احمد ثامر جهادأقيم على قاعة النشاط المدرسي بمدينة الناصرية المعرض الشخصي الأول للفنان حسون الشنون والذي ضم 36 لوحة تناولت مواضيع عدة.المعرض الذي استمر ليومي10-11 نيسان الجاري وحضرته نخبة من فناني ومثقفي مدينة الناصرية
قدم صورا مختلفة من الحياة اليومية اختزنتها ذاكرة الفنان وأثرت في وجدانه ورؤيته الفنية.يقول الشنون"يمثل هذا المعرض مرحلة مهمة في مشروعي الفني كونه المعرض الشخصي الأول بعد سنوات من العمل المضني،بالإضافة إلى كون معظم الأعمال المعروضة فيه تطرح تصورا فنيا يحاكي الذاكرة والمدينة والطفولة،ويفتش عن القيم الجمالية وراء ما اعتدنا رؤيته في واقعنا".حول السبب في اختيار اسم المعرض الموسوم (شنونيات) أوضح الشنون"بالنسبة لي هذه المفردة لها خصوصيتها،ذلك أني استعملتها طوال حياتي الفنية للتعبير عن اهتمامي الدقيق في تفاصيل اللوحة خاصة البورتريه،حيث اجعل من اللوحة وسيلة فنية مقنعة للذين أخاطبهم وأشاركهم أحاسيسي ورؤيتي"وتابع الشنون"إن هذا المعرض الذي تزامنت إقامته مع الذكرى السنوية لرحيل ولدي الرسام علي حسون هو جهد متواضع أقدمه كجزء من وفائي لابني الذي اختطفه القدر على حين غفلة" وحول هذا المعرض ذكر رئيس جمعية التشكيليين العراقيين في محافظة ذي قار الفنان محمد سوادي"بشغف كبير وحساسية عالية يخط الفنان حسون الشنون ألوانه خلسة على متن سطوحه البصرية كأنه يرسم بالكلمات تارة وبحدسه تارة أخرى"ويضيف"في معظم لوحاته كان الفنان مقتصدا في استخداماته اللونية،حيث حلت الخطوط الخفيفة والرشيقة محل الخطوط الكلاسيكية الصارمة والحادة، مستبدلا الكتلة الجامدة بالانفعال الإنساني،فيقيم بذلك نوعا من الحوار البصري مع المتلقي"في حين قال الكاتب والمخرج المسرحي عبد الحسين ماهود"في هذا المعرض ثمة حزن واضح يتسيد فضاء معظم اللوحات التشكيلية ويشير بقوة إلى جزء حساس من أزمة الفنان نفسه الذي فجع منذ سنوات بوفاة ابنه مبكرا".وأضاف ماهود"لقد كان الفنان وفيا في أعماله لبيئته الجنوبية الأصلية وللقيم الاجتماعية الشائعة والتي انعكست ملامحها بشكل جميل في اغلب لوحات المعرض،من هنا يمكنني القول ان الشنون استطاع أن يتوج تجربته الفنية من خلال هذا المعرض الذي زادته تألقا روح الألفة والمودة التي سادت بين متلقيه".في حين ذكر الناقد علي شبيب"في هذا المعرض نلمس قدرة الفنان على ابتكار أساليب جديدة على مستوى الشكل والمضمون ضمن محاولة جادة لاختيار تكنيك جديد ومؤثر تجسدت ملامحه في عدد من لوحات المعرض التي عملت مجتمعة على تحريض ذاكرتنا الثقافية والفنية"هذا وتثبت مدينة الناصرية مع كل فعالية فنية وثقافية جديدة انها ما زالت قادرة على العطاء رغم عديد الصعوبات التي تعاني منها،لاسيما افتقادها الكثير من مستلزمات ديمومة الأنشطة الفنية كصالات العرض والقاعات الفنية الملائمة والدعم المادي.جدير بالذكر ان الفنان حسون الشنون من مواليد الناصرية 1954،وحاصل على بكالوريوس تربية فنية،وعضو هيئة إدارية في نقابة فناني ذي قار وجمعية التشكيليين العراقيين وله عدد من المشاركات في معارض فنية مختلفة.