TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: دروس الخير

العمود الثامن: دروس الخير

نشر في: 25 فبراير, 2018: 08:22 م

أرجوك أن تفرح ولو للحظات برغم الصدمة التي تعرّضتَ لها وأنت تستمع إلى النائب علي العلاق يخبرك أنّ المالكي والعبادي مثل نهر دجلة والفرات سيلتقيان في نهاية الانتخابات بمصبّ واحد هو حزب الدعوة!! وطمأنك قيادي آخر في حزب الدعوة أنّ دولة القانون وائتلاف النصر هما وجهان لعملة واحدة هي حزب الدعوة الذي يسعى للحصول على الأغلبية النيابية. الخبر المفرح بعد هذا الخبر المثير هو: قاعة " الإمبريالي " سركيس كولبنكيان للفنون التشكيلية التي افتتحت عام 1961 سيتم تحويلها الى مول تجاري كبير في محاولة للتشجيع على الاستثمار.
ثمة أمور في الحياة هدفها سامٍ، ويبقى أثرها عبر التاريخ، ومنها المشاريع التي تبرّع ببنائها كولبنكيان في العراق رغم انه كان يحصل على 5 بالمئة من ارباح مبيعات النفط العراقي.. هل تصح المقارنة مع مسؤولين " شفطوا " الارباح مع راس المال!!
من على شاشات التلفاز شاهدتُ قبل أيام سيدة أعمال مصرية تبرعت بمبالغ مالية ضخمة لبناء أضخم مستشفى في الشرق الأوسط لمعالجة الحروق بالمجان، وقبلها كنتُ أستمع الى رجل أعمال مصري هو نجيب سايروس، تبرع بـ3 مليارات جنيه، لتطوير عدد من المناطق العشوائية والفقيرة، فيما الأخبار الواردة من عاصمة الكفر والإلحاد واشنطن تقول إن الملياردير الأمريكي وارن بافيت ماضٍ في التبرع بكامل ثروته البالغة 65 مليار دولار الى المؤسسات الخيرية التي تعنى بتطوير التعليم والصحة.. وهي بالتأكيد نسخة طبق الأصل من اعمال مليارديريينا الجدد الخيرية الذين استطاعوا بنجاح منقطع النظير تحويل ثروات البلاد الى جيوبهم الخاصة.
أما إذا كنتَ تبحث عن أعمال الخير في بلاد الرافدين..إليك هذا الخبر الذي نشرته إحدى الوكالات عن معاناة الكثير من المواطنين من ارتفاع الاسعار في مستشفى الكفيل وهو مستشفى تابع الى " العتبة العباسية المقدسة ". ولأنني اعتقدتُ أن الخبر مفبرك فقد ذهبتُ للبحث عن اخبار المستشفى في موقع اليوتيوب فاستمعتُ الى أحد المسؤولين عن الإدارة يخبرنا أنّ ارتفاع الأسعار يعود الى أن المستشفى يستعين بخبرات طبية أجنبية.. ممتاز جداً.. ولكن ماذا عن أعمال الخير ياسيدي؟ وهل هناك عمل أسمى واعظم أجراً عند الله من معالجة مريض وإنقاذه من دون مقابل.
ربما سيسخر البعض مني ويقول يارجل نحن العراقيين نعرف جيداً غرض هذه السيدة المصرية من بناء مستشفى للعلاج بالمجان ، إنها بالتاكيد مجرد رشوة انتخابية فهي تحلم في أن تصبح مثل سياسيينا، الذين لا يعرفون الطريق إلى الناس إلّا أيام الانتخابات!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram