ترجمة / المدى
تقول صحيفة "الاندبندنت البريطانية"، إنه من المقلق أن يكون الآباء البريطانيون هم أقل من يلقي بالاً في مساعدة أولادهم في دروسهم التعليمية، متخلفين في ذلك عن بقية معظم الدول الأخرى في العالم تقريباً التي شملها الاستطلاع.
استناداً الى دراسة عالمية جديدة، شملت 29 بلداً، فإن الآباء البريطانيين لايقدّمون مساعدة كافية لأولادهم في دروسهم بقدر مايقدّمه آباء وأمهات طلاب مدارس في معظم الدول الأخرى بضمنها الولايات المتحدة والهند.
وكشفت الدراسة، أن واحداً من بين كل 10 أبوين في بريطانيا، يقضي وقتاً يصل الى ساعة واحدة باليوم في مساعدة ولده بأنشطته المدرسية وتعليمه الأكاديمي مثل القراءة أو مساعدته في حل واجباته المدرسية.
وأظهرت الدراسة، من خلال استطلاع أجري مع اكثر من 27,000 ألف والد ووالدة عبر 29 بلداً مختلفاً حول العالم، أن الآباء البريطانيين كانوا من بين اولئك الأسوأ في معدل قضاء سبع ساعات اسبوعياً على الأقل في مساعدة ابنهم في دروسه.
الهند احتلت النسبة الأكبر من شريحة الآباء الذين يقضون سبع ساعات بالأسبوع على الأقل، مايعادل ساعة باليوم، في مساعدة ابنهم في دروسه، وجاءت نسبتهم بحدود 62% تلتهم فيتنام بنسبة 50%.
أما في الولايات المتحدة، فإن 22% فقط من الآباء يقضون هذا المعدل من الوقت في مساعدة ابنهم الطالب في دروسه، في حين تبلغ نسبتهم في ايطاليا بحدود 25% فقط.
وبيّن التحليل الحسابي لنتائج الاستطلاع، بأن الآباء البريطانيين يقضون كمعدل بحدود 3.6 ساعة بالأسبوع فقط في مساعدة أولادهم في تعليمهم الاكاديمي وإسنادهم في واجباتهم المدرسية.
واستنتج الاستطلاع أيضاً، الذي نشرته مؤسسة فاركي فاونديشن Varkey Foundation الخيرية العالمية للتربية، بأن الآباء البريطانيين هم من بين الاكثر اهتماماً بنوعية ومستوى التدريس الذي يتلقاه ابنهم في المدرسة.
وذكرت الدراسة، بأن تسعة من بين كل 10 أبوين في بريطانيا تقريباً (ويعادل ذلك نسبة 87%) يقيّمون نوعية التعليم في مدرسة ابنهم على انها لحد ما جيدة أو جيدة جداً، وجاءت بريطانيا بالمرتبة الثالثة كأعلى نسبة في هذا الجانب من بين جميع الدول بالتضامن مع ايستونيا والهند وفنلندا.
مع ذلك، تظهر الدراسة بأن الآباء في بريطانيا منقسمون فيما بينهم حول مقاييس التربية عبر العقد الأخير من الزمن، حيث أن نسبة 33% منهم يقولون بأن المقاييس اصبحت أسوأ، و 28% منهم يقولون إنها اصبحت أفضل، في حين يعتقد 27% منهم بأنها بقيت على حالها.
بشكل عام، فإن الآباء البريطانيين موقنون بوضعية المدارس مع 68% منهم يقولون بأن نوعية المدارس جيدة نوعاً ما أو جيدة جداً، مقارنة مع معدل دولي عبر 29 بلداً حول العالم الذين تبلغ نسبتهم في هذا المجال بحدود 45%.
وأكدت الدراسة، من جانب آخر، بأن نصف الآباء البريطانيين الذين لديهم طفل في مدرسة حكومية، ذكروا بأنهم الى حدما يفضّلون أو يهتمون جداً بإرسال ولدهم الى مدرسة اهلية غذا كانوا متمكنين من تسديد التكاليف.
وقال، فيكاس بوتا، المسؤول التنفيذي لمؤسسة فاركي التربوية:"إنه لأمر مقلق أن نرى الآباء البريطانيين يقضون وقتاً قليلاً جداً في مساعدة ابنائهم في تعليمهم، متخلفين في ذلك عن معظم البلدان الأخرى تقريباً التي شملها الاستطلاع. الحقيقة هو أن الآباء الهنود أكثر احتمالية بست مرات تقريباً من الآباء البريطانيين في قضاء ساعة واحدة باليوم على الأقل، في مساعدة أولادهم في تعليمهم."
ولكنه أضاف قائلاً"رغم الضغط الحاصل على ميزانيات المدرسة، فإنه من المشجّع أن نرى آباءً بريطانيين من بين اكثر الناس ثقة في العالم بخصوص حرصهم على نوعية التدريس في مدارس أولادهم، حتى لو أنهم كانوا اقل ثقة بعض الشيء بالنظام التربوي في المملكة المتحدة عموماً".
عن صحيفة "الاندبندنت البريطانية"