متابعة المدى
فازت نسخة جديدة من تمثال أشوري أثري لثور مجنح كان تنظيم داعش قد دمره في عام 2015 بالعرض في ميدان الطرف الأغر وسط العاصمة البريطانية لندن.
وأعلن مكتب عمدة لندن صديق خان إن العمل الجديد الذي نفذه الفنان الأميركي (عراقي الأصل) مايكل راكوفيتز، فاز بالعرض التالي على المنصة الرابعة الخالية التي عرض عليها 11 عملاً فنياً جديداً منذ عام 1999.
ويقول الفنان راكوفيتز: "التمثال أعيد تشكيله من علب الدبس العراقي ، وطوعت هذه العلب بشكل مبير لرمزيتها، فهي تمثل صناعة عراقية إنهارت بسبب الحرب"
وكان تمثال الثور المجنح الأصلي الذي يصور إلها حامياً يحمل اسم لاماسو يقف منذ عام 700 قبل الميلاد على بوابة مدينة نينوى القديمة على مشارف مدينة الموصل العراقية الحديثة.الثور المجنح ويسمى أيضاً شيدو لاموسو كما ورد في الكتابات الآشورية وأصل كلمة "لاماسو" هو من لامو في اللغة السومرية وكان هذا الاسم يستعمل لأنثى من الجن مهمتها حماية المدن والقصور ودور العبادة، أما الجن الذكر الحامي فكان بالسومرية يعرف باسم آلادلامو وبالآشورية القديمة أو (اكادية) سمي شيدو .
هو تمثال ضخم يبلغ طوله 4.42 م ويزن أكثر من 30 طناً. وهو فرد من زوج يحرس باباً من أبواب سور مدينة (دور شروكين) التي شيدها الملك الاشوري سرجون الثاني (721- 705 ق.م) والتي هجرها سنحاريب بن سرجون الثاني، حيث نقل العاصمة إلى مدينة نينوى. كان يرمز إلى القوة والحكمة والشجاعة والسمو، وقد اشتهرت الحضارة الآشورية بالثيران المجنحة ولاسيما مملكة آشور وقصور ملوكها في مدينة نينوى وآشور في شمال بلاد ما بين النهرين والذي غدا رمزاً من رموز هذه الحضارة التي كانت تعتمد القوة كمبدأ في سياستها وانتشارها. وكان تنظيم داعش قد دمر في 26 فبراير/ شباط الآثار القديمة الموجودة في متحف مدينة الموصل التاريخي شمال غربي العراق، خلال احتلاله الموصل.
ونشر التنظيم في حينها فيديو ويوضح مجموعة من العناصر الملتحين في متحف الموصل وهم يهدمون تماثيل ضخمة باستخدام المطارق وأدوات الحفر، من بينها تماثيل لآلهة تعود إلى حضارات بلاد الرافدين وتمثال للثور الآشوري المجنح داخل المتحف يعود تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد.