بغداد/ اور نيوز في مجريات الاحداث الاخيرة التي شهدت زيارات متعددة لمسؤولين عراقيين الى دول عربية مجاورة يرى محللون ان الانسحاب التدريجي للقوات بحلول نهاية عام2011 قد يقارب وجهات النظر بين القادة العرب والعراقيين.ويقول بيتر هارلنك الباحث المختص في الشرق الاوسط في"مجموعة الازمات الدولية" ان "الانسحاب الفعلي وكذلك النفسي للولايات المتحدة سيفتح الطريق للاعبين اخرين، وقضية موقع العراق في المعادلة الاقليمية تتوقف خصوصا على طبيعة حكومته" المقبلة.
وشهدت العاصمة السعودية الرياض خلال الأيام القليلة الماضية، زيارات متتالية لقادة عراقيين من مختلف مكونات الطيف العراقي.وجاءت زيارات المسؤولين العراقيين الى الرياض في ظل مشاورات متعثرة بين الكتل السياسية لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة بعد فوز ائتلاف العراقية الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي الاسبق اياد علاوي في الانتخابات التشريعية الأخيرة.وكانت الرياض شهدت مطلع الأسبوع الماضي زيارة الرئيس جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم، وقبل كل هذه الزيارات كانت الرياض قد استقبلت وفدا من التيار الصدري .ويرى مراقبون أن هذه الزيارات المتتالية خلال أسبوع واحد، تعكس رغبة مشتركة للمزيد من التقارب السعودي العراقي كما أنها تفتح آفاقا جديدة للتعاون بين الرياض وبغداد لا سيما في ضوء ما أفرزته الانتخابات العراقية التي جرت الشهر الماضي.وقال هارلينغ "حتى الآن كانت مفاوضات تشكيل الحكومة تجري في المنطقة الخضراء، لكنها باتت الآن تجرى جزئيا في العواصم المجاورة".من جانبه، قال حميد فاضل استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد ان الاتفاقية التي وقعتها الولايات المتحدة مع بغداد على انسحاب جنودها من البلاد نهاية 2011 غيرت كثيرا من المعادلات السياسية القديمة. وهي تسعى قبل كل شيء الى اجراء هذا الانسحاب بأفضل طريقة ممكنة.وقال السفير الاميركي في بغداد كرستوفر هيل مؤخرا "نعتقد ان تشكيل الحكومة سيتم في العراق وليس في دول الجوار (...) الولايات المتحدة تتابع الامور عن كثب وقد اكدنا بوضوح اننا سنوافق على ما سيختاره العراقيون بطريقة ديمقراطية".وعراق اليوم، كما يقول محللو الاخبار في وكالة فرانس برس، اصبح عرضة لتدخل دول الجوار، بعد ان كان يشكل تهديدا لها ابان نظام صدام حسين الذي خاض حربا على مدى ثمانية اعوام مع ايران (1980-1988) قبل اجتياحه الكويت.وقال علي رضا نادر الباحث في مؤسسة (راند كوربوريشن) ان"ايران والمملكة العربية السعودية تعتبران العراق ساحة مهمة على صعيد التنافس الاقليمي بينهما... لذلك فهما على استعداد للقيام بترتيبات سياسية تعود بالمنفعة عليهما".واوضح ان"التاريخ يظهر ان ايران والسعودية حريصتان ايضا على ان لا تتحول المنافسة بينهما الى نزاع مفتوح"، مشيراً الى ان الدعوات الأخيرة التي وجهها البلدان للعراقيين تظهر ان هناك "محاولات من قبل مختلف الكتل السياسية العراقية للتوصل الى تسوية بين ايران والسعودية، اللذان يمثلان اكبر القوى الاقليمية في الخليج".وأكدت السعودية أكثر من مرة أنها تقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء العراقيين وتنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون العراقية الداخلية حيث نقل عن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل رفضه لتصريحات نشرت مؤخرا تضمنت اتهامات توجهها بعض الأطراف العراقية ، تصور السعودية بأنها تقف خلف قائمة علاوي، التي تصدرت الانتخابات العراقية بـ91 مقعدا تلتها قائمة دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الحالي والتي حازت على 89 مقعدا.
بـغـداد - الـريــاض.. آفـاق جـديـدة لتـعـاون مسـتـقبـلي مثـمـر
نشر في: 17 إبريل, 2010: 07:32 م