صــادق الصــائــغ
أنْبيْكِ أُمَّاه – وَمَنْذَا يُصَدِّق – إنَّ إبْنَكَ الصَغيْر/ الذّي رَحَلتِ عَنهُ في يَومٍ شتَائي بَارد / وَتَرَكْتِهِ وَحيْداً دونَ أن تذْكُري لهُ سَبَباً للرَحيْل / الذي كُنْتِ ، بالنسْبَةِ لَه / إلهَةً خَالدَةً لا يَطَالَها موت /
إبْنُكِ ذَاك / رَغْمَ فقْدانهِ نعْمَةَ الحُلْمِ وَالتَذَكُّر/ مَا زَالَ قَاادرَاً أن يَراكِ في أحْلامه / يَدْعُوكِ مُتَوسلاً أن تَعودي إليْه / أن تَجْلسي قُبَالَته / مُمْسكَةً بخَيْط الصُوفِ من طَررَف / تَغْزليْنَ لَهُ كَسْوَةَ الشتَاءِ القَادم / بَيْنَمَا هُو في الطَرَف اللآخَر / مُمْسكَاً بالخَيطِ من طَرفِهِ المُقَابل / يَتَأمَّلُ ، بعَيْنَيْنِ عَاشقَتَين / حَرَكَةَ يَديْكِ المُباركَتيْن / مُتَحَسِسَاً حَرَارَةِ نَبْضِك / تَسْري عَبْرَ الخُيوط / مُتَسَرِّبَةً إليْهِ / من قَلْبكِ / الى قَلْبه الصَغيْر/
أُنْبيْكِ أُمَّأه – وَمَنْذَا يُصَدِّق – / إن إبْنُكِ ذَاك – وَقَد أضحى اليَوم عَجوزَاً / فاقدَاً قُدْرَتَهُ عَلى الحُلمِ والتَذَكُّر/ مَا زَالَ قَادرَاً أن يَرَاك في أحلامه / يَدْعوكِ مُتَوَسِلاً أن تعودي إليْه
ليُخْبرَك /
كُلَّمَا ضَاقَت بهِ السُبُل / وَتَعَسَّرَت المَسَالك /
كَم هو من دُونِك /
في هَذّا المهرَجَان
مِهْرَجَانِ الحَيَاةِ الرَاقص /
أعْزَلٌ
مُقْــفِرٌ
وَوَحيْد
بمناسبة يوم المرأة العالمي