TOP

جريدة المدى > عام > لوحة تذكارية لغوغول في باريس

لوحة تذكارية لغوغول في باريس

نشر في: 25 مارس, 2018: 05:55 م

د. ضياء نافع

توجهت اللجنة الأدبية الفرنسية – الروسية الى وزارة الثقافة الروسية بطلب لتمويل مقترحها بشأن نصب لوحة على جدار العمارة التي سكن فيها الكاتب الروسي غوغول أثناء توقفه في باريس عام 1836, وقد وافقت الوزارة الروسية على هذا الطلب الحضاري الطريف, وهكذا تعاونت الوزارة مع السلطات البلدية للعاصمة الفرنسية وبتنسيق بين الجانبين من قبل اللجنة الأدبية الفرنسية – الروسية على تنفيذ هذا المقترح الجميل, إذ انطلقت وزارة الثقافة الروسية من فكرة الحفاظ على كل شيء يخص كبار الأدباء الروس والمعالم المرتبطة بهم في العالم, وانطلقت السلطات البلدية الفرنسية من فكرة التأكيد على أن باريس كانت ولا زالت مركزاً عالمياً يحتضن كل الظواهر الحضارية في العالم, وإن هذه المدينة تؤدي دورها في الحفاظ على كل معالم الثقافة العالمية .
تم افتتاح هذه اللوحة التذكارية عام 2013, وقد حضر حفل الافتتاح مندوب بلدية باريس والسفير الروسي ورئيسة اللجنة الأدبية الفرنسية – الروسية وجمع من المثقفين الفرنسيين والروس ومجموعة من محبي الادب الروسي والمتابعين له, وازيحت الستارة عن تلك اللوحة التذكارية, والتي كتب عليها بالفرنسية, ان الكاتب الروسي نيقولا غوغول قد عاش في احدى شقق هذه البناية من شهرتشرين الثاني / نوفمبر من عام 1836 الى شهر شباط / فبراير من عام 1837, واعقب هذا الافتتاح إلقاء كلمات تناولت هذا الحدث الثقافي والتاريخي الجميل. أشار مندوب بلدية باريس في كلمته الى أن هذه الاشهر القليلة التي عاش فيها غوغول هنا ( تكفي لنا نحن الفرنسيين أن نحتفل – وبفخر - بذلك, ونحن سعداء بتحويل هذا المكان الباريسي الى معلم من المعالم الذي يرتبط بتاريخ الأدب الروسي ومسيرته, وبغوغول بالذات ..), أما السفير الروسي, فقد أشار في كلمته الى أن غوغول قد أصبح كاتباً عالمياً, وان كل نتاجاته مترجمة الى اللغة الفرنسية, ويعرفه الجميع هنا, ولهذا فان هذه اللوحة التذكارية هي تأكيد على هذه الواقع, وهي في نفس الوقت شرف لباريس واحترام كبير للادب الروسي معاً, وتناولت رئيسة اللجنة الأدبية الفرنسية – الروسية في كلمتها شهرة غوغول في فرنسا, وقالت, إن الفرنسيين يستشهدون الآن بأقواله, وانه مع بوشكين وتولستوي ودستويفسكي يشغل مكانة متميزة في مجمل المكتبة الفرنسية بشكل عام وحتى في الكتب المنهجية الفرنسية, والآن سيبدأ الفرنسيون بزيارة هذا المكان الباريسي المرتبط بغوغول شخصياً وبابداعه.
اهتمت الأوساط الادبية الروسية طبعا بهذا الحدث, وتم نشر الخبر في مختلف وسائل الاعلام, وأشار بعض الباحثين الروس الى أن غوغول قد ابتدأ في باريس بالذات بكتابة روايته الشهيرة ( الأرواح الميتة ), وإنه وضع هناك سطورها الاولى, وكتب آخرون, إن هذه الخطوة تعني – فيما تعنيه – أن غوغول لازال حيّا في القرن الحادي والعشرين, وهي ملاحظة صحيحة وجديرة بالاهتمام فعلاً, إذ ليس كل الادباء الكبار يتميزون بهذه الصفة الفريدة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البنك الدولي: 53 مليار دولار تكلفة إعمار غزة خلال 10 سنوات

ارتفاع أسعار صرف الدولار في الأسواق المحلية

منتخب الشباب يتأهل إلى ربع نهائي كأس آسيا

إيران: أي استهداف للمنشآت النووية يعني اشتعال المنطقة بأكملها

3 مباريات جديدة في دوري نجوم العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد:أريش فولفغانغ كورنغولد

صورة سيفو في مرآة الوهايبي

"مُخْتَارَات": <اَلْعِمَارَةُ عِنْدَ "اَلْآخَرِ": تَصْمِيمًا وَتَعْبِيرًا > "لِوِيسْ بَاراغَانْ"

"حماس بوينس آيرس" أول مجموعة شعرية لبورخس

علي عيسى.. قناص اللحظات الإبداعية الهاربة

مقالات ذات صلة

بورخيس،هايزنبرغ وإيمانويل كانت
عام

بورخيس،هايزنبرغ وإيمانويل كانت

أدار الحوار: مارسيلو غلايسر* ترجمة: لطفية الدليمي ما حدودُ قدرتنا المتاحة على فهم العالم؟ هل أنّ أحلامنا ببلوغ معرفة كاملة للواقع تُعدُّ واقعية أمّ أنّ هناك حدوداً قصوى نهائية لما يمكننا بلوغه؟ يتخيّلُ مؤلّف...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram