عن مستوى الانتخابات المقبلة، فإذا كان المرشحون يتقاتلون من أجل رقم في قائمة فكيف سيكون الحال إذن حين (يمتلكون) مقاعد السلطة ويصبح الالتصاق بها مهمتهم الأولى والانتفاع منها مهمتهم الثانية..
للأرقام في بلدي دورٌ مهم منذ أن ارتبطت بمليارات الدولارات التي تسربت من ثروة العراق وبصفقات الفساد التي ترتب عليها ذلك، وبعدد الرجال الذين تساقطوا في الحروب وماتبعها من عنف وأحداث ساخنة، ولأننا اعتدنا على كذب المسؤولين وفسادهم، فلا نتوقع أن نحظى بأرقام صادقة أو نأمل مجيء يوم يطلعنا فيه المسؤولون على حصاد إصلاحهم أو مشاريعهم العملاقة في البلد.. وبالأرقام..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram