TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نصف الحقيقة : تســقيطات انتخابيــة!

نصف الحقيقة : تســقيطات انتخابيــة!

نشر في: 10 مارس, 2018: 06:57 م

يبدو أن العملية الانتخابية المرتقبة لاتحاد كرة القدم لن تمر مرور الكرام على كل الأطراف التي تحاول الوصول الى موقع مجلس الإدارة المقبل!
وبأيّ شكل من الأشكال، فإن عواصف مصيرية تسبق العملية برمتها من خلال الاصطفاف والانفرادات وتحدّد الكُتل والجبهات، فضلاً عن الأسماء الرنانة والأشخاص الذين سيقودون حملاتهم البعيدة عن الأجواء الديمقراطية أساساً!
هكذا جرت العادة منذ أول انتخابات أقيمت لاتحاد كرة القدم العراقي عقب التغييرات السياسية التي شهدتها البلاد في التاسع من نيسان / ابريل عام 2003، الأقوياء يهيمنون والضعفاء يتراجعون والمستغلون يستغلون الأحوال لمصلحتهم!
في كل الدورات الانتخابية السابقة التي أقيمت لاتحاد الكرة، وحتى فترة التمديد لأكثر من مرّة والتي كان ينالها مجلس الإدارة الذي انتخب مطلع عام 2004، تحدث أزمات منها مُفتعلة ومنها واقعية، وصلت الى حدود لا علاقة لها بشيء اسمه انتخابات!
أجل.. حقائق الانتخابات، كانت قد جرت بهكذا صورة مؤسفة، تنذر باستغلال الحال عبر تقديم الهبات والمساعدات والمِنح وفرض الأمر الواقع على كل من يخالف السير على خطى من شرع طريقة تقسيم (الكعكة)، حتى أن اتحاد كرة القدم، اضحى باسم جمهورية كرة القدم، لأنه من يقوده في الحقيقة لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم!
كل ذلك في جانب شوّه صورة كرة القدم بإدارتها، ونال منه المنفعة من وصل الى عرش القيادة، وراح يضع عناوين التغيير ويلوّح ببرامج بقيت حبراً على ورق، وهو في الأصل، يدرك تماماً أن السنوات الأربع ستحقق طموحاته وطموحات من فاز معه، بعيداً عن التخطيط قريباً من التخبط!
أسفي أننا نعيش في دوامة تحضر معنا يومياً، فلا علاجات للأخطاء، سوى بالتراضي وإسكات الألسنْ التي تتحدى الواقع، وتفشل في مخاطبة من يروّجون ويدعون بالعلمية والفنية والمهنية!
الحقيقة.. أن هناك تسقيطاً لشخصيات وقتلاً للرموز وتشويهاً للنجوم، يفعلون الأدهى بهدف الإطاحة بالأسماء ويضعون العراقيل من أجل تسمية ممثلين الهدف منها الإبقاء على الحال، تحت ظل التدويل الأقرب لأن يكون خطاً أحمر، يصعب على الكثيرين تجاوزه!
وفي التصور الأقرب، إن الفترة التي ستسبق العملية الانتخابية، من ترشيح الأسماء ستواجه ضربات عديدة من قناعات وتغييرات في الرأي وانضمامات وانسحابات، يصعب فك طلاسمها بسهولة، بل ربما تشهد أيضاً توزيعاً للمواقع والمناصب وخروجاً للتشكيلة بأكملها قبل موعد وضع الأصوات في صندوق الاقتراع!
هكذا يجري الأمر عندنا، تنفيذ لأجندة، وسوء في الاختيارات، وتحركات باتجاهات مختلفة غير الديمقراطية طبعاً، بل إنها تكون أقرب للطبخات، بسبب تواجد هيئة عامة، لا يعرفها أغلب أعضائها أنهم يمضون في قارب غارق في الأحلام، ويدّعون بأنهم يفهمون في شيء اسمه إدارة شؤون كرة القدم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram