وأنت تتابع خطب وأحاديث مرشحي الانتخابات، ومشروع صاحب مصرف الهدى لإقامة الدولة المدنية، وإصرار الحزب الإسلامي فرع الإخوان المسلمين في العراق لإستبدال ثيابه وارتداء " البدلة المدنية "، وقبلهما مشروع دولة القانون لإقامة حكومة الأغلبية.. من حقك أن تسأل عن ماذا سيتغير؟
هل انفتح المجال العام أمام إقامة دولة المؤسسات؟ هل سيسهم إستدعاء عبارات مثل " عابرة للطائفية " و" دولة المواطنة "، في إزاحة منظومة الخراب والفساد الجاثمة على صدور العراقيين؟.
كنت قد كتبتُ في هذا المكان أكثر من مرة إن انتخابات لاتزيح الأحزاب الفاسدة التي أوغلت في النهب والخراب والقتل لايمكن أن نطلق عليها اسم انتخابات نزيهة، وأن انتخابات يعاد فيها تدوير نفس الوجوه وبعناوين جديدة، لايمكن أن يعطي أملاً في المستقبل.
على الناخب أن يطمئن قبل أن يمنح صوته إنه لن يعيش الحياة التي عاشها خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية، وأن لايقترف جريمة انتخاب " جماعتنا "، وإذا ما ذهب إلى صناديق الانتخابات ألا يُرضي الطائفة والمذهب والعشيرة، وإنما يضع رضا الوطن أولاً وأخيراً. السياسي يضحك على الناخب والناخب يضحي بمستقبل بلاده وفي النهاية سنجد أمامنا نفس الوجوه التي سرقت أحلام المواطن وأمنه وثرواته.. لقد سئمنا الإستماع إلى ساسة لا يقولون الحقيقة في كل تصرفاتهم وخطبهم، وسئمنا أرقام الموت والتهجير والنهب.
منذ سنوات نرصد حالة الكثير من المشتغلين بحقل السياسة، فنجد أن الكثير منهم يدخل الحزب الفلاني، أو يصبح عضواً ناشطاً في ائتلاف سياسي، ليس بهدف ممارسة العمل السياسي، وإنما لرعاية مصالحه الخاصة، والبحث عن غطاء يؤمّن له المنصب والامتيازات.
ماتزال الأحزاب الدينية تعتقد إن عباس البياتي عملة نادرة لايمكن الإستغناء عنها، ولكن يمكن الإستغناء عن امرأة تريد ان تخدم محافظتها..فقد نقلت الينا الأنباء أن اللجنة المسؤولة عن تسجيل قوائم المرشحين في قائمة سائرون اعتذرت عن تسجيل اسم الناشطة المدنية هيفاء الأمين في قائمة المرشحين بحجة أن الحزب الشيوعي نفسه لم يرسل اسمها منذ البداية.
وتتذكرون ان هيفاء الأمين حصلت على اكثر من 12000 صوت في الانتخابات البرلمانية السابقة، لكنها لم تستطع الدخول الى البرلمان لأنه محجوزلعالية نصيف التي جلست على كرسي النيابة بـ 3000 صوت لا غير.
التغيير ليس صناديق انتخابات فقط، بقدر ما هو تفكيك أحزاب الخراب والفساد التي ترى في كرسي مجلس النواب حقاً شرعياً، وهذا لن يتم بمجرد إعادة صبغ الواجهات بشعارات مدنية، بينما يبقى العفن يحتل أركان البلاد.
"فوبيا" هيفاء الأمين
[post-views]
نشر في: 26 فبراير, 2018: 08:19 م
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...