علي حسين
أعلن السيد حيدر العبادي أنّ الفساد "إرهاب" ، فيما وصف الفاسدين بأنهم "أصحاب مافيات وعصابات".
إذا كان جنابك من الذين يتابعون أخبار السيد العبادي ، وإذا كنتَ مهتمّاً بملاحقة حربه على الفساد ، أود أن أوضح لك أنّ حديث العبادي لم يكن في 1 نيسان 2018 ، وإنما كان في اليوم الذي سبق الأول من نيسان عام 2015. وإذا طالعتَ صحف اليوم وأمس ستجد أنّ حيدر العبادي ، يعتقد أنّ أحسن تطبيق لنظرية محاربة الفساد ، الاحتفاظ برجال الإصلاح العظام أمثال عباس البياتي وعامر الخزاعي ، تطبيقا للمثل القائل " أنا وابن حزبي على الغريب "
لم يتمّ ابتذال عبارة محاربة الفساد ، كما يحدث الآن، السيد حيدر العبادي لايزال يتحدث عن محاربة الفساد بأحاديث لاتختلف بالشكل واللون والرائحة عما تحدث به في نيسان عام 2015 ونيسان عام 2016 ونيسان عام 2017 ! وأرجوك، تذكّر أنّ كثيراً من المقولات التي يردّدها حيدر العبادي اليوم، ظل يردّدها طيلة الأربع سنوات، وهي نوع من الـ" الإصلاح " الذي لايصلح للاستهلاك البشري .
في عام 2015 أخبرنا العبادي أنّ الحرب على الفساد بدأت ولن تتوقف حتى سقوط آخر قلعة من قلاع الفساد ، ولأنّ جنابي يطلق عليه لقب مواطن صالح ، فقد كنت أستمع لخطب العبادي وأسال هل في نيسان القادم سيحين قطف رؤوس الفساد ؟ ، ولأننا استقبلنا قبل أيام نيسان آخر يضاف الى الـ14 نيساناً التي عشناها في ظل سياسيي الخطب الرنانة ، ممن يحبون حفلات الكذب الجماعي، حيث وجدنا البعض منهم يكتب سيرة جديدة لحياته بكل ما أوتي من غرام "بالخديعة"، ففي لفتة إنسانية قرر رئيس مجلس النواب أن يرفع شعار " عفا الله عما سلف " للسماح للفاسدين بأن ينفذوا بجرائمهم وسرقاتهم ويعيشوا آمنين مطمئنين . واكتشفنا نحن الشعب الناكر للجميل بفضل وإحسان من عضو حزب الدعوة باسم الدراجي ، أنّ الفساد أُكذوبة تحاول بها الإمبريالية والصهيونية والشيوعية تشويه سمعة الأحزاب الحاكمة !
ربما يهزّ البعض يده وهو يقرأ هذا المقال ويقول ماذا تريد أيها الكاتب الكثير الشكوى ؟ لقد ابتدأتَ الحديث عن حيدر العبادي ، وسخرتَ من " مقولات سليم الجبوري ، لتذهب بنا إلى مقولات حزب الدعوة ، اعذروني هذه المرة ، لا أستطيع إلّا أن أضحك ، وأنا أشاهد مشعان الجبوري يتحدّث عن الفساد في برنامجه التلفزيوني " عالمكشوف"!