TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: هوكينغ وفلسفة الخزاعي

العمود الثامن: هوكينغ وفلسفة الخزاعي

نشر في: 14 مارس, 2018: 08:20 م

علي حسين

مع عامر الخزاعي سوف تتغيّر تلك الصورة التي أعطاها الفيلسوف الأميركي وليم جيمس لمصطلح " البراغماتيّة " أو بالأحرى مفهوم هذه الفلسفة التي ظهرت قبل ما يقارب الـ " 140 " عاماً وكانت تدور حول فكرة خلاصتها أننا لايمكن أن نحدد المعتقدات والأفكار التي نؤمن بها، إلا بعد النظر الى النتائج المترتبة عليها.. البعض سمّى هذه الفلسفة نفعية، هذا طبعا قبل أن يظهر الفيلسوف " المنفعي " عامر الخزاعي الذي أخبرنا خلال لقاء تلفزيوني مع الزميل عماد العبادي قبل أشهر، بأنه لايتعامل مع البراغماتيّة،لأنه بحسب وصفه " ابن أوادم ومتربّي وأخلاقه ما تسمحله أن ينتقل من دولة القانون الى تحالف آخر ". رأينا خلال اللقاء رجلاً يرفض مغادرة ائتلافه السياسي. لكن بعد فترة أقنعته " براغماتيّته " بضرورة ترك دولة القانون والانتقال إلى قائمة السيد حيدر العبادي.
سيقول البعض يارجل ماذا جرى لك وأنت تبحث في عقل مانديلا العراق صاحب مشروع " المصالحة المستدامة " الذي لايزال ينتظر التطبيق بعد اتفاق البرلمان على قانون العطل لن يمر ما لم تتم الموافقة على إضافة يوم السقيفة ومعه يوم الغدير كعطل رسميّة، رغم أنّ البرلمان " الهمام " يعرف جيداً أننا نعيش منذ سنوات في مرحلة سبات دائم، بين عطلة وعطلة هناك عطلة. لايهم مادام العبادي ظل وفيّاً لوعوده التي أطلقها يوم التأسيس وهي " تصحيح المسارات الخاطئة، والبدء بعهد جديد ومشرق، وطيّ الصفحات السود " ولهذا كان الأقرب إلى تنفيذ هذه الوعود والطموحات هم السادة عامر الخزاعي وعباس البياتي.
مع إطلالة عامر الخزاعي " البراغماتية " يغيب عن عالمنا الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ الذي شيّد لنفسه إهرامات من الافكار التي تغنّت بقدرة العقل الإنساني الانتصار على ظروفه الصعبة، يذهب الأغبياء ويبقى الحكماء، وكان ستيفن هوكينغ واحداً من حكماء هذه الارض الواسعة، لم يطلق شعارات جوفاء، بل استطاع وهو على كرسيّه المتحرّك أن يغوص في أعماق الكون، متطلّعاً إلى عالم أفضل،.فنجده وهو البعيد عن أحداث البلاد العربية يكتب هذه الكلمات المؤثرة: يجب علينا أن نعمل معاً لإنهاء الحرب في المنطقة العربية، وحماية الأطفال، بعد أن وقف المجتمع الدولي يشاهد هذا الصراع من بعد وهو يزدري كل الآمال ويدمرها. وكأب شاهدَ معاناة الأطفال الأبرياء، يجب علينا أن نقول الآن "كفى".. ووحده فقط يجرؤ عامر الخزاعي على أن يعيش مره براغماتيّاً ومرات براغماتيّاً، ولكنْ خليط من عباس البياتي ومحمود الحسن وقليل من حنان الفتلاوي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: صنع في العراق

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram