سلام خياط
هم ــ بتشديد الميم ــ ثلاثة سابلة بعبور شارع عريض ، فيما لاحت سيارة مسرعة من بعيد …
توقف الأول تماماً سحب خطوته الأولى ،، حاسماً أمره ، قراره لا رجعة فيه ،، خمن : سرعة المركبة أعلى وتيرة من قدرته ،،، لن يعبر الشارع حتى تمر الشاحنة ويخلو الطريق .
اما الثاني ،،فقرر العبور لحظة التأهب ، واصل خطوته التالية للآمام بثبات، وحسب إنه يقدر ثم اتخذ قراره الأخير ،، إنه سيعبر و ..ولسوف يبلغ الرصيف الآخر بسلام .
أما الثالث فقد قدر للوهلة الأولى إنه لن يستطيع العبور ،، فمكث في مكانه ،، ثم خطرت له فكرة —بعدما رآي الأول عابراً — أن يحذو حذوه ،، فخطا خطواته الأولى للأمام .. ثم ماج في صدره وجل طارئ -، وإعترته خيفة ألا تبلغ أو تفوق سرعته — قياساً —بسرعة المركبة المارقة ،، فقرر فجأة العودة لمكانه الأول ،، ثم أدرك إن التراجع مستحيل بعد أن بلغ من الشارع منتصفه ،، فآثر الإستمرار بالعدو ،،، لم يآخذ منه التردد سوى ثواني معدودات ،،لكنها كانت كافية لتلقيه — صريعاً —تحت عجلات المركبة المسرعة .
………
كانت الحادثة التي لم تستغرق سوى ثواني معدودات ، درساً بليغا للسابلة :: لقد سلم الأول من الموت لأنه قدر في الوقت المناسب إنه لا يقدر ،، ووصل الثاني لأنه قرر في الوقت الناسب إنه يستطيع .. أما الثالث فقد حال تردده بين السلامة والوصول .
،،،،،،،،
# إحسم امرك ،، دقق في قدراتك — دون تهوين أو تهويل — إكتشف بنفسك مكامن مهاراتك ..( ضعفك وقوتك ) ، ثم إمحض نفسك حسن القرار ،،، فالذين يترددون كثيراً باتخاذ القرارات المصيرية ،، فليس لهم من سوء العاقبة … من فرار .
# ما أكثر العبر ؟ ما أقل الإعتبار !!