TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: حذارِ من ارتكاب هذه الجريمة

شناشيل: حذارِ من ارتكاب هذه الجريمة

نشر في: 27 فبراير, 2018: 08:29 م

adnan.h@almadapaper.net

لماذا يجب ويتعيّن، ولابدّ ولا مناص من، منع المشمولين بقانون العفو العام (رقم 27 لسنة 2016) وتعديلاته من الترشّح إلى الانتخابات، برلمانية كانت أم محلية؟
ينبغي أن نعرف أولاً كيف صدر هذا القانون الذي لا مثيل له في العالم من حيث طبيعة الجرائم الخطيرة التي هو يعفو مرتكبيها من العقاب المتوجّب في حقّهم .. مجلس النواب لم يشرّع القانون ،لأنّ عشرات الآلاف من الناس قد تقدّموا إليه بالعرائض أو نزلوا إلى الشوارع والساحات في تظاهرات صاخبة طوّقت مبنى المجلس ومقرّ الحكومة كتلك التي حصلت في العام ذاته وفي العام الذي سبقه مطالبةً بتحقيق تعهّدات المجلس والحكومة بالإصلاح السياسي ومكافحة الفساد الإداري والمالي وتوفير الخدمات العامة. القانون كان من نتاج اجتماعات مُغلقة في المنطقة الخضراء، المعروفة شعبياً بالغبراء، بين قادة الكتل المتنفّذه في السلطة منذ 2003 ومساعديهم.
الاجتماعات تلك توافقت فيها إرادات كتل (شيعية في الغالب) لديها فاسدون كثيرون تلاحقهم هيئة النزاهة والقضاء، أو يُحاكمون أو صدرت في حقّهم أحكام عن فسادهم، وكتل (سنّية في الغالب) لديها إرهابيون يلاحقهم جهاز الادعاء العام (إنْ كان له وجود ..! أعني الوجود الفاعل) أو يُحاكَمون أو قد حُكِم عليهم بالفعل عن ضلوعهم في الإرهاب مباشرة، أو مداورة بالتمويل أو التحريض أو التخطيط أو بتقديم الدعم اللوجستي.
ما توافقتْ عليه اجتماعات المنطقة الخضراء (الغبراء)، أنْ يسِنَّ مجلس النواب الذي هو مجلس الكتل المتنفّذة بالأغلبيّة الساحقة، قانوناً للعفو عن الفاسدين (الشيعة في الغالب) وعن الإرهابيين (السُنّة في الغالب) .. التوافق والقانون الناجم عنه لم يكونا لوجه الله أو كرمى لعيون الشعب العراقي، فكبار الفاسدين وكبار الإرهابيين، بل حتى صغارهم، هم من عناصر هذه الكتل المتنفذة، وبعضهم من قياداتها العليا، وعمليات الفساد والإرهاب المحكومون عنها أو المتّهمون بها كانت جميعاً مُسَخّرة لخدمة مصالح هذه الكتل.
لهذه الوقائع والحيثيات والأسباب يتعيّن ويجب أن يُمنع المحكومون في قضايا الفساد والإرهاب منعاً باتّاً من الترشّح الى الانتخاب حتى لو كانوا مشمولين بأحكام قانون العفو العام، فالنيابة خدمة عامة من الصنف الممتاز للغاية، وهذه لا يؤديها على النحو الصحيح والسليم إلّا مَنْ كان نظيفاً تماماً من كل جناية وجنحة، وبخاصة المخلّة بالشرف، وجرائم الفساد والإرهاب في مقدّم الجرائم المخلّة بالشرف التي تحظر القوانين العراقية توظيف مرتكبيها في أجهزة الدولة، حتى في الوظائف الدنيا.
السماح للإرهابيين والفاسدين بالترشُّح إلى الانتخابات، وبالتالي تولّي مناصب سيادية، جريمة كبرى اجتماعية ووطنية.. إنه يعيد الاعتبار للفساد والإرهاب وللفاسدين والإرهابيين، بل هو يشجّع على المزيد من الفساد والإرهاب ويدمّر كلّ جهد لمكافحتهما ... أم إنني على خطأ وضلال؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram