TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مصارحة حرة : رسالة "المريسل" أمانة

مصارحة حرة : رسالة "المريسل" أمانة

نشر في: 3 مارس, 2018: 06:58 م

لا تتبرّأ من صديقك لحظة الغضب.. فقلبه صافٍ بريء من الحقد، أمهله الوقت الكافي ليستدرك فداحة خطأه.. يفترض بهذه الصورة أن تبلور الناس قناعاتها للترفع عن ردّ الإساءات مهما كانت جارحة، لأنها نشأت على الود والتسامح والعفو عند المقدرة.
وما أصدق قول الحقيقة عندما يأتي ذكرها على لسان صاحبها ممن ارتبط اسمه بأزمة ووضعته الأقدار ليكون في مواجهة مباشرة مع أطراف الأزمة نفسها، تلك ما أباح بها الزميل عبد العزيز المريسل، أحد أعضاء الوفد الإعلامي السعودي الذي غطى المباراة التاريخية للعراق والسعودية في ملعب جذع النخلة بمدينة البصرة الرياضية الأربعاء الماضية، حيث ذكر في تصريح خصّ به قناة SPORT24 حال عودته لبلده أنه يشعر بارتياح كبير بعد زيارته العراق أول مرّة ولقائه الجمهور الغفير خارج الملعب الذي احتشد أضعاف عدد الحضور داخله، وأنه اكتشف أن العراقيين أكثر هوساً من السعوديين في عشق كرة القدم، وذكر أن وزير الشباب والرياضة العراقي حمّل الإعلاميين السعوديين أمانة نقل ما شاهدوه دون نقص أو زيادة، بخاصة عن موضوع الأمن الذي عايشوه في الفندق والشارع والملعب، واختتم المريسل حديثه قائلاً، إنه يفترض أكثر إعلاميي الوفد خوفاً من التواجد في العراق على خلفية المشكلة بينه وبين رئيس اتحاد الكرة عبدالخالق مسعود، لكنه كان مطمئنّاً وأحاطه الناس بمشاعر المحبة والاعتزاز.
لم يكن المريسل مجبراً على تصريحه لاسيما أنه يتحدث وسط أهله ولقناة سعودية، لكن الدافع المهني وأمانة الرسالة التي نقلها من قلب الحدث البصري وكرنفال الحفاوة العراقية لإخوة باعدتهم ظروف سياسية قاهرة سنيناً طويلة كان وراء شجاعته المستمدّة من وقائع الساعات الثماني والأربعين في (دارك يالأخضر) لمواجهة الشعب السعودي بحقيقة استقرار ظروف العراق وبطلان أكاذيب تدهور الأمن فيه، بل أنه بات أكثر جاهزية لتضييف البطولات الكبيرة تأسيساً على نجاحه في جمع فريقين كبيرين وسط حضور جماهيري فاق ستين ألف مشجّع دخلوا الملعب بهدوء وخرجوا منه على وقع فرح غامر في ليلة خليجية لن تنساها الكرة العراقية أبداً.
رسالة المريسل من دون شك، هي رسالة كل إعلامي سعودي نقل تفاصيل رحلته الى البصرة، وشهاداتهم الحيّة مؤثرة لدى اصحاب القرار الرياضي هناك ليكون دورهم الدولي بمستوى الثقة التي نعرفها عنهم كي يسهموا في إنهاء ملف الحظر، مثلما كان حديث رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سلمان بن إبراهيم صريحاً بالإشارة الى أن كرة الحظر أصبحت في ملعب الآخرين، ليأتوا ويفتحوا الملف على الأرض، وكعرب لا نتوانى عن الإسراع في عودة المباريات الدولية الرسمية لتقام في العراق.
وماذا بعد؟ يبقى أن تستفيد وزارة الشباب والرياضة من الملاحظات التي أفرزها الحدث من خلال لقاء مسؤولي محافظة البصرة وممثلية اتحاد كرة القدم وتدارس أبرز المشكلات التنظيمية التي واجهتها خارج الملعب مع نقل تلك الملاحظات الى اجتماع مكثّف مع اتحاد كرة القدم والاطلاع على الاشارات النقدية الموضوعية لإعلاميينا الذين واكبوا الحدث لتتمكن الوزارة من تلافي السلبيات قبيل بدء التحضيرات لاستقبال وفود البطولة الرباعية الودية خلال النصف الثاني من آذار الحالي، كي تضيف إنجازاً جديداً لقدرة الملاكات التنظيمية العراقية على تنفيذ المهمات بكفاءة عالية. وحتى ساعة صدور قرار الفيفا بتقييم أهلية ملاعبنا، لا يسعنا إلاّ أن نبارك للكرة العراقية خروجها الآمن من اختبارات التحدّي وسط ثناء وسعادة الأشقاء وتفاؤلهم بقرب تحريرها من قيود الحظر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram