ترجمة/ المدى

كشف عمدة مدينة ترير الألمانية (مسقط رأس الفيلسوف الكبير كارل ماركس) النقاب عن ابتكار إشارات مرور ضوئية يظهر فيها"كارل ماركس واقفاً وذراعيّه ممدودتين عندما تكون الإشارة حمراء، ويسير مع كتاب تحت ذراعه عندما تتحول إلى اللون الأخضر".
وقد قررت بلدية المدينة، تثبيت صورة كارل ماركس على إشارات المرور، كجزء من الاحتفال بمناسبة الذكرى المئويّة الثانية لميلاده، والتي ستصادف في الخامس من أيار هذا العام.
وقد أمضى كارل ماركس السنوات السبع عشرة الأولى من حياته في هذه المدينة.
وقامت البلدية بتركيب مصابيح مرور تضيء ماركس باللونين الأخضر والأحمر.
وقال رئيس البلدية ولفرام لييب، الذي أشرف على الموضوع في بيان نشره على موقع المدينة على الانترنت"إنه رمز جميل ومعهُ تظهر مدينة ترير تحيتها وعرفانها لماركس".
ولد ماركس في ترير في 5 أيار 1818، وعاش هناك حتى بلغ من العمر 17 سنة، عندما ذهب للدراسة في جامعة بون. وصمم رسام الكاريكاتير يوهانس كولز، اللوحات نيابة عن مكتب الصحافة والاتصالات في البلدية.
وسيتم تركيب مجموعة ثانية من الأضواء على مقربة من منزل طفولة ماركس قبل عيد الفصح. وكان تمثال لكارل ماركس، يتجاوز ارتفاعه ستة أمتار، رغبت جمهورية الصين الشعبية منحه لمدينة ترير، مسقط رأسه قد أثار جدلاً بين السكان المحليين، فيما إذا كان يتعيّن على المدينة أن تقبل بنصب هكذا تمثال"عملاق"، وقد أقامت سلطات المدينة النسخة الأولية المؤقتة بالحجم المخطّط، بما في ذلك قاعدة التمثال، بارتفاع يبلغ 6.3 متر فوق سطح الأرض.
خلال الفترة الزمنية القصيرة التي هيمن فيها الوافد الجديد الملتحي على ساحة سيميونستيفت المركزية، انقسمت الآراء بشأنه. ويقول المقيم بالمدينة فريدمان دودن، بينما يمر أمام نموذج ماركس مع زوجته"أجده كبيراً بصورة تفوق الحد، لا ينبغي أن نصنع منه بطلاً".
ويتفق معه بيرند شنايدرز،"عصر التماثيل التذكارية الضخمة قد انتهى. بالنسبة لي هذا أكثر من اللازم". إقامة نصب تذكاري لماركس لا بأس به، كما يقول، ولكن فقط إذا كان بحجم عادي".
من ناحية أخرى، يجيل أحد سكان المدينة، فيلكو كانينبيرج، النظر بالتمثال صعوداً وهبوطاً، ويقرر."هذا جيد تماماً بالنسبة لي". وحتى بالقليل من خيبة الأمل، تقول آن فوكس وهي امرأة كانت تمر بالموقع،"كنت أتوقع أن يكون أكبر من ذلك بكثير. لا يمكنك أن تقول إنه بارتفاع 6.3 متر".
ويقول عمدة مدينة ترير، إن هذا بالضبط هو نوع المناقشة التي يتعيّن أن يبدأ بها المهندسون المعماريون."وعلى أية حال، إنه أحد أعظم أبناء هذه المدينة، ولا يجب أن نخفيه".
تتطلع الولاية والمدينة بشكل واضح لتوليد بعض رأس المال الصافي لهما من الحدث، الذي من المتوقع أن يستقطب 150 ألف زائر في الأقل.
ولكنْ أولاً، هناك مسألة التمثال بحاجة لحل. يتناسب نصب ماركس التذكاري بشكل جيد في الساحة، كما يؤكد العمدة، مضيفاً أنه رغم ذلك"لا علاقة للأمر بالتمجيد. فقد ولت هذه الأزمان".
يصور تصميم وو وايشان الفنان الصيني، ماركس ممعناً في التفكير مرتدياً معطفاً مشقوق الذيل، يخطو إلى الأمام، وإحدى يديه ترتكز على طية صدر السترة في حين يحمل في الأخرى كتاباً.
عن موقعي"يورو نيوز وسبوتنك"