متابعة/ المدى
جولة جديدة لنادي المدى للقراءة بأربيل في رحاب الكتب عبر الإستمرار في نشاطاته الثقافية التي تتابع قراءة الكتب ومناقشتها بشكل دوري وضمن هذا الإطار قام أعضاء نادي المدى للقراءة في أربيل بمناقشة الكتاب رقم(69) في تاريخ النادي منذ نشوئه قبل ثلاث سنوات ،حيث ناقش النادي كتاب على الصعيد العلوم الانسانية والاجتماعية بعنوان ( أصل الأشياء بدايات الثقافة الانسانية) للكاتب الانتروبولوجي الألماني (يوليس ليبس ) ترجمة كامل إسماعيل وطباعة دار المدى ، مستضيفاً الكاتب والأديب السوري أ. ( أكثم علي ديب) لمناقشة وتحليل الكتاب ،. أكثم شخص ذو تجربة ثقافية منوعة ما بين الإعلام والأدب ،فعلى الصعيد الإعلامي برزت كتاباته في السيناريو عبر بصمات ملفتة في الدراما السورية بالاضافة الى إخراج مجموعة أعمال سينمائية وكتابة وإخراج حوالي 20 عملاً مسرحياً ،وفي عالم الكتاب والأدب له كتاب فلسفي غير منقوط بعنوان (طبائع الطل) تحت الطبع ومجموعة شعرية ، هذه الخبرة الثقافية خلقت أجواء نقاشية ممتعة في فضاء النادي بمناقشة أدارها أ. شيار شيخو مدير النادي الذي بدأ بالتعريف عن اخر نشاطات النادي بعد تقديم الضيف والكتب التي ناقشوها بالاضافة الى عرض آخر الأخبار الثقافية المتعلقة بالكتب وآخر الإصدارات ،وفي مدخل التعريف بالكتاب عرض أ. شيار نبذة عن الانتروبولوجيا هذا العلم الذي يدور في فلكه مؤلف الكتاب الانتروبولوجي الالماني يوليس، فتحدث عن المنشأ وبعض فروع علم الانتروبولوجيا والفرق بينها وبين علم الاجتماع موضحا انهما يختلفان في البحث والتنقيب وان كانا منقاربان في موضوع الاهتمام بالبنية الاجتماعية والثقافية للإنسان كما أن الأول يبحث في علم الإنسان بكل جوانبه وفي زمن مفتوح إما علم الاجتماع فيقوم على تحليل بنية مجتمع ما في حقبة زمنية معينة ،أما في الحديث عن الكتاب تناول ضيف النادي بعض جوانب أهم الأفكار التي طرحت في خمسة عشر فصلاً جمع في طياته الكاتب بدايات النضوج الإنساني وإدراكه لمحيطه وسبل تفاعله مع الأحداث في فترات زمنية متقاربة طور فيها الإنسان فكره بما يناسب متطلبات العيش بدءاً بالماؤى وهم الجوع الى ابتكار أساليب التوافق مع الطبيعة ومروراً بالقيم الجمالية والفكرية والمعرفية التي كوّنت حضارات الإنسان منذ أقدم العصور وذلك عبر مجموعة من الأمثلة التي وردت في الكتاب ،وقد نوه الاستاذ أكثم على مصطلح الإنسان البدائي وكيف أننا سوف نندهش لمجرد قراءة الكتاب بقلب مفهومنا القبلي عن نموذج وفكر هذا الإنسان، فمن اكتشف النار وصنع البيوت وعمر الساحات ومهد للحضارات على قيم فكرية وجمالية لا يمكن أن يكونوا بدائيين بقدر ما يمكن أن نعتبرهم الأوائل الذين اكتشفوا أصل الأشياء ومهدوا الطرق أمام الإنسان في شتى عصوره ، كما ووضح أ. أكثم على أن هذا الكتاب أيضاً يقلب المثل القائل الحاجة أم الاختراع رأساً على عقب عبر شرح كيفية انبثاق المسرح وبعض الفنون الجمالية الأخرى ، وقد شهدت المناقشة مداخلات واسعة من قبل الحضور المتنوع من كتاب وإعلاميين وقراء النادي عن المفاهيم البدائية الأولى التي ساهمت في ارتقاء الانسان من لاشيء ،فديمومة هذه الأساليب البسيطة في الحياة خلقت التطور بمعناه الحيوي والمادي ،كما أعرب بعض القراء عن وجهات نظر نقدية مثل الحديث عن بساطة الكتاب الذي يشعرنا لولهة إنه يتحدث عن بديهيات لا قيمة في ذكرها وأن الأسلوب البحث والعرض كان من المفترض أن يكون ذو رصانة علمية حيث يتطلب هكذا نوع من الدراسات تقديم المعطيات على نحو علمي لكن البحث في أصل الأشياء قد يخلق فينا كقراء شكاً معرفياً عن بدايات بعض الأفكار والعادات والتقاليد.