TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > سجون اليابان ملاذ آمن لكبار السن من النساء

سجون اليابان ملاذ آمن لكبار السن من النساء

نشر في: 17 مارس, 2018: 08:53 م

ترجمة/ حامد أحمد

نساء يابانيات من كبار السن يعانين الوحدة وجدن ضالتهن من الراحة والاستقرار في سجن بعد إقدامهن على سرقة سلعة من رفوف محال تجارية.
كل مجتمع فيه نسبة عالية من كبار السن يواجه تحديات بارزة. ولكن في اليابان، الذي يحوي أعلى نسبة من كبار السن في تعداد نفوسه السكاني (27.3% من مواطنيه هم بعمر 65 عاماً أو أكبر، مايعادل ضعف نسبة كبار السن في الولايات المتحدة) فإنه يتعامل الآن مع حالة لم يشهد لها مثيلاً سابقاً، ألا وهي جرائم سرقة حاجيات من متاجر يقمن بها كبيرات السن من النساء.

وأظهرت الإحصاءات، أنّ حالات الشكاوى والاعتقالات المتعلقة بكبار السن، وخصوصاً النساء، بدأت تحدث بمعدلات عالية فاقت أيّ عيّنة سكانية أخرى. وإنّ واحدة من بين كل خمس سجينات في اليابان هي من كبار السن، وغالباً ماتكون جرائمهن من النوع الخفيف، وإن تسعة من بين كل 10 سجينات من كبار السن متهمات بارتكاب سرقات من محالٍ تجارية.
لماذا يلجأن كبيرات السن من النساء في اليابان الى هذه السرقات التافهة؟ كان سابقاً الاعتناء بكبار السن يقع على عاتق العوائل والمجتمعات، ولكن هذا التقليد تغيّر الآن في اليابان. حيث ارتفع عدد كبار السن الذين يعيشون وحيدين في اليابان أكثر من ستة أضعاف، وذلك خلال الفترة الممتدة من عام 1980 الى العام 2015 ليصل عددهم الى اكثر من 6 ملايين تقريباً. وأظهر استطلاع أجرته الحكومة اليابانية في العام 2017، بأنّ أكثر من نصف كبار السن الذين أُلقي القبض عليهم متلبسين بجريمة سرقة من متاجر، هم من كبار السن الذين يعيشون وحيدين في بيوتهم. وإن 40% منهم، إما ليس لديه عائلة أو نادراً مايتحدث عن أقارب. هؤلاء الناس غالباً مايقولون بأنه ليس لهم أحد يلجأون إليه عندما يكونون بحاجة لمساعدة.
وتقول، يومي موراناكا، مسؤولة سجن ايواكوني للنساء، الذي يبعد مسافة 30 ميلاً عن هيروشيما،"قد يكون لديهن بيت. وقد تكون لديهن عائلة، ولكن هذا لايعني أنهن يشعرن بالراحة في المنزل. يشعرن بجهل الآخرين لهن. يشعرن بأنهن يتم الاهتمام بهن فقط عند قيام شخص بواجب البيت."
النساء المُسنّات هن أكثر عرضةً أيضاً للمصاعب المالية، حيث أن نصف النساء البالغات 65 سنة من العمر أو أكبر من اللائي يعشن بمفردهن، يعشن حالة فقر بالمقارنة مع بقية الجانب الأوسع من المجتمع الياباني.
وتقول إحدى نزيلات السجن،"زوجي توفّي العام الماضي، لم يكن لدينا أي أطفال، ولذلك أنا وحيدةٌ الآن، ذهبت لإحدى الأسواق المركزية لأشتري خضاراً، ورأيت حزمة من لحم البقر أمامي. كنت أنوي الحصول عليها وفكرت بأن سعرها قد يكون غالياً، فقررت أخذها."

لا الحكومة ولا القطاع الخاص أسّسا لبرنامج إعادة تأهيل فعّال يُعنى بكبار السن، وإنّ تكاليف الحفاظ على رعاية كبار السن في السجن بدأت بالارتفاع بشكل سريع. وارتفعت تكاليف الرعاية الصحيّة السنوية لكبار السن في السجون الى اكثر من 6 مليارات ين، وبلغت أكثر من 50 مليون دولار خلال العام 2015، مرتفعةً بنسبة 80% عما كانت عليها قبل عشرة أعوام.
في العام 2016، أصدر البرلمان الياباني قانوناً يهدف الى ضمان تلقّي كبار السن المتضررين الدعم من منظومات الرعاية الاجتماعية والخدمية الحكومية، ومنذ ذلك الوقت، بدأت دوائر المدّعين العامين والسجون بالعمل معاً مع مؤسسات حكومية للحصول على المساعدات التي يحتاجها السجناء من كبار السن.
سجينة تبلغ من العمر 89 عاماً، سرقت رزاً وفراولة ودواءً، حُكم عليها سنة ونصف السنة سجن، تقول"كنت أعيش وحيدةً، اعتدت أن أعيش مع عائلة ابنتي، وأنفقت كل مدخراتي في الاعتناء بصهري السيئ عنيف الطباع."
سجينة أخرى، تبلغ من العمر 80 عاماً، سرقت قطعة لحم وبذوراً ومقلاةً، حُكم عليها سنتين ونصف السنة، تقول"اعتقلت لأول مرّة عندما كان عمري 70 عاماً. زوجي أصيب بسكتة قلبية قبل ستة أعوام، كان مصاباً بالخرف، وكنت أعاني كثيراً بالاعتناء به. عندما سرقت حاجيات من المتجر، كان لدي نقود في محفظتي. ثم فكرتُ بحياتي لم أكن أرغب في الذهاب الى البيت مرة أخرى، وليس لديّ مكان آخر ألجأ إليه. اعتقد أن طلب العون والرعاية في السجن هو السبيل الوحيد لدي. حياتي اصبحت سهلة اكثر في السجن، اعتقد أن لهفتي لهذا الشيء هو من دفعني للسرقة."
سجينة أخرى تبلغ من العمر 78 عاماً، سرقت مشروبات طاقة وقهوةً وشاياً وكرة رز ومانغو، حكم عليها لمدة سنة وخمسة أشهر، تقول عن وضعها “السجن واحة بالنسبة لي، مكان للاسترخاء والراحة. ليس لدي حرية هنا، ولكن ليس لدي ما أقلق عليه أيضاً. هنا يوجد كثير من الناس استطيع التحدث معهم. يوفّرون لنا في السجن ثلاث وجبات غذائية باليوم. ابنتي تزورني كل شهر مرة، وتقول لي بأنها لا تشعر بالأسى عليّ، لأنني مثيرة للشفقة، اعتقد بأنها محقّة."

عن موقع بلومبيرغ الإخباري

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram