علي حسين
مع عامر الخزاعي سوف تتغيّر تلك الصورة التي أعطاها الفيلسوف الأميركي وليم جيمس لمصطلح " البراغماتيّة " أو بالأحرى مفهوم هذه الفلسفة التي ظهرت قبل ما يقارب الـ " 140 " عاماً وكانت تدور حول فكرة خلاصتها أننا لايمكن أن نحدد المعتقدات والأفكار التي نؤمن بها، إلا بعد النظر الى النتائج المترتبة عليها.. البعض سمّى هذه الفلسفة نفعية، هذا طبعا قبل أن يظهر الفيلسوف " المنفعي " عامر الخزاعي الذي أخبرنا خلال لقاء تلفزيوني مع الزميل عماد العبادي قبل أشهر، بأنه لايتعامل مع البراغماتيّة،لأنه بحسب وصفه " ابن أوادم ومتربّي وأخلاقه ما تسمحله أن ينتقل من دولة القانون الى تحالف آخر ". رأينا خلال اللقاء رجلاً يرفض مغادرة ائتلافه السياسي. لكن بعد فترة أقنعته " براغماتيّته " بضرورة ترك دولة القانون والانتقال إلى قائمة السيد حيدر العبادي.
سيقول البعض يارجل ماذا جرى لك وأنت تبحث في عقل مانديلا العراق صاحب مشروع " المصالحة المستدامة " الذي لايزال ينتظر التطبيق بعد اتفاق البرلمان على قانون العطل لن يمر ما لم تتم الموافقة على إضافة يوم السقيفة ومعه يوم الغدير كعطل رسميّة، رغم أنّ البرلمان " الهمام " يعرف جيداً أننا نعيش منذ سنوات في مرحلة سبات دائم، بين عطلة وعطلة هناك عطلة. لايهم مادام العبادي ظل وفيّاً لوعوده التي أطلقها يوم التأسيس وهي " تصحيح المسارات الخاطئة، والبدء بعهد جديد ومشرق، وطيّ الصفحات السود " ولهذا كان الأقرب إلى تنفيذ هذه الوعود والطموحات هم السادة عامر الخزاعي وعباس البياتي.
مع إطلالة عامر الخزاعي " البراغماتية " يغيب عن عالمنا الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ الذي شيّد لنفسه إهرامات من الافكار التي تغنّت بقدرة العقل الإنساني الانتصار على ظروفه الصعبة، يذهب الأغبياء ويبقى الحكماء، وكان ستيفن هوكينغ واحداً من حكماء هذه الارض الواسعة، لم يطلق شعارات جوفاء، بل استطاع وهو على كرسيّه المتحرّك أن يغوص في أعماق الكون، متطلّعاً إلى عالم أفضل،.فنجده وهو البعيد عن أحداث البلاد العربية يكتب هذه الكلمات المؤثرة: يجب علينا أن نعمل معاً لإنهاء الحرب في المنطقة العربية، وحماية الأطفال، بعد أن وقف المجتمع الدولي يشاهد هذا الصراع من بعد وهو يزدري كل الآمال ويدمرها. وكأب شاهدَ معاناة الأطفال الأبرياء، يجب علينا أن نقول الآن "كفى".. ووحده فقط يجرؤ عامر الخزاعي على أن يعيش مره براغماتيّاً ومرات براغماتيّاً، ولكنْ خليط من عباس البياتي ومحمود الحسن وقليل من حنان الفتلاوي.