وديع غزوانلانعتقد ان هنالك من يختلف في حجم حملات الابادة والاضطهاد المروعة التي تعرض لها الشعب الكردي على مر عقود طويلة ,لكن عندما سنحت له فرص بناء تجربته في 1991 تعالى فوق جراحاته وعن كل ما تعرض له من عمليات غير انسانية ساهم في بعضها عدد من ابناء جلدتهم , من اجل هدف كبير وسام ظل هاجساً لدى اغلب مسؤولي الإقليم يتمثل بترميم البيت الكردي وصيانته ليستعيد عافيته ,
ولم يتوان عن ضرب اروع الامثال في ذلك خاصة بعد 2003 ,فشجع سياسة التسامح ونأى بنفسه عن اتباع سياسة الثأر والانتقام التي لاتجر الا الى عواقب لاتحمد عقباها .وحتى تكون الصورة واضحة لابد من توضيح حقيقة تحصن البعض من الوقوع بالوهم وهي, ان سياسة التسامح في الإقليم لم تكن تعني غض النظر عن المجرمين بل خولت القضاء محاسبة من تثبت ادانته وحملته مسؤولية قول كلمته الفصل في ذلك , واحتضان الآخرين ممن عبر او اراد العودة الى جادة الصواب فعاش مطمئناً آمناً بين اهله .هذه السياسة انعكست في كردستان ايجاباً بوضع آمن ومستقر في جميع النواحي ,اتاحت للمسؤولين فيها التفرغ لمهام النهضة والتطور وشجعت الاستثمار المحلي والاجنبي ليشارك بانشاء العديد من المشاريع .لم نسمع من مسؤول في الإقليم انه قد تحدث عن شيء اسمه المصالحة بين مكونات اواشخاص في كردستان , بل تجسد ذلك بإجراءات مورست على ارض الواقع اكدت الحرص على توفير عيش كريم لكل مواطن كردستاني . لقد كان هنالك فهم صحيح لمفهوم الاجتثاث عبر عنه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في اكثر من مناسبة بانه مع اجتثاث كل موقف او سلوك سياسي قد يفتح الباب امام عودة الدكتاتورية لكنه ضد اتخاذه نهجاً لقطع الارزاق .لعل عدداً غير قليل من اقطاب العملية السياسية اتخذ من موضوع المصالحة شعاراً للدعاية ,لذا تراهم ظلوا يراوحون في مكانهم دون ان يحققوا اي خطوة حقيقية باتجاهه .ورغم كل شعارتهم فانهم ابعد الناس عن مفهوم المصالحة التي اول ما تحتاج الى الصراحة ووضوح الرؤية والشجاعة لنقول رأينا فيها ومدى ايماننا بها .مطلوب من القوى السياسية ان تتصالح فيما بينها اولاً و تتفق على مفهوم محدد لهذا المصطلح وغيره . . مصطلحات اشبعت كلاماً لكنها بقيت من دون تنفيذ لاسباب ما عادت خافية على احد قد يكون في مقدمتها حالة عدم الثقة والشك اللذين ظلا سمة ملازمة لعلاقات عدد من الكيانات السياسية مع بعضها.المصالحة ضرورة لاتحتاج الى مزايدات من هذا الطرف اوذاك , ولكن هل هنالك اجماع بين الكيانات الرئيسة على مباد ئها ؟ ومتى يكف البعض عن نفث سموم الحقد ليداري عجزه وفساده ؟ومن يمتلك جرأة النقد لتصحيح الاخطاء؟ اسئلة تبقى من دون اجابة ما دامت الصراعات تحكمها نزعات المصالح الضيقة دون ملامسة قريبة لمصالح العراق ككل.
كردستانيات: المصـــالحــة
نشر في: 17 إبريل, 2010: 04:46 م