TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: كلّ نيسان وأنتم "عالمكشوف"

العمود الثامن: كلّ نيسان وأنتم "عالمكشوف"

نشر في: 2 إبريل, 2018: 08:26 م

 علي حسين

أعلن السيد حيدر العبادي أنّ الفساد "إرهاب" ، فيما وصف الفاسدين بأنهم "أصحاب مافيات وعصابات".
إذا كان جنابك من الذين يتابعون أخبار السيد العبادي ، وإذا كنتَ مهتمّاً بملاحقة حربه على الفساد ، أود أن أوضح لك أنّ حديث العبادي لم يكن في 1 نيسان 2018 ، وإنما كان في اليوم الذي سبق الأول من نيسان عام 2015. وإذا طالعتَ صحف اليوم وأمس ستجد أنّ حيدر العبادي ، يعتقد أنّ أحسن تطبيق لنظرية محاربة الفساد ، الاحتفاظ برجال الإصلاح العظام أمثال عباس البياتي وعامر الخزاعي ، تطبيقا للمثل القائل " أنا وابن حزبي على الغريب "
لم يتمّ ابتذال عبارة محاربة الفساد ، كما يحدث الآن، السيد حيدر العبادي لايزال يتحدث عن محاربة الفساد بأحاديث لاتختلف بالشكل واللون والرائحة عما تحدث به في نيسان عام 2015 ونيسان عام 2016 ونيسان عام 2017 ! وأرجوك، تذكّر أنّ كثيراً من المقولات التي يردّدها حيدر العبادي اليوم، ظل يردّدها طيلة الأربع سنوات، وهي نوع من الـ" الإصلاح " الذي لايصلح للاستهلاك البشري .
في عام 2015 أخبرنا العبادي أنّ الحرب على الفساد بدأت ولن تتوقف حتى سقوط آخر قلعة من قلاع الفساد ، ولأنّ جنابي يطلق عليه لقب مواطن صالح ، فقد كنت أستمع لخطب العبادي وأسال هل في نيسان القادم سيحين قطف رؤوس الفساد ؟ ، ولأننا استقبلنا قبل أيام نيسان آخر يضاف الى الـ14 نيساناً التي عشناها في ظل سياسيي الخطب الرنانة ، ممن يحبون حفلات الكذب الجماعي، حيث وجدنا البعض منهم يكتب سيرة جديدة لحياته بكل ما أوتي من غرام "بالخديعة"، ففي لفتة إنسانية قرر رئيس مجلس النواب أن يرفع شعار " عفا الله عما سلف " للسماح للفاسدين بأن ينفذوا بجرائمهم وسرقاتهم ويعيشوا آمنين مطمئنين . واكتشفنا نحن الشعب الناكر للجميل بفضل وإحسان من عضو حزب الدعوة باسم الدراجي ، أنّ الفساد أُكذوبة تحاول بها الإمبريالية والصهيونية والشيوعية تشويه سمعة الأحزاب الحاكمة !
ربما يهزّ البعض يده وهو يقرأ هذا المقال ويقول ماذا تريد أيها الكاتب الكثير الشكوى ؟ لقد ابتدأتَ الحديث عن حيدر العبادي ، وسخرتَ من " مقولات سليم الجبوري ، لتذهب بنا إلى مقولات حزب الدعوة ، اعذروني هذه المرة ، لا أستطيع إلّا أن أضحك ، وأنا أشاهد مشعان الجبوري يتحدّث عن الفساد في برنامجه التلفزيوني " عالمكشوف"!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram