TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > محترفون في ملاعب باليـة

محترفون في ملاعب باليـة

نشر في: 9 نوفمبر, 2012: 08:00 م

وأنا أُطالع قائمة الاسماء الاحترافية اللافتة هذا الموسم للاعبين الافارقة ولاعبين من جنسيات أخرى في مقدمتهم فرنسيان انضما الى الشرطة والميناء وقبلهما مع حامل اللقب أربيل وجاريه زاخو ودهوك الى جانب اللاعبين  السوريين والمصريين واليمنيين الذين التحقوا بصفوف فرق الدوري العراقي نتيجة عدم استقرار الظروف في بلدانهم ،اجد في هذه القائمة الكبيرة ما يجعل موسمنا الحالي واحداً من المواسم المثيرة في منافساتها بوجود هذه المجموعة من اللاعبين المحترفين الجانب.

وبطبيعة الحال هذا الكم الكبير من المحترفين لابد ان يُلقي بظلاله كما يفترض على مستوى المسابقة المحلية ويجعلها تتفوق على سابقاتها في المواسم الماضي في ظل وجود محترفين قادمين من اندية معروفة وفرق لها مكانتها ان لم يكن لها ثقل كروي لكن في نهاية المطاف ستكون هذه الاسماء اضافة جيدة وقوية تعطي لمسابقة الدوري والاندية عاملاً مساعداً للاندفاع اكثر فاكثر وتغيير مسار الدوري الى دوري مليء بالمستجدات التنافسية المتوقعة وغير المتوقعة ، بل يمنح ملاعبنا شكلا جديدا من اشكلا الإثارة وتخليص الدوري من ترهل سابق ابعد جمهورنا عن فرقه وملاعبه.

واذا كنا نتحدث هنا عن ملاعبنا المحلية التي وطأت ساحاتها اقدام اللاعبين الاجانب على أمل تجديد روح المنافسات فيها واستقطاب جماهيرها مجددا ما يمنح هذه الاندية وملاعبها روحاً متجددة ويعيد لمسابقة الدوري جزءاً بسيطا من تاريخها وعراقتها ، نصطدم بما تفتقده هذه الملاعب التي اخذت تشهد موجات واضحة من وصول المحترفين وتعاقد الاندية مع اسماء احترافية ، الى مواصفات الحداثة والجوانب المعمارية والارضيات المزروعة باجود الطرق التي تعرفها الملاعب الحديثة، لان مثل هذه الملاعب الحديثة هي التي تشجع وتستقطب اللاعبين الاجانب الى فرقنا  في ظاهرة احترافية ترفع  من المستوى  الفني لمسابقة الدوري من جهة وتفتح آفاق الاحتراف وابوابه على نحو اكبر في الملاعب والاندية العراقية وبما سينعكس مستقبلاً على تقدم وتطور الكرة العراقية.

ولنا في تجربة الاندية القطرية خير دليل على ذلك فبعد ان كانت تلك الاندية هي الوجهة الكبيرة وقبلة اللاعبين العراقيين وكلنا نتذكر موجة المحترفين العراقيين في اندية قطر مطلع عام 2004 نجد كيف شكلت تلك الاندية وملاعبها الحديثة ومنشآتها المتطورة بفضل نهضة ليست كروية ، بل بفضل نهضة رياضية شاملة هناك وكيف تحولت هذه الاندية الى وجهة رئيسة واصبحت قبلة الاسماء الكروية العالمية مثلما يحصل الان والفرق القطرية تحتشد باللاعبين الاجانب من اسماء مرموقة؟

ما نقصده ونتصدى له هنا، ان الملاعب الحديثة لكرة القدم بمعماريتها ومدنيتها، هي من ابرز اسباب نجاح  التجارب الاحترافية في مسابقات الدوري في كل مكان ، بل وتعطيها دافعاً كبيراً لاستقطاب المزيد من الاسماء الاحترافية وبالتالي تعيش اللعبة الاولى في العالم أوجها من التطور ، فما بالنا وانديتنا التي تئن ملاعبها تحت وطأة التخلف والقِدَم وعدم الاهتمام وطبعا هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم ، اخذت تستقبل لاعبين محترفين يصطدمون يوماً بعد آخر بعدم صلاحيتها وعدم مناسبتها لكل انشطة كرة القدم ؟

واذا كانت ملاعبنا معروفة لنا بتراجعها وتخلفها الى الحد الذي اصبحت فيه بعيدة كل البعد عمّا يسمى بكرة القدم لأرضياتها التالفة وملحقاتها المتهدمة ولغياب الاهتمام عنها مع سبق الاصرار وعدم الالتفات الى كل الدعوات المطالبة بتحديث ملاعبنا ، بات هذا التخلف حقيقة مريرة ومؤلمة امام اللاعبين الاجانب الذين يستغربون وجود مثل هذه الملاعب البالبة في بلــد يعشق كرة القدم ، جمهوره مهوس بهذه اللعبة ، في بلــد  يُعرف منتخبه بأُسود الرافدين وله من الاسماء المتميزة في عالم كرة القدم كانت نواة للاحتراف في ملاعب المنطقة.فمتى تلتفت مؤسساتنا المعنية لهذه الحقيقة المؤلمة وان تضع ما يُنفق كل يوم من اموال طائلة في مكانها وفي اسس هذه الملاعب لتعيد لها الحياة وتكسيها بثوب مساير لما تشهده ملاعب المدن والدول التي كانت تعتمد على لاعبي الكرة العراقية وعلى العقول العراقية والكفاءات العراقية في بناء وانشاء بُناها التحتية الرياضية والكروية؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جائزة الجوائز

عندما يجفُّ دجلة!

الأقليات وإعادة بناء الشرعية السياسية في العراق: من المحاصصة إلى العدالة التعددية

كلاكيت: المدينة والسينما حين يصبح الإسفلت بطلًا

مأزق المكوَّن المسيحي في العراق: قراءة في محنة الوجود والذاكرة

العمود الثامن: جائزة الجوائز

 علي حسين منذ أن إطلقها الراحل سلطان بن علي العويس في نهاية عام 1987 ، حافظت "جائزة العويس" على التقدير والاحترام الذي كان يحظى به اسم مؤسسها الراحل ، والأثر الكبير الذي تركه...
علي حسين

كلاكيت: المدينة والسينما حين يصبح الإسفلت بطلًا

 علاء المفرجي – 2 – المكان في الافلام العربية كان له حضورا مكانيا ورمزيا واضحا، لكنه ايضا لم يكن هذا الحضور يتعلق بالمكان كجغرافية، أو ثقافة، او تأثير. فالقاهرة في أفلام يوسف شاهين...
علاء المفرجي

الأقليات وإعادة بناء الشرعية السياسية في العراق: من المحاصصة إلى العدالة التعددية

سعد سلّوم تُظهر القراءة في التحوّلات الأخيرة التي شهدها النظام الانتخابي بعد تعديل قانون الانتخابات عام 2023 أنّ العملية السياسية عادت إلى بنيتها التقليدية القائمة على ترسيخ القواعد الطائفية والمناطقية. وقد تكرّس هذا الاتجاه...
سعد سلّوم

عندما يجفُّ دجلة!

رشيد الخيون لو قُيِّضَ للأنهار كتابة يومياتها، لكان دجلة أكثرها أحداثاً، فكم حضارة، سادت ثم بادت، نشأت على شاطئيه، وغمرها ماؤه، مِن أول جريانه وحتَّى جفافه، هكذا تناقلت الأخبار، أنَّ المنبع حُجب بالسُّدود العملاقة...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram