TOP

جريدة المدى > عام > وجهة نظر: عمر التعليم

وجهة نظر: عمر التعليم

نشر في: 27 فبراير, 2018: 06:48 م

د. صالح الصحن

سؤال في غاية الأهمية...... أين موقف التخطيط من معضلة خروج أساتذة أكفاء من كلياتهم بسبب تقاعد السن القانوني 65...  أكفاء بمعنى الكلمة علماً وفكراً وخبرة وحرفة ومهنة واستيفاء لكل عناصر العطاء الابداعي المتجدد ..يخرجون من الوظيفة  دون تمديد مدة خدماتهم كي نستفيد من كفاءتهم .. يخرجون دون تعويضهم بأساتذة تعيين جديد أو بطريقة المناقلة من كليات وأقسام أخرى ...يخرجون ويتصاعد النقص الحاصل بالكادر التدريسي .. ولماذا يتوقف قانون تعيين أساتذة تدريسيين جدد ؟ومما يزيد الأمر تعقيداً إن نسب قبول الطلبة الجدد تتزايد بحيث لم يعد نظام توزيع الاساتذة على عدد الطلبة مكتفياً بذاته . وإذا ما استمرت السنوات بالاستمرار سنجد بعد عدة سنوات الكثير من الحصص الشاغرة بسبب نقص عدد الاساتذة ... هذه التساؤلات قد تشمل عددا ليس بالقليل من الكليات والاختصاصات المتعددة والمختلفة علمية وإنسانية ، ولكن ألم تدرك منظومة التخطيط إن المشكلة بحاجة الى نظام تخطيط مبرمج يأخذ بعين الاهتمام مستوى الكفاءات كماً ونوعاً ومستوى الحاجة إليها  اختصاصات كبيرة في الطب والهندسة والعلوم والمعرفة والفكر والفلسفة والفن والجمال اختصاصات بأسماء وعناوين وخبرات يشهد لها العالم .. ولو نتحدث مثلاً الى اختصاص الفنون فان ذات المشكلة تنطبق دون أدنى شك .. ولهذا يمكن التساؤل .. إذا كان الاستاذ المتقاعد مخرجاً سينمائياً قديراً أو مصوراً بارعاً او رساماً كبيراً أو موسيقياً عبقرياً أو نحاتاً عملاقاً او ممثلاً نجماً كبيراً .. أين سيذهب هؤلاء بعد تقاعدهم وهم القادرون على التواصل والاستمرار وتجديد العطاء وهم ممن يتمتعون بصحة جيدة ورغبة عالية في استمرار الخدمة قد لا نقصد من لا رغبة له بالاستمرار او من لا تساعد صحته على التواصل .. ولكن .. سؤال وسؤال وسؤال كيف نضع خطة تعليم محكمة تعمل على إدامة العمل التعليمي بمستوى راق دون أدنى  خسائر......وهل إن الإصرار على عدم الحاجة اليهم يساعد على انخراطهم بالكليات الأهلية التي لم تتوقف بالظهور يومياً بأسماء جديدة واختصاصات متعددة .. فيما ستضطر بعض الاقسام في الدراسات العليا الى التوقف لعدم وجود ألقاب علمية  متقدمة يحق لها التدريس والإشراف والمناقشة .. وسيبقى السؤال قائماً إن لم نجد هناك تخطيطاً علمياً عالي الكفاءة والتوازن في مراقبة وتحديث الخارطة التعليمية الأولية والعليا بما يساعد على التألق العلمي وضمان مستوى الجودة وتحقيق الغايات والأهداف المرجوة،  فان مستويات التدني العلمي بحثياً وتطبيقياً قد بانت وظهرت في اﻻفق بل باتت تستشري في أروقة الجمود والمراوحة والتراجع بفعل الحساسية السلبية التي تمارسها بعض الإدارات  في التعامل مع الاستاذ ، الخبير ، المتمرس ، المحترف ، الرائد ، المؤسس ، المبدع ، المبتكر ، المخترع ، الكفوء ....... وتحت مسوغات انتفاء الحاجة وغيرها من المبررات ... ونحن في دعوتنا هذه لا نرغب بعدم التجديد ولن نتمسك بالقديم ولن ندعو الى حرمان الأجيال الجديدة  من الشباب أن تتبوأ حقها الشرعي في الحياة والمواقع المتقدمة علمياً ومعرفياً ولكن ندعو أيضاً الى ضرورة تفاعل الأجيال المختلفة وانسجامها في حقول المعرفة والميادين التطبيقية بما يعزز من قيمة المستوى في الاداء للصالح العام ........وأخيراً   كحالة استثنائية تتطلبها الحاجة والضرورة التعليمية ، نطالب بتمديد مدة العمر القانوني 65 الى أكثر من ذلك وبقانون تتوافق فيه الرغبة العامة مع الخاصة وأجواء انسانية علمية تربوية مهنية فنية واعية وعاشقة للتعليم العالي والعالي جدا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البنك الدولي: 53 مليار دولار تكلفة إعمار غزة خلال 10 سنوات

ارتفاع أسعار صرف الدولار في الأسواق المحلية

منتخب الشباب يتأهل إلى ربع نهائي كأس آسيا

إيران: أي استهداف للمنشآت النووية يعني اشتعال المنطقة بأكملها

3 مباريات جديدة في دوري نجوم العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد:أريش فولفغانغ كورنغولد

صورة سيفو في مرآة الوهايبي

"مُخْتَارَات": <اَلْعِمَارَةُ عِنْدَ "اَلْآخَرِ": تَصْمِيمًا وَتَعْبِيرًا > "لِوِيسْ بَاراغَانْ"

"حماس بوينس آيرس" أول مجموعة شعرية لبورخس

علي عيسى.. قناص اللحظات الإبداعية الهاربة

مقالات ذات صلة

بورخيس،هايزنبرغ وإيمانويل كانت
عام

بورخيس،هايزنبرغ وإيمانويل كانت

أدار الحوار: مارسيلو غلايسر* ترجمة: لطفية الدليمي ما حدودُ قدرتنا المتاحة على فهم العالم؟ هل أنّ أحلامنا ببلوغ معرفة كاملة للواقع تُعدُّ واقعية أمّ أنّ هناك حدوداً قصوى نهائية لما يمكننا بلوغه؟ يتخيّلُ مؤلّف...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram