TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: العراق بين الصافي والدليمي

العمود الثامن: العراق بين الصافي والدليمي

نشر في: 7 مارس, 2018: 08:28 م

يعود الفضل إلى الكولومبي غابريل غارسيا ماركيز الذي احتفل العالم أمس بذكرى ميلاده، أنه ابتدع لنا عالم الواقعية السحريّة. ولكن أليس الواقع الذي نعيش فيه اليوم أغرب من السحر والخيال معا؟ وما هو أغرب من أن يُصرّ إبراهيم الجعفري على ترشيح صفاء الصافي المتهم بقضايا فساد مالي وتلاعب بأموال الدولة أيام كان وزيراً للتجارة بالوكالة وبعدها وزيراً للمالية بالوكالة أيضاً، لمنصب الأمين العام المساعد للجامعة العربية. في الوزارتين تمكن الصافي من لفلفة بعض الملايين بالعملة الدولارية، فمن صفقة الشاي الذي كان يحتوي على مواد مسرطنة، إلى ضياع مبلغ مليارين وسبع مئة مليون دولار، لايعرف أحد أين صرفت!، في مقابل هذا الإنجاز التاريخي، خرجت علينا لجنة المساءلة والثأر، آسف والعدالة، بقرار قرقوشي حجزت بموجبه مصادرة أملاك قائد شرطة الأنبار الأسبق الشهيد اللواء أحمد صداك الدليمي؟!" لماذا ياسادة، لانه ضمن قوائم الهيئة.. وماذا بعد، يجيبنا الناطق الرسمي لهذه الهيئة العجيبة: إنه القانون. وماذا عن الصافي؟ ستجيب النزاهة بالتأكيد أمامكم الحائط فاضربوا رؤوسكم!!
عندما كتب ماركيز النسخة الأولى من روايته الشهيرة مئة عام من العزلة التي كانت بأكثر من 800 صفحة رفضها الناشر وهو يوبّخه: من يقرأ كلّ هذا الكوم من الورق؟ فأعاد ماركيزكتابتها وهذه المرة بـ600 صفحة فرفضها الناشر مصرّاً على أن لاتتجاوز الأربع مئة. ولم يكن يدري أنّ هذه الصفحات الأربع مئة ستأخذه إلى المجد.
ظلّ نموذج السياسي المتسامح يشغل ماركيز طوال حياته، وهو يقول لكاتب سيرته " لقد تعلّمت أنّ الإنسان عليه أن يساعد الآخرين على الوقوف مرفوعي الرأس إلى جانبه.. الإنسان الذي يصرّ على أن ينظر إليه الآخرون مطأطئي الرؤوس لايستحقّ صفة الإنسانية".
منذ سنين ونحن نعيش مسرحية قانون " الاجتثاث " الذي عُدّلَ إلى قانون المساءلة والعدالة،ثم أعيد إلى اسمه القديم، ثم وجدنا من ينادي إعتبار معظم العراقيين من " العهد المباد "! ويجب إبادتهم. اليوم يصرّ البعض على أن تتعطل كل القوانين.. وأن يغلق المجلس أبوابه ونوافذه، لأنّ البعض يريد أن يلعب بورقة قانون المساءلة والعدالة.. لأنّ كثيرين من أعضاء هذه المؤسسة القرقوشية مصرّون على أن يعيش الناس على حافة الهاوية، وأن تظلّ البلاد فوق بركان يتطاير منه الشرر في كل ثانية. وأزعم أنّ السادة أعضاء هذه اللجنة يعون جيداً أنهم يدخلوننا معهم كل يوم في نفق مظلم، حين يسعون إلى حرق كل جسور التوافق والتسامح بين العراقيين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: صنع في العراق

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram