اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: رسالة إلى مواطن

العمود الثامن: رسالة إلى مواطن

نشر في: 27 مارس, 2018: 08:36 م

 علي حسين
عزيزي المواطن ، وأنت تعيش اليوم محنة المتاجرة بصوتك الانتخابي ، عليك أن لاتقف صامتاً تستمع الى المعلقات التي يلقيها نواب الخراب عن السيادة وحب الوطن ، اسخر منهم ، وقل لهم إنك لاتصدّق أنّ قادة الطوائف ، الذين هندسوا دستوراً للمحاصصة والتخلف والخراب ، يمكن أن تنتابهم الغيرة على مستقبل العراق ، فهم الذين سمحوا بتشكيل الاحزاب على أساس طائفي وقومي ، وهم الذين رفعوا الشعارات الدينية والمذهبية والقومية في الإنتخابات ، وهم الذين قالوا عن الدولة المدنيّة إنها دولة كفر وإلحاد . قل لهم إنك تعرف كلّ الحكاية منذ ظهور قائمة الشمعة في حياتك، وحتى اللحظة التي شاهدتَ فيها مهدي الغراوي يبكي ملكاً لم يحافظ عليه . قل لهم إنّ الحكاية كلها حرب امتيازات ومنافع وشعارات كاذبة ، لأنّ آخر ما يفكر فيه السياسي العراقي هو مصلحة العراق ، فهذه القضية لم تشغله يوماً طيلة الخمسة عشر عاماً الماضية التي انتهكت فيها كرامة العراقي وأصبح يستجدي الأمن ، ويعاني الموت والتهجير والفقر وذلّ المخيمات ، قل لهم إنك لاتثق ببرلمان يمنح الحصانة لمشعان الجبوري صاحب قناة كيف تقتل عراقيّاً ! قل لهم إنّ دولة يبكي على ترابها قادة الفتنة ليست إلا مشهداً مسرحياً ساذجاً ، وإنك لم تعد تتحمل رؤية وجوه كومبارس يتوهّمون أنهم نجوم من الصف الأول.
قل لهم وأنت متأكد أنك لاتخالف المنطق ولا تبتعد عن الحقيقة ، إننا نعيش اليوم من دون نظام سياسي، وكل ما نسمعه في الفضائيات ونقرأ عنه في الصحف من مسمّيات ضخمة مثل حكومة أغلبية ، حكومة توافقيّة ، ما هو إلا مجرد هياكل لأحزاب تعاني من فقر البصر والبصيرة .
عزيزي المواطن أنت مثلي تصحو كلّ يوم على كوميديا لا تنتهي من التصريحات، الأول يؤكد والآخر ينفي، لنكتشف في النهاية أنك وأنا وقعنا جميعا أسرى في أيدي مجموعة حولوا السياسة إلى فصول لا تنتهي من " الهزال" ومؤسسات الدولة إلى حلبة يستعرضون فيها مهاراتهم في النصب والاحتيال والكذب.
عندما يخرج علينا كلّ يوم مَن تسبّب بالخراب وأشاع الجهل والمحسوبيّة ليعلن أنّ الحل الأمثل للمشكلة السياسية هو حكومة الأغلبية ، وعندما تصرّ الكتل السياسيّة على عودة بهاء الأعرجي وحسن السنيد وجمال الكربولي وكمال الساعدي ، وعندما يُباع كرسي البرلمان بملايين الدولارات لـ " حوت " استحوذ لسنوات على مشاريع وزارة التربية والصناعة، ، أُعني مثنى السامرائي، فإننا حتماً نعيش أسوء عصور الخراب في العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram