متابعة: المدى
كان واضحاً بما جاء به، صريحاً أمام نفسه، وقف أمام مرآته ليعكس الصورة الحقيقة لعمقه، لم يُخادع أحد في بثّ أنينه، ولم يغشّ ذاته، بل على العكس قالها " لم أُقدم صورة الحزن، بلّ اخترت صورة الحياة فهي تستحق أن تقدم بالفعل" المصور الفوتوغرافي سمير مزبان، بعد سنوات طويلة في غربته قُضيت بين مدّ الحضور الى العراق وجَزِر الغياب الطويل، حتى الغياب الأخير الذي دام خمس سنواتٍ مُتتالية، ليعود اليوم إلى العراق مؤكداً إنه سيستمر في بقائه حتى منتصف كانون الأول 2018....
أقام مزبان معرضه الذي حمل عنوان " الفرح للجميع " صباح يوم الجمعة الفائت على قاعة نقابة الصحفيين في مبنى القُشلة في شارع المتنبي ، المعرض تضمن أكثر من 50 صورة، تحدثت عن ثقافات مختلفة من أدبيات الشعوب الاخرى، كالرقصات، والمُدن والتراث وأزياء الشعوب، بلقطات وحركات لا يُصدّق أن تكون مأخوذة بعدسة كاميرا، ففي الواقع لا يُمكن أن نصدق سوى أنها لوحات مرسومة...
حين تساءلت ألا يوجد صورة بتقنية الظل والضوء أجاب مزبان قائلاً " بالطبع لاتوجد، فأنا أحاول اقتناص الفرح والسعادة والبسمة، وصخب الجمال وروحه المرحة من خلال ما أقدمه من أعمال لهذا أنا بعيد كليّاً عن تقنية الظل والضوء في معرضي هذا." مؤكداً " سيكون لي معرض ولكن في وقت آخر وقريب ايضاً هنا في بغداد وسأقدم العديد من الصور التي التقطت بتقنية الظل والضوء."
قد يكون من الغريب أن نجدّ فناناً مغترباً لا "يولول" ويطلق الآهات والويلات، ويئن ندماً عن غيابه، وينقل الواقع التعس للبلاد من خلال فنه، في الواقع أثار تعامل سمير مزبان مع الغربة اعجابي، واحترامي ذلك انه لم يستغل قضية الغربة لكسب عطف الآخرين، ولم يُظهر أن " المغترب يقع تحت وطأة الظلم" بل نقل الصورة الصادقة عن الاغتراب، أو بمعنى أصح السُكنى في حضن أوطانٍ أخرى، استطاعت أن تمنحنا ما عجز عن منحه الوطن....
قال مزبان " أنا لا أعكس الألم والخيبات في أعمالي لأني أجد أن من مهمة الفنان نقل صورة الجمال أينما وجدت، فكما عملت علىى نقل صورة جميلة دافئة عن مدينتي الى البلاد الاخرى التي سكنتها، ها أنا وبعد 5 سنوات متواصلة من غيابي اعمل على نقل الصورة الاجمل للبلدان التي زرتها وسكنتها وصورتها، من خلال التقاط الصور الاجمل لواقعها."
وأكد مزبان " أنا سأقدم معارض كثيرة في العراق من خلال بقائي الذي سيكون طويلاً نسبياً هذه المرة، اضافة الى إني سأستمر بتقديم المعارض التي ستعكس صورة عن ثقافات الشعوب الاخرى، رقصاتهم، فولكلورهم وتراثهم، أزيائهم، دبكاتهم المميزة، حتى الطبيعة التي تمتلكها تلك البلاد انا أعمل على اقتناصها من أجل تقديم حالة من التبادل والتلاقح الثقافي الذي نحن بحاجة اليه لنتعرف على الاخرين ويتعرف الآخر علينا أيضاً."
في معرض "الفرح للجميع" مزج وجع الاغتراب بالسعادة

نشر في: 3 مارس, 2018: 06:09 م