إياد الصالحيمن قهر الظروف الأصعب في اشد محن التاريخ التي مرّ بها شباب العراق في السنين الماضية لن يصعب عليه تحمّل أوزان الحديد ومضاعفاته المستحيلة وسط أبطال آسيا ، بل وقهره وضربه بأرقام قياسية عربية وقارية كالتي زفها شبابنا من العاصمة الاوزبكية طشقند في ختام بطولة آسيا بعد ان لمعت على صدورهم سبع عشرة ميدالية
توجتهم الأول فرقياً في إنجاز فريد لرفع الأثقال العراقية لم يسبق ان وثقت سجلات اللعبة منجزا مماثلا له .على مدى الأيام الحبلى بالمنافسة والتحدي بين شبابنا ونظرائهم الآسيويين ، كان الزميل جواد الخرسان ينقل لنا بأمانة رسائل تفاؤلية تلمسنا بين سطورها ان فرحة كبيرة ستهز صالة المنافسة في طشقند بعد أن أسمع أبطال العراق حكايات انجازاتهم كل المراقبين في آسيا وكأن لكل بطل منهم قصة مع الكفاح والصبر وكيفية الوصول الى قمة الاستعداد في مناخ لا يشجع على مواصلة التدريب وإنهاء البرنامج التحضيري للبطولة بسبب خلو اللعبة من المستلزمات الرئيسة والمساعدة على وصول البطل الى درجة مثالية من القدرة على رفع الثقل خارج طاقة وزنه.إلا ان القول المنصف ينبغي تدبيجه بحق رئيس الاتحاد العراقي لرفع الأثقال صالح محمد كاظم الذي أعطى مثالاً لا يختلف عليه اثنان بان التجربة والعلمية والانجاز مثلّث نجاح أي اتحاد يقوده أبناء اللعبة ، والرجل له ماضٍ مشرق تنحني له قامة آسيا بعد ان حصد ميداليات ذهبية أمام عمالقة اللعبة في القارة قبل 25 سنة ، ولهذا ليس غريباً ان يواصل صالح صناعة الأبطال عبر المتابعة والإشراف وانتقاء أمهر المدربين وتذليل المصاعب الكثيرة في طريق الاستعداد للبطولات العربية والآسيوية ويستحق ان يؤطّر انجاز طشقند باسمه أولا ثم المدربين والأبطال الشباب .ان أسماء مثل صفاء راشد وزن 77 كغم والحائز على ثلاث ميداليات ذهبية مع لقب الأفضل في البطولة الى جانب سلوان جاسم ومهند عبد الحسين ورعد أمين وياسر محمد ومحمد صباح واحمد فاروق ، هؤلاء رصيد مهم للمنتخب الأول وضمانة أكيدة لمقارعة أبطال الحديد في المناسبات الآسيوية والاولمبية القادمة .يجب ان نحافظ على أبطالنا الشباب ونخصص ميزانية تليق بجهودهم وآمالهم وإصرارهم على رفع راية الله اكبر في المحافل الدولية المرتقبة هذا العام لاسيما اولمبياد سنغافورة للشباب مطلع أب المقبل والذي يراهن عليه رئيس الاتحاد والملاك التدريبي نفسه لتسجيل الانجاز في خطوة مهمة لاعتماد المؤهل من الرباعين كي ينضموا الى المنتخب الوطني الأول إذا ما نجح العراق في كسب بطاقة المشاركة في اولمبياد عام 2012 .ان تتويج الشباب ببطولة آسيا يؤكد سلامة عمل اتحاد رفع الأثقال مع قاعدة الموهوبين وتطويعه الإمكانات الفردية والجمعية من اجل صناعة منتخب الأمل والتطلع لزجه في معسكرات تدريبية في بلدان تعد من أوائل المهتمين بالرباعين مثل روسيا وبلغاريا والصين وإيران واليابان ، وبإمكان اللجنة الاولمبية ان تبرم اتفاقيات مع المعنيين في شؤون اللعبة فيها مستقبلا تتضمن إقامة معايشة طويلة الأمد لمن يرى اتحاد رفع الأثقال مشروعاً ذهبياً في الاولمبياد العالمي إذ ان العراق بقي خمسين عاماً يتلو قصائد الفخر والاعتزاز بميدالية عبد الواحد عزيز التي أهداها للعراق عام 1960 ، ولم يتمكن أي رباع بعده ان يدنو من الانجاز نفسه بالرغم من المشاركات الكثيرة عبر الزمن السابق ، لكن تنبؤات الإماراتي سلطان بن مجرن رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة بحق رباعينا الشباب لم تخب ، فهو يرى طموحهم أبعد من قارة آسيا وتشريفهم العرب سيكون مميزاً ، ويأذن لهم بدخولهم التاريخ الذهبي من بوابة لندن إن شاء الله.Ey_salhi@yahoo.comrn
مصارحة حرة :أذرع من ذهب
نشر في: 17 إبريل, 2010: 05:30 م