TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: دبي تخذل عبعوب

العمود الثامن: دبي تخذل عبعوب

نشر في: 26 مارس, 2018: 08:32 م

 علي حسين
العراق لا يحتاج في هذه اللحظة إلى خطب رنانة مخادعة من عينة " العراق خط أحمر " ، بقدر ما يحتاج إلى شيء من الشجاعة والنزاهة السياسية للتعامل مع خطب السلطان أردوغان .
ولمن لا يصدّق عليه قراءة التصريح الذي أطلقه نائب رئيس البرلمان همام حمودي ، الذي أخبرنا فيه بكل أريحيّة أنّ العراق لن يسمح لدولة بانتهاك سيادته . بعدها باغتنا صاحب الـ " سبع صنائع " والبخت الذي لم يضع هباءً بفضل الصفقات والعمولات ، علي الدباغ من مقرّ إقامته في اسطنبول من أننا شعب لايحتاج إلى الاميركان ، لماذا ياسيادة الخبير ؟ لإننا نختلف كثيراً عن اليابانيين والألمان ، فتلك شعوب خانعة ، ارتضت بالوجود الاميركي ، ونسي الخبير الستراتيجي أن الدولة التي يعيش ، فيها لديها قاعدة عسكرية تقدم الخدمات للعمّ سام .
في كل يوم يباغتنا أحد المسؤولين بمفردات مبتكرة، مزيدة ومنقّحة، من قاموسهم الذي لا ينضب أبداً بما فيه من طرائف وعجائب، وتتذكرون معي مقولة أسامة النجيفي الشهيرة بعد احتلال الموصل ، من انه أسس جيشاً سيحرر الموصل خلال سبعة أيام !
في مرات كثيرة يعاتبني بعض القرّاء لأنني أكتب بإعجاب عن مدن مثل دبي وسنغافورة وطوكيو، وأقول: تأملوا حياتنا،عن ماذا نكتب؟ تأملوا معي السذاجة السياسية وغياب العدل والقانون، ورائحة الكذب التي تخرج من أفواه المسؤولين، عن ماذا نكتب؟ عن النجاح الاقتصادي الكبير الذي حققه جماعة " حكومة الأغلبية "! عن الدولة التي سرق فيها ترليون دولار بوضح النهار ؟!
في الجنوب من البصرة تستقرّ مدينة دبي حيث يسابق حكامها العالم في التنمية والإعمار والازدهار، واسمحوا لي أن أنقل لكم هذا الخبر ، فقد أعلنت إمارة دبي قبل أيام أن قيمة تجارتها الخارجية غير النفطية في
عام 2017 بلغت 354 مليار دولار . أنتظر أن يخرج علينا السيد نعيم عبعوب ، ليشرح لي هل نظريته عن " الزرق ورق " لاتزال صالحة للاستخدام البشري ؟!
هناك طريقان للمستقبل : طريق اليابان وسنغافورة ودبي ، حيث تتحول المدن التي دمرت في الحروب أو التي كانت مجرد جزيرة صغيرة أو ميناء منعزل ، إلى مركز للعالم يأتي إليها ويمرّ بها ملايين الزوار، وليس فيها نهر ولا جبل، ولا فيها دجلة أو الجنائن المعلقة وأور، وطريق عباس البياتي وصالح المطلك والزعيمة التي تريد أن تدخل الأوسكار بدلاً من ميريل ستريب في فيلم بعنوان " المرأة التوازنيّة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram